أعنف هجوم للميليشيات على قبائل حجور... وتفاقم الوضع الإنساني

قبائل حجور مصممة على الدفاع عن مديرية كشر أمام محاولات الحوثيين اقتحامها (موقع «سبتمبر.نت»)
قبائل حجور مصممة على الدفاع عن مديرية كشر أمام محاولات الحوثيين اقتحامها (موقع «سبتمبر.نت»)
TT

أعنف هجوم للميليشيات على قبائل حجور... وتفاقم الوضع الإنساني

قبائل حجور مصممة على الدفاع عن مديرية كشر أمام محاولات الحوثيين اقتحامها (موقع «سبتمبر.نت»)
قبائل حجور مصممة على الدفاع عن مديرية كشر أمام محاولات الحوثيين اقتحامها (موقع «سبتمبر.نت»)

دفعت صلابة مقاتلي رجال قبائل حجور في مديرية كشر التابعة لمحافظة حجة اليمنية زعيم الميليشيات الحوثية إلى تكليف كبار قادته العسكريين لحسم المعارك الدائرة منذ أكثر من شهر مع رجال القبائل، بحسب ما أفادت مصادر قبلية وناشطون يمنيون لـ«الشرق الأوسط».
وأفادت المصادر بأن الجماعة الحوثية شنت أمس، أعنف هجماتها بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة على قبائل حجور في مديرية كشر من 4 جهات في محاولة مستميتة لاقتحام المديرية، غير أن صمود أبناء القبائل حال دون تحقيق الجماعة أي تقدم ميداني. وكشفت المصادر أن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أصيب بخيبة أمل من قادته الميدانيين جراء فشلهم في حسم المعركة مع قبائل حجور، ما دفع إلى تكليف أكبر قادة الجماعة لقيادة المعركة؛ وهم أبو علي الحاكم رئيس استخبارات الجماعة وابن شقيقة الحوثي المعين مشرفاً على محافظة حجة نائف أبو خرفشة، وصهر الحوثي المعين قائداً للمنطقة العسكرية الخامسة يوسف المداني.
وذكرت المصادر أن الحوثي كلف أبو علي الحاكم قيادة الجبهة الجنوبية من مديرية كشر المحاذية لمديرية أفلح الشام، وكلف المداني قيادة الجبهة الشمالية الغربية انطلاقاً من منطقة عاهم، كما كلف أبو خرفشة قيادة الجبهة الشرقية في مناطق العبيسة.
وأوضحت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية كثفت أمس، من القصف بالدبابات والعربات المدرعة والعربات العسكرية والمدافع والصواريخ المتنوعة على مختلف مناطق حجور وقرى المدنيين في مختلف الجبهات، حيث تدور المعارك. وأكدت المصادر أن صلابة رجال القبائل تمكنت من كسر الهجمات الحوثية بالتزامن مع إسناد جوي لمقاتلات تحالف دعم الشرعية استهدف آليات الحوثيين في منطقة العبيسة وبني شهر.
ورفض رجال القبائل في حجور التعاطي مع الخديعة الحوثية في الأيام الماضية من أجل الصلح وتسليم مناطقهم للجماعة الموالية لإيران. وقال القيادي في قبائل حجور الشيخ أبو مسلم الزعكري في منشور على «فيسبوك»، إن مسألة تسليم مديرية كشر للحوثيين ليست واردة حتى لو تغطت جبالها وسهولها بدمائنا.
وأفادت المصادر بأن رجال القبائل كسروا أمس أكبر زحف حوثي في الجبهة الجنوبية لمديرية كشر، حيث تحاول الجماعة الاستيلاء على جبل العرام، كما كسروا هجوماً آخر على منطقة العبيسة في الجهة الشرقية، وثالثاً على منطقة بني شهر وقرى الجباهنة والجشايبة. وأدت المعارك إلى تصاعد عمليات النزوح من أطراف المديرية إلى وسطها خشية القذائف والقصف الحوثي على القرى والمنازل في ظل ظروف إنسانية صعبة، وفقاً لناشطين من سكان المديرية، حيث توقفت الدراسة في أكثر من 100 مدرسة في عموم مديرية كشر بعدما أصبحت مأوى لمئات الأسر النازحة.
وتعليقاً على ما يدور في جبهة حجور وقبائلها مع الحوثيين خلال أكثر من شهر، أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن حجور هي معركة كل اليمنيين الأحرار وبوابة النصر المقبل على المخطط الانقلابي الحوثي الممول من إيران. وقال في تصريح رسمي أمس بثته وكالة «سبأ» الحكومية، إن ميليشيات الحوثي الإيرانية تشن منذ شهر هجوماً بربرياً على أبناء مديرية كشر، مستخدمة جميع أنواع الأسلحة الخفيفة المتوسطة والثقيلة وتقصف وتحاصر القرى والمنازل وتمنع عنهم إمدادات الغذاء والماء والدواء في سياسة عقاب وإبادة جماعية في ظل صمود أسطوري لقبائل حجور الأبطال المدافعين عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم.
وأضاف أن «الميليشيات الحوثية تحشد طوال شهر كل قوتها وكتائبها الخاصة وسلاحها الثقيل لكسر حجور وتعود كل مرة تجر أذيال الهزيمة والخزي والعار وجثث صرعاها وجرحاها وتساقط كل رهاناتها في تطويع المنطقة وأبنائها الأبطال لصالح مشروعها الإمامي الكهنوتي المتخلف، رغم عدم توازن القوة بين الطرفين».
وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن السقوط المدوي للميليشيات الحوثية أمام بسالة أبناء حجور هو دافع لكل القبائل اليمنية للانتفاضة على الميليشيات واستعادة اليمن الجمهوري... داعياً قبائل حجة وعمران والمحويت لإسناد قبائل حجور.
ويأمل سكان المديرية المحاصرة من قبل الحوثيين أن يتمكن الجيش اليمني من التقدم لفك الحصار عن المديرية عبر التقدم نحو مديرية مستبأ المحاذية من جهة الغرب لمديرية كشر، خصوصاً بعد إطلاق وعود من قبل قيادات الجيش في المنطقة العسكرية الخامسة بإسناد القبائل والتحرك لفك الحصار عنهم.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».