ريتا حايك: لجوء بعض الممثلين إلى التجميل يفقدهم فرصاً كثيرة

انتهت من تصوير فيلم إيطالي تجسد فيه دور فتاة لبنانية

ريتا حايك
ريتا حايك
TT

ريتا حايك: لجوء بعض الممثلين إلى التجميل يفقدهم فرصاً كثيرة

ريتا حايك
ريتا حايك

قالت الممثلة ريتا حايك بأنها كانت تتوقّع النجاح لمسلسل «ثواني» الذي تلعب بطولته إلى جانب زميلها عمّار شلق، ولكن ليس بهذا القدر الذي حصده. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «شعرت أثناء التصوير بأن هذا العمل سيحصد شعبية كبيرة لدى المشاهد وقلت يومها لفريق العمل بأن «ثواني» من أجمل ما شاركت به في مشواري التمثيلي. كما توقّعت أن تجذب بعض العبارات التي يرددها عمار شلق بلكنة خاصة به كـ«هنيدي» و«يا غرام» وغيرها الناس فيرددونها بدورهم، وهو بالفعل ما حصل على أرض الواقع».
وتؤكّد ريتا حايك التي غابت عن الشاشة الصغيرة منذ قيامها ببطولة مسلسل «وين كنتي» في رمضان 2017 أن عملية الكاستينغ في هذا العمل جاءت مطابقة تماما للشخصيات التي يجسّدها ممثلون محترفون أمثال عمار شلق، فادي إبراهيم، ونهلة داود، ورودريغ سليمان وغيرهم. «وكأن النص كتب لهم خصيصا فلبسوا أدوارهم بإتقان ودقة مما أضاف على العمل مصداقية كبيرة».
وتشير حايك في سياق حديثها بأنها تغب من كل عمل جديد تشارك به تجربة غنية وجديدة وتوضح: «لا أنفك أبحث عن التحديات في عملي لأنها تزودني بالحماس وتولّد لدي حبّ المعرفة. ولا شك في أن هذه التجارب التي أنتقيها بدقة تسهم في تطوير موهبتي ونموها بالشكل المطلوب. فأنا أتطلع دائما إلى المزيد من التجارب الجديدة كي أتجدد من خلالها، كوني من النوع الذي يملّ بسرعة، وإذا كان العمل الذي أشارك به لا يحمل لي هذا الشعور بالتحدّي أرفضه. فتريني آخذ فترات استراحة متقطعة من التمثيل كي أعيد النظر بأدائي ليكون أكثر نضجا».
وعما إذا تشعر بالاكتفاء من النجاحات التي حققتها في مشوارها أن على الصعيدين التلفزيوني والمسرحي أو على الصعيد السينمائي سيما وأن أحدثها «قضية رقم 23» رشّح لجائزة الأوسكار العام الفائت ترد: «كل مرة أحقق فيها نجاحا معينا أتوقع أن يغمرني الشعور بالاكتفاء. ولكن وصولي إلى الأوسكار وزواجي وولادة طفلي ونجاحاتي المتكررة حرّكت في أكثر أحلامي وتطلعاتي المستقبلية. فهناك بالتأكيد محطات مزدهرة أخرى بانتظاري في المستقبل وأنا باحثة نهمة عن التجديد. فالتمثيل بمثابة الأوكسيجين الذي أتنشقه ولذلك لا أتوقّع الاكتفاء قريبا».
ولكن لماذا إطلالاتها على الشاشة الصغيرة هي مرتبطة دائما بالكاتبة كلوديا مرشيليان والمخرج سمير حبشي؟ فالأولى كتبت «وين كنتي» بجزأيه و«ثواني» من بعده، فيما الثاني وقّع عملية الإخراج لهما؟ «الأمر ليس أكثر من مجرّد صدفة. فأنا لدي ضعف تجاه أسلوب سمير حبشي في الإخراج خصوصا أنه كان أستاذي في الجامعة. كما أن نص كلوديا مرشيليان يلفتني بتماسكه. فلقد قرأت نصوصا كثيرة قبل «ثواني» إلا أنها لم تجذبني. فهناك دون شك كيمياء تسري ما بيني وبين هذا الثنائي الذي أحبّه كثيرا».
وكانت ريتا حايك قد انتهت مؤخرا من تصوير دورها في فيلم إيطالي بعنوان «القاعدة الذهبية» مع المخرج الساندرو مارديلي. فتوجّهت إلى المغرب حيث كان فريق العمل بانتظارها هناك. وتعلّق: «أجسد دور فتاة لبنانية تعمل مع قوة الأمم المتحدة الموجودة في لبنان (يونيفيل) وتقع في حبّ أحد الجنود الإيطاليين. فكنت اللبنانية الوحيدة الموجودة بين الفريق وهو ما عزّز مشاركتي فيه». وعما أضافت إليها هذه التجربة تقول: «لطالما تمنيت المشاركة في السينما الأوروبية منذ بداياتي، فأنا متابعة دائمة لها ويلفتني أبطالها. ومع فيلم «الإهانة» (قضية رقم 23) لزياد الدويري فتحت أمامي الأبواب لعروض سينمائية من أميركا وأوروبا. فمثّلت بلغة مغايرة وتحدثت اللبنانية والإنجليزية والإيطالية مع أن للسينما لغة موحدة لا تتطلّب الترجمة والتفسير. فشعرت بأهمية هذه التجربة التي لطالما ناديتها لتزورني مرات كثيرة. فبرأيي أي شيء نرغب في تحقيقه علينا مناداته بشكل مستمر كي نحصل عليه. فجاء هذا الفيلم ليكون بمثابة هدية جميلة تلقيتها فور حصولي على الهدية الأكبر في حياتي وهي ولادة طفلي».
حتى عندما كانت في أميركا أثناء عرض فيلم «قضية 23» تلقت ريتا حايك عروض تمثيل في أفلام هناك ولا سيما إثر إجراء مقابلات وأحاديث صحافية معها وأخرى مصورة حول الفيلم. ولكنها رفضتها يومها بسبب حملها فانتظرت الفرصة المناسبة التي أتتها فيما بعد من خلال فيلم إيطالي.
وقد تكون ريتا حايك من الممثلات النادرات في لبنان اللاتي لم يقمن بأي تغييرات جمالية في شكلهن الخارجي إذ بقيت تحافظ عليه منذ بدايتها حتى اليوم. وتقول: «أتمنى أن لا أحتاج هذا الأمر يوما ما إذ أفضل أن يبقي الممثل رجلا كان أو امرأة على شكله الطبيعي. وهنا لا أريد أن أظهر وكأني أحاكم هؤلاء أو أنتقدهم إذ أنهم بالتأكيد يملكون حرية تحسين شكلهم الخارجي كما يرغبون. ولكن كل ما في الأمر هو أنني أحب الإبقاء على الأصالة والمصداقية لدى أي شخص وخصوصا لدى الممثل. فهو يمكن أن يفقدهما في حال خضع لمبضع التجميل وكذلك يمكن أن يخسر الفرص للعب أدوار تمثيلية محلية وعالمية ترتكز على الطبيعية. وربما رواج هذا الأمر في عالمنا يتعلّق بثقافتنا عامة إذ أنه غير موجود في ثقافة الغرب وبالكاد نلحظه لديهم. فهناك وفي حال تقدمت للعب دور ما ولاحظوا هذا الأمر عندك يستبعدونك دون تردد. فلمسات التجميل وعملياته الجراحية أستبعدها كثيرا ولا تراودني بتاتا». ولكن بعض الممثلين يؤكدون بأن هناك منتجين ومخرجين يفرضون عليهم ذلك كي يحافظوا على استمراريتهم في العمل؟ «لا أعتقد ذلك أبدا فلا أحد يمكن أن يفرض هذا النوع من الأمور على الآخر بل هي مجرّد قرارات شخصية نابعة من قناعاتنا فإما نقوم بها أو العكس».


