القضاء اللبناني يلاحق عناصر أمنية بجرم دفع وقبض رشا

النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون
النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون
TT

القضاء اللبناني يلاحق عناصر أمنية بجرم دفع وقبض رشا

النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون
النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون

تحقق السلطات اللبنانية في قضية دفع رشا ومنافع مادية لعدد من العناصر الأمنية، لقاء ارتكابهم بعض التجاوزات في عملهم، بينهم مرافق النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون، وهو الرقيب في جهاز أمن الدولة ح.خ.
وأكدت عون لـ«الوكالة الوطنية للإعلام»، أن «ما ورد عن توقيف مرافقها وسائقها بجرم تقاضي رشوة مالية لقاء التلاعب بملفات قضائية هو خبر صحيح. وقد طلبت القاضية عون متابعة التحقيق وتوقيف المرافق وإحالته إلى المحكمة العسكرية الدائمة».
وواصلت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي تحقيقاتها مع عدد من المدنيين والعناصر الأمنية، بإشراف مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي هاني الحجار، في قضية دفع رشا ومنافع مادية للعناصر الأمنية، لقاء ارتكابهم بعض التجاوزات في عملهم، بينهم مرافق القاضية عون.
وكان التحقيق انطلق في هذا الملف قبل يومين، وتبين من اعترافات بعض المستجوبين أن مرافق القاضية عون هو بين الأشخاص المتورطين في أعمال قبض الرشا، فتم استدعاؤه بناء على إشارة القاضي الحجار للتحقيق معه أمام شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وذلك بعد إبلاغ القاضية عون بالأمر، حيث أبدت الأخيرة اهتمامها بأن يأخذ التحقيق مجراه حتى النهاية.
وفي ضوء الاعترافات الأولية أعطى القاضي الحجار أمرا بتوقيف المرافق مع عدد من العناصر الأمنية والمدنيين، بجرائم دفع وقبض رشا مقابل ارتكاب أفعال غير قانونية ومخالفة التعليمات العسكرية، ولا يزال التحقيق مستمراً لمعرفة ما إذا كان هناك أشخاص آخرون على علاقة بهذه القضية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.