تونس: النظر في ملف الهجومين على متحف باردو وفندق الإمبريال

TT

تونس: النظر في ملف الهجومين على متحف باردو وفندق الإمبريال

نظرت المحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية، أمس، بصفة متزامنة في ملف الهجوم الإرهابي على فندق الإمبريال بمدينة سوسة خلال شهر يونيو (حزيران) 2015 ما تسبب في مقتل 38 سائحاً، معظمهم من الجنسية البريطانية، وجرح 39 سائحاً، علاوةً على مقتل الإرهابي التونسي سيف الدين الرزقي منفذ الهجوم، وكذلك ملف الهجوم الإرهابي على متحف باردو الذي وقع يوم 18 مارس (آذار) من السنة ذاتها (2015)، وأسفر عن مقتل 22 سائحاً وعون أمن تونسي، إضافة إلى إصابة أكثر من 30 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة.
ودارت جلسة المحاكمة في ربط مباشر مع محكمة باريس العاصمة الفرنسية لمتابعة جلسة المحاكمة من قبل القضاء الفرنسي وعائلات الضحايا والمتضررين في الهجومين الإرهابيين. وطلب المكلف العام بنزاعات الدولة تعويضات في حق الدولة التونسية بما لا يقل عن 100 مليون دينار تونسي (نحو 33.3 مليون دولار) و10 آلاف دينار تونسي (نحو 3.3 ألف دولار) مقابل أتعاب التقاضي بخصوص ملف الهجوم الإرهابي على فندق الإمبريال وقدم مؤيدات الدعوى المدنية في ملف الهجوم الإرهابي على متحف باردو.
وطالب ممثل النيابة العمومية بتشديد العقاب على المتهمين نظراً لخطورة الجريمة وفداحة الأضرار التي حصلت وفي المقابل رفض المحامون من جديد تسليط عقوبة الإعدام على المدانين، وهو الحكم الذي قد تقره المحكمة استناداً إلى ما تضمنه قانون مكافحة الإرهاب وغسل الأموال الذي أقره البرلمان التونسي في شهر يوليو (تموز) 2015.
يُذكر أن القضاء التونسي قد شرع منذ يوم 25 يناير (كانون الثاني) الحالي في محاكمة 19 موقوفاً على ذمة قضية الهجوم الإرهابي على متحف باردو، كما نظر في ملف الهجوم الإرهابي على فندق الإمبريال بسوسة وأجَّلَها إلى يوم أمس.
وحضر جميع المتهمين في الهجومين الإرهابيين على متحف باردو وفندق الإمبريال بمدينة سوسة الجلسة، من بينهم شقيقة الإرهابي جابر الخشناوي، وصديقة الإرهابي ياسين العبيدي، منفذَي الهجوم على متحف باردو، والإرهابي محمود القشوري الذي صور متحف باردو وكان على علم بالمخطط الإرهابي للهجوم على فندق الإمبريال بعد أشهر قليلة، في حين رفض الإرهابي عادل الغندري وأحمد العذاري وأيمن المشرقي الموقوف في غيرها وبوعبيد زين العابدين الصعود إلى جلسة المحكمة، وبيّنت النيابة أنهم يرفضون الصعود.
ويُعتبر الإرهابي التونسي عادل الغندري أحد أبرز القيادات الإرهابية في تنظيم «داعش» الإرهابي، وعُيّن نهاية سنة 2015 مسؤولاً عن دعم العمليات الإرهابية في تونس وداخل المدن الليبية. ويُعتبر الغندري من بين ثلاثة إرهابيين تونسيين يعرفون بدقة خريطة مخازن الأسلحة التي تم إدخالها إلى تونس وإخفاؤها في عدد من المناطق، ورغم اعترافاته التي كشفت عن بعض مخازن السلاح فلا تزال مخازن سلاح أخرى غير معروفة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».