طوارئ في ليبيا بعد عودة «مُفزعة» لمرض الملاريا

مطالبات للمجلس الرئاسي بسرعة توفير الأمصال

TT

طوارئ في ليبيا بعد عودة «مُفزعة» لمرض الملاريا

سادت حالة من الخوف والفزع بين مواطني العاصمة الليبية طرابلس، أمس، بعد ظهور حالة إصابة بمرض الملاريا، الذي نجحت البلاد في القضاء عليه خلال فترة السبعينات، بينما أُعلنت حالة الاستعداد القصوى لمواجهة الأزمة الطارئة.
وقال مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض، الدكتور بدر الدين بشير النجار، إن مختبر أبحاث الأمراض المشتركة بالمركز، أكد إصابة طفلة من سكان بلدية أبوسليم، تبلغ 4 أشهر، بمرض الملاريا، مشيراً إلى أنه يجرى حالياً التقصي لأسباب حدوث العدوى، والأماكن المحتملة التي قد تكون تمت فيها الإصابة، وكذلك محاولة معرفة الأسباب البيئية التي ساهمت في عودة المرض إلى ليبيا؛ وخصوصاً أنه تم تسجيل حالات سابقة في مدينتي أوباري وغدامس.
وأضاف النجار في بيان، أن المؤسسات الصحية المعنية اتفقت خلال اجتماعها في مقر المركز بالعاصمة طرابلس، مساء أول من أمس، على ضرورة مسح بيئي عاجل في منطقة أبوسليم؛ وخصوصاً أماكن تكاثر البعوض، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم انتشار المرض.
وبينما قال مدير إدارة الرصد والتقصي والاستجابة السريعة بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض رمضان عصمان، أمس، إن «الوضع تحت السيطرة، ولم يتحول بعد إلى مرحلة تفشي الوباء كما تشيع بعض الجهات»، أسِفت بلدية أبوسليم لوقوع إصابة بالمرض، وقالت: «سبق وحذرنا من قبل باحتمال تفشي وباء مرض الملاريا، وخصوصاً مع اكتمال (المثلث الوبائي) داخل نطاق البلدية، بسبب تدهور حالة أنابيب الصرف الصحي بمجرى وادي المجينين، فضلاً عن عدم صيانة محطة التنقية، وتراكم النفايات داخل مكب شركة الخدمات العامة (طرابلس) التابعة لوزارة الحكم المحلي».
وأضافت البلدية في مؤتمر صحافي، أمس، أنه «لم تكن هناك أي استجابة من الجهات المعنية»، وقررت أمس: «رفع حالة الاستعداد القصوى داخل كافة المواقع الصحية، للتعامل مع حالات اشتباه جديدة بالمرض»، مطالبة المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق الوطني» بتوفير الأمصال الخاصة بالوباء بالمرافق الصحية، بشكل عاجل، بالإضافة إلى ضرورة الدفع سريعاً بالأجهزة الخاصة بمكافحة الوباء.
وأهابت البلدية بالمواطنين «التوصل مع غرفة الطوارئ التي أعلنت عنها، للتبليغ عن أي حالات اشتباه بالمرض، لسرعة التعامل معه» للأهمية.
وحي أبوسليم هو أحد أكبر أحياء العاصمة، ويقع جنوب طرابلس. ونقل إحميد موسى (مواطن ينتمي إلى المنطقة) لـ«الشرق الأوسط»، أن «كثيراً من المواطنين يترددون على المراكز الصحية للاطمئنان على أبنائهم»؛ لكنه قال إن هناك «حالة ترقب بين سكان البلدية، بعد إصابة الطفلة بمرض الملاريا».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».