فريق تقييم الحوادث يؤكد حياده واستقلاليته في الأزمة اليمنية

فنّد ادعاءات {أطباء بلا حدود} وشدد على الالتزامات القانونية

TT

فريق تقييم الحوادث يؤكد حياده واستقلاليته في الأزمة اليمنية

أكد فريق تقييم الحوادث في اليمن أنه يقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف ويعلن نتائجه بناء على الحقائق التي يتوصل إليها خبراؤه وفقاً لأدلة دامغة لا تقبل التشكيك.
وأوضح المستشار منصور المنصور المتحدث باسم فريق تقييم الحوادث في اليمن في رده على بيان منظمة أطباء بلا حدود الذي انتقد نتائج فريق التقييم بشأن استهداف مركز تديره المنظمة للكوليرا بأن الفريق يقدر الخدمة الإنسانية التي تقدمها أطباء بلا حدود وبقية المنظمات للشعب اليمني، إلا أن هنالك التزامات قانونية يتوجب القيام بها قبل إدارة أي مرفق طبي وتقديم الخدمات للمدنيين.
وأضاف: «الفريق يقف على مسافة واحدة من الجميع وهو محايد، نظهر الحقائق كما نتوصل إليها بناء على أدلة دامغة، كما نقدر الخدمة الإنسانية لأطباء بلا حدود وبقية المنظمات للشعب اليمني، ولكن هناك التزامات قانونية قبل إدارة أي مرافق طبية وتقديم الخدمات للمدنيين».
وأشار المنصور إلى أنه «وفقاً للمادة 12 للبروتوكول الأول، فإن أي منظمة تدير أي مرفق طبي يتوجب عليها الإبلاغ والإخطار لجميع أطراف النزاع، وقد اجتمعنا مع المنظمة قبل إعلان النتائج وطلبنا صورة من الإخطار الذي أرسلوه للتحالف بأن المنشأة تدار من قبلهم وتقدم الخدمات الطبية ليحظر استهدافها، ولم يتم تسليمنا الرسالة حتى اللحظة».
ولفت المستشار المنصور بأن الفريق منفتح على تلقي أي معلومات أو أدلة تقدمها المنظمات للمساعدة في كشف الحقائق.
إلى ذلك، استعرض المتحدث باسم فريق التقييم أربع حالات تم التحقق منها، أثبتت التحقيقات صحة وسلامة قوات التحالف في جميع هذه الحالات محل الادعاء.
وتحدث منصور المنصور عما ورد في تقرير منظمة العفو الدولية بشأن استهداف التحالف بصاروخ لأحد الحقول في عبس، وهو ما أدى لتأثر مدرسة الهدى نظراً لقربها من موقع الاستهداف.
وأضاف «المنظمة قالت إنها عاينت موقع الضربة والمدرسة والمنازل المحيطة، ولاحظت عدم وجود أي أهداف عسكرية مرئية في ذلك اليوم، والمدرسة أصيبت بأضرار طفيفة من الضربة».
وأوضح المنصور أنه بعد التحقق من جميع الإجراءات، تبين أنه بتاريخ الادعاء قام التحالف بتنفيذ مهمة جوية واحدة في حجة على هدف عسكري يبعد 73 كيلومترا عن المدرسة، ويبعد عن الحدود السعودية 4 كيلومترات، كما تبين أن التحالف قبل يوم استهدف نقطة تفتيش وإمداد حوثية تبعد واحد كيلومتر عن المدرسة، وهي مسافة آمنة، وعليه ثبت أن التحالف لم يقم باستهداف المدرسة كما ورد في الادعاء.
وتطرق المنصور إلى ما ورد في التقرير السنوي لمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أن قوات التحالف قامت بشن ثلاث غارات جوية على نادي السلام الرياضي في صعدة وأسفرت عن مقتل 12 مدنياً وإصابة 7 آخرين.
وكشف منصور المنصور أنه بعد التحقق من جميع الإجراءات تبين أن التحالف وبناء على معلومات استخباراتية تفيد بأن الميليشيات الحوثية استولت على نادي السلام الرياضي وتحويله لمنشأة عسكرية الأمر الذي أصبح بموجبه هدفاً عسكرياً مشروعاً، وعليه تم تنفيذ مهمة بقنبلة واحدة موجهة. ونظراً لتأثر عربة كانت مارة بالقرب من النادي، رأى الفريق - بحسب المنصور - بأن يقدم التحالف المساعدات الطوعية لأصحاب العربة.
كذلك استعرض المنصور ما ورد في تقرير فريق الخبراء المعني في اليمن عن تعرض قارب صيد مدني للتدمير في 2017 قبالة شواطئ الحديدة بواسطة مروحية للتحالف، أوقع أربعة قتلى. وبعد التحقق من الإجراءات التي قام بها فريق التقييم تبين أن قوات التحالف البحرية ولا مروحياته لم تقم بأي عملية استهداف في تاريخ الادعاء، كما لم تقم باستخدام أي من الذخائر في يوم الادعاء أو اليوم السابق واللاحق.
وفي تفنيده لما ورد في تقرير مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان 2018 بأن التحالف شن غارة في مايو (أيار) 2018 ودمر قارب صيد بجزيرة الطرفة في الحديدة مما أدى لمقتل أربعة مدنيين بينهم طفل.
أكد المنصور أنه بعد التحقق تبين أن التحالف لم يقم بأي مهام جوية في الجزيرة بتاريخ الادعاء وأقرب استهداف قام به التحالف كان على هدف عسكري يبعد 10 كيلومترات عن الجزيرة باستخدام قنبلة موجهة أصابت الهدف مباشرة. كما أن قوات التحالف البحرية لم تنفذ أي مهام على جزيرة الطرفة في الحديدة، ولا بالقرب منها. الحالة الأخيرة التي استعرضها المتحدث باسم الفريق هي ورود مذكرة من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن في 27 يوليو (تموز) 2018م، عن حدوث ضربة جوية في الحديدة على بعد 450 مترا عن سكن برنامج الغذاء العالمي. وأفاد المنصور بأنه بعد التحقق تبين أن قوات التحالف نفذت مهمة جوية على هدف عسكري عبارة عن آليات عسكرية في الحديدة في منطقة معزولة تبعد 18 كيلومترا عن مقر إقامة موظفي برنامج الغذاء العالمي، وكانت الضربة مباشرة ودقيقة، كما أن الفريق توصل إلى عدم وجود أي أضرار أو تدمير على مقر إقامة موظفي البرنامج.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».