مصدر يمني: لا اتفاق في الحديدة... وما توصلنا اليه مقترح جزئي قيد الدراسة

ممثلو الحكومة يغادرون إلى عدن على متن السفينة الأممية

TT

مصدر يمني: لا اتفاق في الحديدة... وما توصلنا اليه مقترح جزئي قيد الدراسة

نفت مصادر حكومية يمنية التوصل إلى أي تسوية مع الميليشيات الحوثية خلال الاجتماعات المشتركة الأخيرة للجنة تنسيق إعادة الانتشار في محافظة الحديدة برئاسة الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد، واصفة ما تم التوصل إليه بأنه مجرد «مقترح جزئي لا يزال قيد الدراسة».
وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، كشف في وقت سابق عن انتهاء اجتماعات الجولة الثالثة على متن السفينة الأممية قبالة ميناء الحديدة بين ممثلي الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية بعد التوصل إلى اتفاق مبدئي حول إعادة تنسيق الانتشار، وأن الاجتماعات انتفضت للتشاور بين ممثلي الطرفين مع قياداتهما.
وأكد المصدر الحكومي أن الاجتماعات في لجنة تنسيق إعادة الانتشار ستتواصل الأسبوع المقبل بحسب ما اقترحه الجنرال الدنماركي بعد وضع الملاحظات على المقترح الجزئي لإعادة الانتشار في المرحلة الأولى بموجب ما نص عليه اتفاق السويد.
وفي حين غادر ممثلو الجماعة الحوثية السفينة الأممية إلى مدينة الحديدة، قبل توجههم إلى صنعاء للقاء قادتهم، أكدت المصادر توجه ممثلي الجانب الحكومي في اللجنة على متن السفينة الأممية إلى ميناء عدن للتشاور مع قادة الشرعية حول ما تم التوصل إليه خلال مشاورات الجولة الثالثة.
وفي تصريحات لعضو الفريق الحكومي العميد صادق دويد، تابعتها «الشرق الأوسط» على حسابه الرسمي على «تويتر» أكد أن ممثلي الوفد الحكومي يدعمون جهود الجنرال مايكل لوليسغارد في تنفيذ اتفاق السويد.
وتعليقا على ما أعلنته الأمم المتحدة من التوصل إلى تسوية مبدئية خلال الاجتماعات قال دويد إن ما تم التوصل إليه هو مقترح جزئي قيد الدراسة في إشارة إلى عدم اشتماله على الخطوات الخاصة بإعادة الانتشار في المرحلة الثانية وانسحاب الميليشيات من المدينة والموانئ الثلاثة (الحديدة، الصليف، رأس عيسى). وبدأ لوليسغارد مهمته الأممية خلفا للهولندي باتريك كومارت الأربعاء الماضي، وسط تفاؤل بأن تقود جهوده إلى إقناع الجماعة الحوثية بالموافقة على خططه لإعادة الانتشار وتنفيذ كامل بنود اتفاق السويد المتعلق بالانسحاب من الحديدة بما في ذلك فتح الممرات الإنسانية وإزالة المظاهر المسلحة وتسليم الشؤون الأمنية والإدارية للسلطة المحلية التابعة للحكومة الشرعية.
وكان بيان صادر عن المتحدث باسم الأمم المتحدة أفاد بأن أعضاء لجنة تنسيق إعادة الانتشار اجتمعوا للمرة الثالثة بين الثالث والسادس من الشهر الحالي على متن سفينة تابعة للأمم المتحدة في ميناء الحديدة برئاسة الجنرال لوليسغارد، مشيرا إلى أن ممثلي الجماعة الحوثية والحكومة الشرعية عملوا معا بشكل بناء، أثناء المحادثات التي ييسرها رئيس اللجنة، لحل القضايا العالقة بشأن إعادة الانتشار المتبادل للقوات وفتح الممرات الإنسانية.
واعترف البيان بأن «التحديات ما زالت قائمة، ومنها الطبيعة المعقدة للخطوط الأمامية الراهنة للصراع» وفي سياق التغلب على تلك الصعوبات، قال البيان إن رئيس اللجنة قدم مقترحا تم قبوله من الطرفين من حيث المبدأ للتحرك قدما على مسار تطبيق اتفاق الحديدة.
وفيما ذكر البيان أن الطرفين «اتفقا على تسوية أولية، بانتظار إجرائهما مشاورات مع قياداتهما، أوضح أن رئيس اللجنة الجنرال لوليسغارد يتوقع عودة الاجتماعات مرة أخرى الأسبوع المقبل بهدف إكمال تفاصيل إعادة الانتشار» وقال «إن الطرفين أبديا التزامهما القوي تجاه وقف إطلاق النار وتعزيزه».
في غضون ذلك قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور أنور قرقاش إن الحوثيين يعملون بجد لتقويض اتفاق السويد من خلال تجاهلهم المتعنت لالتزاماتهم.
وأكد في تغريدات على حسابه الرسمي على «تويتر» أن بيان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بشأن رفض الحوثيين الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر، يوضح أن الحوثيين هم العائق الحقيقي أمام السلام في اليمن، وذلك سيكون أكثر وضوحا مع كل خطوة من جانبهم، لإخراج العملية السياسية عن مسارها.
وطالب الوزير قرقاش المجتمع الدولي بدعم اتفاقية ستوكهولم، التي دخلت في هذا المنعطف. معتبرا أن «الطريق إلى الأمام هو تنفيذ الانسحاب الحوثي من الموانئ ومدينة الحديدة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.