سجن نحو 100 تونسي قاتلوا في {بؤر التوتر}

TT

سجن نحو 100 تونسي قاتلوا في {بؤر التوتر}

كشف مختار بن نصر، رئيس اللجنة التونسية لمكافحة الإرهاب (لجنة حكومية) عن مصير نحو ألف إرهابي عائد من بؤر التوتر في سوريا وليبيا والعراق منذ سنة 2011 إلى الآن، فأكد على إيداع نحو 10 في المائة منهم في السجون التونسية، أي نحو 100 إرهابي، وذلك إثر ثبوت تورطهم في أعمال إرهابية، أو أنهم كذلك كانوا مطلوبين لفائدة القضاء التونسي، وصدرت في شأنهم أحكام غيابية بالسجن وتغريمهم مالياً.
وأفاد بن نصر في تصريح إعلامي، بأن السلطات التونسية تعاملت مع ملفات العائدين من بؤر التوتر بطريقة «حالة بحالة»، وأكد إطلاق سراح البعض منهم لعدم إثبات تورطهم في أعمال إرهابية أو الانتماء إلى أي مجموعة إرهابية؛ مشيراً إلى أن البعض منهم التحق بتلك البلدان للعمل فحسب؛ خاصة في ليبيا المجاورة. وأكد بن نصر على وجود صنف ثالث من التعامل مع الإرهابيين العائدين من بؤر التوتر، وقد تم التعامل معه من خلال المراقبة الأمنية والإدارية لكافة تحركاتهم.
وكانت منظمات حقوقية دولية ومحلية قد أشارت في السابق إلى وجود نحو 135 تونسياً يقبعون في ظل الإقامة الإجبارية، بعد ثبوت تورطهم في أعمال إرهابية. وتتخوف السلطات التونسية من الإرهابيين العائدين إليها من بؤر التوتر، وتؤكد حسب أرقام رسمية على وجود نحو ثلاثة آلاف تونسي في جبهات القتال؛ خاصة في سوريا وليبيا والعراق، وقد أعدت استراتيجية محلية لاستيعابهم وإعادة تأهيلهم وإدماجهم في المجتمع التونسي. وتقوم هذه الاستراتيجية على تقديم ملفاتهم إلى القضاء التونسي للبت في الاتهامات الموجهة إليهم، وإعداد برامج داخل السجون التونسية لوقاية المحيطين بالإرهابيين من خطر نشر أفكارهم بين بقية المسجونين، وتوفير الإحاطة والرعاية للإرهابيين السابقين، إثر قضاء فترة السجن، والتوقي من خطرهم المحتمل على المجتمع التونسي.
على صعيد متصل، كشفت اللجنة التونسية لمكافحة الإرهاب عن أسماء ثمانية إرهابيين قالت إنهم تورطوا في اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد، في السادس من فبراير (شباط) 2013، وقررت تبعاً لذلك تجميد أموالهم وأرصدتهم البنكية في إطار تجفيف الموارد المالية التي بحوزة تلك التنظيمات الإرهابية.
ومن ضمن العناصر الإرهابية التي أكدت هذه اللجنة تورطها، الإرهابي محمد الخياري الذي نشط ضمن الجناح العسكري لتنظيم أنصار الشريعة الإرهابي المحظور، والإرهابي عز الدين عبد اللاوي الذي نشط كذلك ضمن تنظيم أنصار الشريعة، والإرهابي كريم الكلاعي المتورط في الهجوم الإرهابي على سفارة الولايات المتحدة الأميركية لدى تونس، إضافة إلى الإرهابي صابر المشرقي الذي قالت إنه نشط ضمن تنظيم أنصار الشريعة المحظور، وتورط في التخطيط لاغتيال الناشط السياسي شكري بلعيد سنة 2013.
يذكر أن اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب قد أصدرت خلال شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) الماضيين قائمتين ضمتا 63 عنصراً إرهابياً، وأسماء لعناصر وتنظيمات إرهابية تونسية، وأكدت اتخاذ قرار بتجميد ممتلكاتهم وأرصدتهم البنكية في إطار استراتيجية مكافحة الأنشطة الإرهابية.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.