نائب سليماني: دعوتنا وراء زيارة الأسد لطهران وأطلعنا روحاني عليها مسبقاً

TT

نائب سليماني: دعوتنا وراء زيارة الأسد لطهران وأطلعنا روحاني عليها مسبقاً

أصرّ «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري»، أمس، على صحة رواية قاسم سليماني حول أسباب إخفاء زيارة الرئيس السوري عن الجهاز الدبلوماسي الإيراني، وقال إسماعيل قاءاني الرجل الثاني في «فيلق القدس»، أمس، إن زيارة بشار الأسد جاءت بدعوة من قواته، وقال إنها نقلته إلى طهران، مشدداً على اطلاع مسبق للرئيس الإيراني حسن روحاني على الزيارة.
وتتسع دوامة الجدل حول استقالة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بعد أقل من ساعتين على تناقل وكالات الأنباء صوراً للرئيس السوري بشار الأسد وقائد فيلق القدس قاسم سليماني في مكتب كل من المرشد الإيراني علي خامنئي، والرئيس حسن روحاني، في غياب وزير الخارجية محمد جواد ظريف.
ونقلت وكالة «تسنيم»، أمس، عن نائب قائد «فيلق القدس» قاءاني قوله إن «قوات (فيلق القدس) نقلت بشار الأسد إلى طهران»، مضيفاً أن «الرئيس كان مطلعاً (على الزيارة)، ولكن على ما يبدو هناك تساهل، ولم يطلعوا ظريف، وهو ما يعود إليهم (الحكومة)».
وكانت مصادر إيرانية قد كشفت عن وجود سليماني على متن الطائرة التي نقلت الأسد إلى طهران.
وفي توضيح طبيعة زيارة الأسد، قال قاءاني إن «مَن يجب أن يُطلع أُطلع ومن يجب ألا يطلع لم يُطلع»، وعزا ذلك إلى حساسية الأمر، بحسب ما أوردته عنه وكالة «إيسنا» الحكومية.
وجاء توضيح قاءاني في سياق الرد على اتهامات بشأن انتهاك البرتوكولات الدبلوماسية في زيارة الأسد إلى طهران. وحاول تجاهل الجدل الدائر في إيران حول خطوة ظريف، عندما قال إن «الأعداء يريدون صناعة شيء بكل هذه الأشياء»، موضحاً أن «القضية ليست كما يطرحها الأعداء»، ورغم ذلك أضاف: «حتى لو كان الأمر كذلك، فلا دخل للأميركيين والإسرائيليين، الأمر ليس من شأنهم، لأننا صديقان وأخوان، ولنفترض أننا تشاجرنا، وإن لم يكن شجار... على أي حال لا يخصهم».
وقال ظريف في نص الاستقالة التي رفضها الرئيس الإيراني بعد أقل من 48 ساعة، إن الخطوة جاءت للحفاظ على مكانة الخارجية، كما نقل موقع «انتخاب» المقرب من مكتب روحاني عن ظريف أن «بعد صورة لقاءات اليوم لا يملك جواد ظريف أي مكانة في العالم كوزير خارجية». وبعد ذلك بيوم ردَّت الحكومة على تقارير بشأن وجود خلافات بين روحاني وظريف، وقال مدير مكتب روحاني إن الرئيس الإيراني «لا يعترف إلا بوزارة خارجية واحدة وسياسة خارجية واحدة».
ونقل النائب كاظم جلالي عن ظريف إنه كان على بُعد خمس دقائق من مكتب روحاني، لافتاً إلى أن حضوره كان يمكن أن يقتصر على التقاط صورة من أجل تجنب ما حدث.
ولفت قاءاني إلى «خلافات في وجهات النظر» بين الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» ووزارة الخارجية، وقال في هذا الصدد: «بيننا وبين الحكومة خلافات كثيرة في الآراء، لكن في نهاية المطاف هي حكومتنا، وكرامة الحكومة كرامتنا»، وأضاف: «ينبغي أن يعمل الكل مع الحكومة وسنعمل».
ولم يوضح قاءاني طبيعة الخلافات الكثيرة، لكنه يعزز تحليلات بشأن توقيت الاستقالة، وما تردد عن خلافات عميقة بين الحرس والحكومة حول الملفات الإقليمية.
واحتج ظريف الاثنين من دون أن يتطرق إلى أسماء، على محاولات تغييب وزارته من مشهد العلاقات الخارجية ونصح جهات داخلية ألا «تعتبر الخارجية مصدر إزعاج»، وقال: «يجب أن نعمل على أن يؤمن الجميع بأن حضور الخارجية إضافة قيمة إلى عمل الأجهزة الأخرى»، کما أشار إلى حاجة الأجهزة الإيرانية لتعزيز الثقة.
وأدت المناوشات في أول ساعات من استقالة ظريف إلى فتح باب النقاش على استياء الحكومة من تفويض دورها، نتيجة تنامي دور الأجهزة الموازية، ولكن قائد «فيلق القدس» رد من جهته على الحكومة وقال إن «ظريف المسؤول الأول للسياسة الخارجية ويحظى بتأييد المرشد الإيراني» غير أنه حمل غياب التنسيق في مكتب الرئيس مسؤولية غياب ظريف. وبعد رفض استقالة ظريف، حاول سليماني طيّ صفحة الخلاف مع ظريف، لكنه أعرب عن استيائه من تجاهل زيارة الأسد، ودعا وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على أهمية زيارته التي وصفها بـ«القنبلة التي دوت في المنطقة»، وبالوقت ذاته جدد انتقاداته لمن يحاول المساومة على دور إيران الإقليمي في اتفاق على غرار الاتفاق النووي، وهو ما فُسّر على أنه احتجاج على مسار المفاوضات الجارية بين طهران والدول الأوروبية.
وكلا الموقفين أثار أسئلة حول قدرة الحكومة على إدارة السياسة الخارجية، في ظل التوتر بين طهران وواشنطن حول عدة ملفات، منها دور «الحرس الثوري» الإقليمي، وتطوير برنامج الصواريخ، مما أدى إلى انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي، وعودة العقوبات الأميركية.
وكانت الخارجية الإيرانية قد وضعت حداً للمواقف الضبابية حول أسباب استقالة ظريف، وأكد المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي، أول من أمس، أن سبب الاستقالة هو عدم اطلاعه على زيارة الرئيس السوري إلى طهران، وذلك على خلاف رواية «الحرس الثوري»، التي حاولت في الأيام السابقة أن تكرس وجود خلافات بين الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته.
وكان قاسمي يقدم توضيحاً لعبارة استخدمها يوم الاثنين في مؤتمره الصحافي، وقال فيها: «إن مَن يجب أن يُطلع أُطلع على زيارة الأسد»، متهماً وسائل الإعلام بنشر تفاسير «حزبية وسياسية عن خطوة ظريف»، وقال، أول من أمس (الثلاثاء)، إن «الخارجية على جميع مستوياتها لم تطلع على وصول الأسد، إلا بعد نهاية زيارته»، ونوه بـ«واقع مرير» هو أن «عدداً قليلاً عدا وزير الخارجية كان بإمكانهم الاطلاع على الزيارة».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».