تحرك غربي ضد عرض إيران تسليح الجيش اللبناني

ظريف في بيروت اليوم ومحادثاته تبدأ مع أطراف «8 آذار»

مغاوير الجيش اللبناني في احد التدريبات (غيتي)
مغاوير الجيش اللبناني في احد التدريبات (غيتي)
TT

تحرك غربي ضد عرض إيران تسليح الجيش اللبناني

مغاوير الجيش اللبناني في احد التدريبات (غيتي)
مغاوير الجيش اللبناني في احد التدريبات (غيتي)

تحرك ملحقون عسكريون تابعون لسفارات دول غربية في بيروت، للاستفسار عن الموقف اللبناني تجاه عرض متوقع لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لتسليح الجيش بمنظومات دفاع جوي إيرانية، وذلك خلال الزيارة التي يبدأها اليوم (الأحد) إلى بيروت، ويلتقي خلالها الرؤساء ميشال عون وسعد الحريري ونبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل غدا الاثنين.
ويصل ظريف إلى بيروت اليوم على رأس وفد في زيارة رسمية. ويلتقي الاثنين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، حيث يعقد جلسة عمل مع باسيل يليه مؤتمر صحافي مشترك.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن ظريف سيجري محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين حول العلاقات الثنائية بين البلدين، والأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خلال هذه الزيارة، بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية.
ويستهل ظريف لقاءاته اليوم الأحد بلقاء مع «الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية»، وهي أحزاب قوى «8 آذار» في مقر السفارة الإيرانية، كما يلتقي الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة ولقاء آخر مع ممثلي القوى والفصائل الفلسطينية في مقر السفارة الإيرانية.
واستبق السفير الإيراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا زيارة ظريف، بالإعلان عن استعداد طهران «لدعم الجيش اللبناني كما ندعم المقاومة»، وجاءت بعد أيام على إعلان أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله استعداده للتوسط لدى طهران لتوفير منظومة دفاع جوي إيرانية للجيش اللبناني، وهو أمر لا يمكن للبنان القبول به، استناداً إلى اعتبارات كثيرة أهمها أن إيران تتعرض لعقوبات دولية، ستكون تداعياتها كبيرة على لبنان إذا وافق على العرض الإيراني، فضلاً عن أن تسليح الجيش اللبناني وتدريبه في أغلبه أميركي، إذ تعتبر واشنطن الجيش اللبناني شريكها في محاربة الإرهاب.
ودفعت تلك التصريحات الملحقين العسكريين في السفارات الأجنبية في لبنان للتحرك، بحسب ما قالت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن هذه السفارات، وتحديداً الأميركية والأوروبية، اهتمت بالموضوع، لكن لبنان تريث في تقديم إجابات، كونه لم يتم التأكد ما إذا كان سيطرح الملف خلال زيارة ظريف إلى بيروت.
وقالت المصادر إن التحركات الدبلوماسية الغربية توقفت عند تأثير العرض الإيراني المحتمل على تسليح الجيش اللبناني بالنظر إلى أن الدول الأوروبية تعهدت في مؤتمر روما بالمشاركة في تدريبه وتوفير الذخيرة له، فيما تتولى واشنطن منذ سنوات طويلة تسليحه وتدريبه، من خلال برنامج متكامل فاقت قيمة مساعداته المليار ونصف مليار دولار خلال السنوات الأخيرة، فضلاً عن أن هناك تعاونا وثيقا بين الجيشين اللبناني والأميركي على صعيد مكافحة الإرهاب.
وأكدت مصادر وزارية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» أن الاتجاه هو لرفض الهبة، بالنظر إلى أن إيران تخضع لعقوبات دولية، وستكون لذلك تداعيات على لبنان لا يمكن له أن يتحملها. كما أن قبول العرض الإيراني «قد ينعكس عزلة على لبنان، كون المجتمع الدولي سيعتبر بيروت ملحقة بمحور طهران».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.