مقالات ذات صلة

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})
تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})
TT

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})
تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحققت مشاهدات لافتة عبر قناتها الخاصة على موقع «يوتيوب».

وأكدت نسمة في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها بصدد إصدار أغنيات جديدة في بداية العام المقبل، إلى جانب أعمال أخرى ستُطرح قبيل شهر رمضان المقبل، مشيرةً إلى أن الأغنيات جاهزة وبحوزتها بشكل كامل وإصدارها تباعاً للجمهور بهدف الوصول لشريحة عريضة من الجمهور قبل انشغالهم بمتابعة الأعمال الدرامية الرمضانية.

تسعى نسمة لتقديم الأغنيات الشعبية بحكاياتها اللافتة المحببة لقلوب الناس (صفحتها على {فيسبوك})

وتؤيد نسمة فكرة طرح أغنياتها الجديدة «سنغل» للوجود مع الجمهور والحضور الفني بشكل دائم، لكنها تنوي تجميعها في «ألبوم غنائي» بعد الانتهاء من إصدارها، مشيرةً إلى أنها «لا تفضل فكرة على حساب الأخرى سوء الألبوم أو السنغل، لكن ما يشغلها هو وجودها مع الناس».

وترى محجوب أن فكرة التقيد بتوقيت معين ومناسبات خاصة لطرح أعمالها لم تعد قائمة مثل السابق، حيث كان يحرص بعض صناع الفن على طرح أعمال في الأعياد، والفلانتاين وغيرها من المناسبات، لكن كسر القواعد أصبح الأهم للفت الأنظار والاهتمام، كما أن السوشيال ميديا جعلت كل شيء متاحاً أمام الناس في أي وقت.

تؤكد نسمة أن أغنيات المهرجانات ليست في قاموسها الفني ولا تستمع لها (صفحتها على {فيسبوك})

وذكرت نسمة الأسس التي تعتمدها في اختيار أعمالها، مؤكدةً أن التعايش مع اللحن والكلمة والحالة التي تصنعها الأغنية هي الأساس للتعبير الصوتي عنها بكل سعادة ومشاعر بغضّ النظر عن كون الأغنية شبابية أو طربية أو غير ذلك.

وأوضحت نسمة أن العلاقة بينها وبين دار الأوبرا المصرية كبيرة وممتدة منذ سنوات طويلة، لافتةً إلى أنها تحب مقابلة جمهورها، وتعشق الوقوف على خشبة المسارح بشكل عام، ومواجهة الناس مباشرةً والتفاعل معهم والشعور بوقع كل لحن وكلمة على مسامعهم، وتجد في ذلك متعة كبيرة وحماساً لتقديم المزيد.

ورغم حرص نسمة على طرح أغنيات سنغل بشكل متتالٍ لضمان الانتشار الجماهيري؛ فإنها ترى أن الحفلات التي تشارك في إحيائها هي الأساس الذي ينعش المشاهدات.

تعشق نسمة الوقوف على خشبة المسارح ومواجهة الناس مباشرة والتفاعل معهم (صفحتها على {فيسبوك})

«إن التعايش مع اللحن والكلمة والحالة التي تصنعها الأغنية هو الأساس للتعبير الصوتي عنها»

وكشفت نسمة عن أنها تحب المسرح الغنائي، وخاضت تجربة التمثيل بالفعل مع الفنان الراحل جلال الشرقاوي عبر مسرحية «دنيا حبيبتي»، لكنها أكدت أن التجربة لم تكن سهلة بل استحوذت على وقت وجهد وتحضيرات مسبقة وساعات عمل طويلة، لافتةً إلى أن «المسرح يحدّ من المشاركة في الفعاليات الفنية الأخرى على غرار طرح الأغاني، وإحياء الحفلات»، مؤكدةً أن الفنان كي يقدم ما يحلو له يحتاج إلى التفرغ حتى يخرج العمل بشكل متقن.

وتكتفي نسمة خلال الوقت الحالي بطرح أغنيات «سنغل» إلى جانب حفلاتها الغنائية، نظراً إلى ارتباطاتها الشخصية واحتياج أسرتها إلى وجودها، لكنها أكدت أن فكرة التمثيل في مسلسلات درامية أيضاً مطروحة على جدول أعمالها، لكنها تحب تقديم ألحان وكلمات مرتبطة بهذه المسلسلات عبر قصة مثيرة ولقطات مرئية تدعم تفاصيل العمل بصوتها، مثل الشارات والأغنيات الداخلية التي يجري توظيفها خلفيةً للمشاهد.

وتشير نسمة إلى أن فكرة التمثيل إلى جانب الغناء في عمل فني أيضاً واردة، لكن في حالة ملاءمة الشخصية لها ولما تقدمه، لكنها لا تسعى للحضور بالتمثيل لمجرد الرغبة في الظهور، ولم تُعرض عليها شخصية تمثيلية جاذبة تحمّسها لخوض التجربة.

وتطمح نسمة لتقديم السيرة الذاتية لعدد من نجمات الغناء في عمل درامي من بينهن: وردة، وأسمهان، وماجدة الرومي، والأخيرة تعشقها نسمة كثيراً وتؤكد «أنها تستحق تقديم سيرتها الذاتية للناس».

وترحب نسمة بتقديم ديو غنائي مع عدد من نجوم الفن من بينهم: شيرين، ومحمود العسيلي، وأصالة، وعزيز مرقة، وكذلك المشاركة في أغنيات مع فرق غنائية مثل «شارموفوز، و«مسار إجباري»، و«كايروكي»، كما كشفت عن تفضيلها الاستماع إلى الأعمال الغربية، مشيرةً إلى أن أغنيات المهرجانات ليست في قاموسها الفني ولا تستمع إليها ولن تقدمها يوماً ما، لكنها في الوقت نفسه تحب الأغنيات الشعبية وحكاياتها اللافتة والمحبَّبة إلى قلوب الناس وتسعى لتقديمها.