وزارة الهجرة تتواصل مع مصريين أرسلا خطاباً لماكرون

عرضا فيه وجهة نظرهما عن العلاقة بين بلدهما والدول الأوروبية

TT

وزارة الهجرة تتواصل مع مصريين أرسلا خطاباً لماكرون

تواصلت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، مع المواطنين المصريين الفرنسيين نبيل أبو العطا وأحمد أبو العطا، عقب إرسالهما خطاباً إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يعرضون فيه وجهة نظرهما عن العلاقة بين مصر والدول الأوروبية، مستندين إلى طبيعة نشأتهما بين إنجلترا وفرنسا، وعملهما الدائم كجسور بين مصر وأوروبا، معربين عن إحباطهما من تناول فرنسا قضية شائكة غير لائقة بحجم الدولة المصرية.
وأثنت السفيرة مكرم على ولائهما وانتمائهما للوطن الأم وحماسهما الوطني، وغيرتهما على الدولة المصرية واستعدادهما للدفاع عنها وما يلمسانه من تقدم وتطور يسعيان للحفاظ عليه.
كما قدمت وزيرة الهجرة التحية لهما لإيجابيتهما في التعبير عن الجهود المبذولة في الدولة، مؤكدة أنهما نموذج للمصري المرتبط بوطنه مهما تباعدت المسافات.
وتناول الشقيقان المصريان المقيم أحدهما في فرنسا والآخر في سويسرا بخطابهما للرئيس الفرنسي، طبيعة العلاقة الطيبة بين مصر وفرنسا منذ أيام محمد علي باشا وحتى الآن.
واستعرضا كم الاختلاف بين الثقافات والممارسات السياسية في مصر وأوروبا، والأسباب وراء ذلك، وكيف حصل تغيير في مواجهة مصر لأعدائها على مدار 7 آلاف سنة، وكيف في السنين القريبة الماضية، كانت مصر تواجه تحدياً عظيماً لمواجهة الأفكار المتطرفة والراديكالية.
وأوضحا أن الدولة المصرية تواجه تحدياً هائلاً وعظيماً، وتثبت يوماً بعد يوم نجاحها فيه، فمصر تحارب الإرهاب والفقر وتحارب من أجل الارتقاء بحقوق الإنسان الأساسية في مجالات الصحة والتعليم.
واختتما خطابهما قائلين إنهما ليس لديهما شك في أن الرئيس الفرنسي يأمل مثلهما في تخطي مصر هذا المحور المصيري في تاريخها من أجل مستقبل أفضل، وطالباه باستكمال دعمه لمصر، مستندين إلى علاقة الصداقة الطيبة بين البلدين، من أجل ازدهار مصر، ولتنعم باسترجاع سابق عهدها وتكون شعلة الثقافة والتقدم والحقوق في العالم.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.