رغم أن زعماء أحزاب اليمين الإسرائيلي يخوضون حرباً شعواء ضد بعضهم البعض، لدرجة انفضاض عدد من ناخبيهم عنهم، تمكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من تحصيل تعهد علني وصريح منهم بعدم الانضمام إلى ائتلاف حكومي برئاسة بيني غانتس، في حال فوزه في الانتخابات، وتكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة.
ويريد نتنياهو بهذا أن يعيد التجربة التي حصلت له في عام 2009، إذ فازت في الانتخابات تسيبي لفني وتم تكليفها بتشكيل الحكومة، لكن أحزاب اليمين والأحزاب الدينية أقامت جسماً مانعاً أفشل جهودها، وأعادت مفتاح التكليف لرئيس الدولة، فاضطر إلى تكليف زعيم الأقلية، نتنياهو، الذي شكل حكومة يمين راديكالية.
وتجاوب مع نتنياهو في هذا الالتزام، كل من نفتالي بنيت زعيم حزب «اليمين الجديد»، وأفيغدور ليبرمان زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»، ورؤساء الأحزاب الدينية أريه درعي (الشرقيين) ويعقوب ليتسمان وموشي غفني (الأشكناز الغربيين). ومن المتوقع أن يتجاوب قادة اليمين المتطرف أيضاً مع هذه الدعوة. والحزب الوحيد الذي لم يستجب للدعوة هو حزب وزير المالية موشيه كحلون «كولانو»، الذي لم ينف بشكل مطلق إمكانية الانضمام إلى غانتس، ولكنه أوضح أنه سيوصي بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة المقبلة.
وقال اتحاد أحزاب اليمين المتطرف أيضاً، إنه من غير الوارد أن يدخلوا في ائتلاف حكومي مع غانتس. وقال رئيس «البيت اليهودي»، رافي بيرتس، في مقابلة صحافية، إنهم سيسيرون مع نتنياهو حتى لو قدمت ضده لائحة اتهام في قضايا الفساد. وقال رئيس «الاتحاد القومي»، بتسالئيل سموتريتش، إن «غانتس يساري»، مضيفاً أنه «اليمين الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه». وفي مقابلة مع «إذاعة الجيش»، قال رئيس «شاس»، أريه درعي، إن «غانتس خسر بتحالفه مع لبيد إمكانية الجلوس في حكومة نتنياهو». وأضاف أن الكتل الحريدية لن تنضم إلى حكومة برئاسة نتنياهو إذا انضم إليها غانتس ولبيد.
ويشير المراقبون إلى أن تعهد رؤساء أحزاب اليمين جاء لخدمة معركتهم الانتخابية، بهدف منع انتقال أصوات من الجمهور اليميني لصالح غانتس. ولكن قسماً منهم قد يتراجعون في مرحلة معينة، إذا تم توجيه لائحة اتهام ضد نتنياهو.
وكانت استطلاعات الرأي التي نشرت في الأسبوع الماضي، قد أجمعت على أن غانتس يهدد مكانة نتنياهو بشكل واقعي، وأنه لأول مرة منذ 10 سنوات، توجد قوة حزبية تستطيع التغلب عليه وإسقاطه. وتدير أحزاب اليمين، وفي مقدمتها نتنياهو، حملة تحريض على غانتس، لأنه يمكن أن يقيم ائتلافاً حكومياً مستنداً إلى أصوات النواب العرب، مع العلم أن النواب العرب لم يتحمسوا لدعم حكومة برئاسة غانتس، ويقفون متفرجين على الجدار، لكن بعضهم يقرأون استطلاعات الرأي التي أشارت إلى أن غالبية المواطنين العرب يؤيدون دخول أحزابهم إلى الحكومة، خصوصاً تحت رئاسة شخصية تستبدل نتنياهو.
تعهد من أحزاب اليمين لنتنياهو بعدم التحالف مع غانتس
توقعات بتراجع بعضها إذا وجهت اتهامات لرئيس الوزراء
تعهد من أحزاب اليمين لنتنياهو بعدم التحالف مع غانتس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة