كشف مسؤول أمني كبير سابق في الجيش الإسرائيلي أن فحصا مهنيا لعدة خبراء بين أن إسرائيل غير جاهزة للتعامل مع تدخّل أجنبي محتمل للتأثير على نتائج انتخابات الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) المقبلة.
وقال هذا المسؤول، بعد خروجه من «المحاكاة الحربية» التي أجراها مجموعة من كبار الخبراء في معهد الأمن القومي في تل أبيب، الخميس الماضي، إنه خرج من المشاركة في هذه اللعبة بشعور غير مريح، لأنه تبين بشكل واضح لا يقبل التأويل، أن هناك ثغرات كبيرة جدا في شبكات التواصل الاجتماعي تتيح اختراقها من الهاكرز، ما يعني أن إسرائيل غير جاهزة للتعامل مع تدخّل أجنبي محتمل للتأثير على نتائج هذه الانتخابات.
واتضح أن «المحاكاة الحربية» المذكورة، جرت في أعقاب التدخل الروسي المحتمل في انتخابات الرئاسة الأميركيّة عام 2016 والذي عمل خلاله مسؤولون روس على زيادة الاستقطاب في الساحة السياسيّة في الولايات المتحدة، ودفع الأميركيين لعدم الثقة في نظامهم السياسي. وقد فحص خبراء المعهد في تل أبيب عدة سيناريوهات بينها: عمليّة قرصنة تقليديّة، مثل اختراق كافة أنظمة التشغيل في معاهد استطلاعات الرأي الإسرائيليّة، يستمرّ لأسابيع طويلة تقدّم المعاهد خلالها استطلاعات رأي تم التلاعب بها من قبال جهات خارجيّة. كما حاكت سيناريوهات أخرى باحتمال استخدام إيران حسابات مزيّفة في مواقع التواصل الاجتماعي لنشر شائعات عن فلسطينيي 48 قبل الانتخابات، أو لترويج شائعات أن المرجعيات الدينية الإسرائيليّة رفضت دفن جندي إسرائيلي من أصل روسي قتل في غزة، من قبل حسابات مزيّفة تديرها روسيا لحثّ الإسرائيليين من أصل روسي على التظاهر ضد الأحزاب الدينية.
وشارك في المحاكاة مندوبون عن قسم السايبر في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) ومسؤولون كبار في مجلس الأمن الوطني والشبكة السيبرانيّة التابعين لرئاسة الحكومة الإسرائيليّة، ورئيس وحدة السايبر في الادعاء العام وممثلون عن جهاز القضاء الإسرائيلي، ومندوبون من شركتي «غوغل» و«فيسبوك». وقد طولبوا جميعا بالامتناع عن تسريب المعلومات. ووفقاً لمصادر في المعهد، كان مثيرا للقلق عدم وجود جهاز استخباراتي في إسرائيل مهمّته الأساسية هو تحديد وإحباط تدخل من هذا النوع، لمنع التأثير على الوعي، وأن «جزءاً من الأجسام الأمنيّة الإسرائيليّة تتجهّز بالأساس لعمليّات اختراق تقليديّة». وجاء في تلخيص المحاكاة أن التدخّل المحتمل لن يقتصر على دول أجنبيّة، إنما قد يكون مصدره أجسام وأحزاب إسرائيليّة عبر إنشاء حسابات وهميّة وإلهاب الصراعات ونشر أخبار كاذبة، علماً بأنه لا وسائل قانونيّة للقضاء على هذه الظاهرة، إذ إن قوانين الاقتراع في إسرائيل لا تتطرّق للتجاوزات في الإنترنت.
وينسجم هذا الاستنتاج مع تصريحات كان قد أدلى بها رئيس المخابرات العامة (الشاباك)، ناداف أرغمان، عن تخوفات أجهزة الأمن من تدخلات روسيّة من الممكن أن تؤثر على نتائج انتخابات الكنيست، وهو ما أثار موجة من ردود الفعل في الأوساط السياسيّة الإسرائيليّة ودفع لجنة الانتخابات المركزية إلى اتخاذ إجراءات وقائية وتوخي الحيطة والحذر بكل ما يتعلق في شبكات التواصل الاجتماعي خلال فترة الانتخابات.
الجدير ذكره أن استطلاعات رأي جديدة نشرت في تل أبيب، أمس، دلت على أن حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو ما زال الحزب الأقوى وصاحب أكبر الاحتمالات لتركيب الحكومة القادمة. فهو يحافظ على قوته الحالية (30 مقعدا) ويستطيع تجنيد ائتلاف حكومي من 63 نائبا (من مجموع 120)، بينما منافسه الأساسي بيني غانتس، الذي يقف على رأس حزب الجنرالات، يحصل على 20 مقعدا.
إسرائيل غير جاهزة لمنع التدخل الأجنبي في انتخاباتها
«المحاكاة الحربية» اختبات سيناريوهات بينها عمليّة قرصنة تقليديّة
إسرائيل غير جاهزة لمنع التدخل الأجنبي في انتخاباتها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة