السجن 11 عاماً لوزير إسرائيلي سابق تجسس لصالح إيران

TT

السجن 11 عاماً لوزير إسرائيلي سابق تجسس لصالح إيران

في ختام عشرات الجلسات السرية المغلقة، انتهت المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس، أمس، من محاكمة الوزير السابق غونين سيغف، بإدانته وفقاً لاعترافه بتهم منها «التجسس الخطير لصالح إيران، وتسليم معلومات للعدو» وفرضت عليه حكماً بالسجن الفعلي 11 عاماً.
وقال ممثلو النيابة، خلال جلسة أمس التي جرت في ظل أمر منع نشر وخلف أبواب مغلقة، إن لائحة الاتهام بنيت على أساس اعتراف سيغف في إطار صفقة، وتشمل مخالفات «التجسس الخطير، وتسليم معلومات للعدو بهدف المس بأمن الدولة». وأضافوا أن سيغف اعترف بأنه عمل في خدمة الاستخبارات الإيرانية لمدة 5 سنوات، وكان على اتصال دائم مع مشغليه بواسطة نظام اتصال سري مشفّر، وقدم لهم معلومات متنوعة، بما في ذلك معلومات سرية، واجتمع معهم في إيران وداخل شقق سرية في دول أخرى في أنحاء العالم، وأنه حاول أيضاً ربط مواطنين إسرائيليين لهم صلات بالأجهزة الأمنية بمشغليه الإيرانيين.
وأكد ممثلو النيابة أن العقوبة التي تم الاتفاق بشأنها في إطار الصفقة توازن بين المصلحة الأمنية الواضحة والمخاطر الكامنة في ملفات من هذا النوع، وبين الكشف عن طرق العمل والمواد الاستخباراتية خلال هذه الإجراءات.
بدوره، قال محامي الدفاع عن سيغف إنه يعتقد أن العقوبة التي فرضت على موكله «عادلة وملائمة لظروف القضية». وادعى أن سيغف عبر عن أسفه لما فعله.
وكان سيغف قد اعتقل العام الماضي، بعد أن سلم طهران عشرات المعلومات التي وصفت بأنها تمس بأمن إسرائيل. ولكن المحكمة، وبطلب من المخابرات، رفضت تسليم نص لائحة الاتهام وأي تفاصيل دقيقة عن مواد التجسس التي تمكنت إيران من الحصول عليها من سيغف. واكتفت بالإشارة إلى أن بنود الاتهام التي وجهت له في البداية تشمل «مساعدة العدو في الحرب، والتجسس ضد إسرائيل، ومحاولة التجسس، وارتكاب مخالفة تسليم معلومات للعدو. وتم تخفيفها بسبب إبرام الصفقة القضائية».
وبحسب الشق المعلن من لائحة الاتهام، يتضح أن سيغف اجتمع مع مشغليه الإيرانيين في دول عدة، وسافر بنفسه إلى إيران، وقدم لهم معلومات عن جهات أمنية. كما اتهم بأنه قدم معلومات كان قد اطلع عليها خلال عمله وزيراً للطاقة والبنى التحتية. وقد ساعد سيغف في الحصول على هذا الحكم، الذي لا يعد ثقيلاً نسبياً، أن جهاز الأمن الإسرائيلي العالم (الشاباك) أكد للمحكمة أنه لم تكن بحوزته مواد أمنية محدثة؛ إذ كانت قد مرت 20 عاماً على مغادرته الوزارة التي شغلها، ولكنه حاول الحصول على معلومات من خلال علاقاته في البلاد.
يذكر أن سيغف انتخب عضوا بالكنيست وعين وزيراً في التسعينات من القرن الماضي، وبعد استقالته توجه إلى الأعمال الخاصة، وفي عام 2005 أدين بمحاولة تهريب 32 حبة مخدرات من نوع «إكستازي» إلى البلاد من خلال استخدام جواز سفر دبلوماسي مزيف، وحكم عليه، في حينها، بالسجن الفعلي مدة 5 سنوات. كما سبق أن أدين بتهمة الاحتيال على شركة ائتمان.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.