البيشمركة تتقدم في معارك سد الموصل مع «داعش»

الأكراد يشيرون إلى اقتراب ساعة انطلاق هجوم بري لاستعادة سهل نينوى

البيشمركة تتقدم في معارك سد الموصل مع «داعش»
TT

البيشمركة تتقدم في معارك سد الموصل مع «داعش»

البيشمركة تتقدم في معارك سد الموصل مع «داعش»

شنت قوات البيشمركة الكردية مدعومة بطائرات أميركية مقاتلة أمس، هجوما لاستعادة السيطرة على سد الموصل، أكبر سدود العراق، من سيطرة مقاتلي «داعش»، كما أعلن مسؤول عسكري كردي. كما كشف المسؤول عن خطة ستنفذ قريبا لاستعادة سهل نينوى من المسلحين.
وأكد اللواء عبد الرحمن كوريني، قائد لواء سبيلك لقوات البيشمركة، الموجود في منطقة المعارك في سد الموصل في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» أن القصف الجوي الأميركي استمر أمس، لليوم الثاني على التوالي، على مواقع «داعش» في منطقة سد الموصل، مشيرا إلى أن قوات البيشمركة استعادت الجزء الشرقي من السد وأنها تقترب من اتمام سيطرتها عليه، مضيفا أن القصف الجوي «ألحق خسائر كبيرة بتنظيم (داعش) وقتل عددا كبير من مسلحيه». وتابع كوريني أن «الطيران الأميركي يمهد لعملية برية من المقرر أن تبدأ قريبا جدا لاستعادة سهل نينوى من سيطرة (داعش)».
من جهتها، أكدت وزارة البيشمركة أن الإقليم استلم حتى الآن شحنات من الأسلحة الأميركية والفرنسية ومساعدات عسكرية من بعض الدول الأخرى. وقال مصدر مسؤول في الوزارة فضل عدم الكشف عن اسمه إن «وزير البيشمركة تسلم شحنات الأسلحة التي شملت أسلحة متنوعة خفيفة وثقيلة وتم نقلها إلى جبهات القتال مع (داعش)»، مضيفا «أن الإقليم ينتظر أسلحة أخرى من أصدقائه التي ستصل قريبا إلى أربيل».
من جانبه، قال سعيد مموزيني مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني الموجود مع قوات البيشمركة، لـ«الشرق الأوسط» إن «قوة من البيشمركة دخلت صباح أمس إلى بلدة بعشيقة (13 كيلومترا شمال شرقي الموصل) وإنها استطاعت أن تنفذ عدة عمليات نوعية في الناحية وقتلت أربعة مسلحين من (داعش) وعادت إلى قواعدها سالمة». وأضاف مموزيني أن «الطائرات الأميركية قصفت أمس مواقع مسلحي (داعش) في قضاء الحمدانية»، موضحا أن القصف «أدى إلى تدمير أكثر من 30 عجلة عسكرية من نوع (همر) كان التنظيم قد خبأها خوفا من القصف الجوي الأميركي،
لكن معلومات استخباراتية ساهمت في كشف موقعها». من جهة أخرى، كشف رجل دين إيزيدي لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الكشف عن اسمه، عن أن «قبائل عربية اشترت مجموعة من النساء والفتيات الإيزيديات من تنظيم داعش في الموصل»، مؤكدا أن «عملية الشراء تمت بطلب من رموز إيزيدية طلبوا من بعض القبائل العربية شراء الفتيات الإيزيديات من (داعش) بأي ثمن كان»، مبينا أن مجموعة من الفتيات اتصلن بذويهن لطمأنتهم على مصيرهن.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».