يبدو أن بعض أصحاب المليارات حول العالم لم تزدهم أحداث العام الماضي 2018 إلا ثقة وكثيرا من الثراء الإضافي، لكن بعضهم أيضا تعرض لخسائر.
وكشفت وكالة "بلومبيرغ" مؤخرا عن قائمة بالأفضل حظا من أصحاب المليارات والذين غادروا 2018، وقد زادت ثرواتهم بشكل واضح، وغيرهم الذين بدأوا 2019 بكثير من الخسائر وقد نقصت ثرواتهم بشكل واضح أيضا.
ويوضح تقرير "بلومبيرغ" أنه بالرغم من التقلبات التي شهدتها أسواق المال خلال العام المنقضي، إلا أن بعض أصحاب الثروات واصلوا تحصيل مزيد من الأموال.
ففيما يخص الفائزين من أصحاب المليارات خلال العام 2018، فقد تصدر أثرياء سنغافورة القائمة، حيث زادت ثرواتهم بمقدار 2.5 مليار دولار، وبلغت ثروات نخبة سنغافورة إجماليا 38 مليار دولار مع نهاية 2018.
نجح 31 شخصا من أصحاب الثروات حول العالم في إما الحفاظ على مكانتهم أو القفز إلى مقدمة مؤشر "بلومبيرغ" للأكثر ثراءا خلال العام المنقضي، ويعتبر ذلك نجاحا مستحقا، خاصة مع التقلبات التي شهدتها الأسواق العالمية، والتوتر الذي أثر على العلاقات التجارية دوليا، وأدت هذه العوامل مجتمعة، وفقا لـ "بلومبيرغ" في محو حوالي نصف تريليون دولار من ثروات أغنى 500 شخص حول العالم . وفي ذلك تحول حاد عن الحسابات الختامية لعام 2017، والذي شهد نجاح " نادي الــ 500" في إضافة تريليون دولار إلى ثرواتهم.
أما فيما يتعلق بالشخصيات أصحاب أعلى النجاحات المالية خلال العام الماضي، فوفقا لــ "بلومبيرغ" حافظ جيف بيزوز، مؤسس شركة "أمازون" على مكانته كأكثر رجال العالم ثراءا للعام الثاني على التوالي. وقفزت القيمة الصافية لثروته قبل ختام 2018 بمقدار 24 مليار دولار، ليصبح إجمالي ثروته 123 مليار دولار. ورغم هذا الإنجاز الكبير، إلا أنه كان الممكن أن يكون أكبر. فقد نال بيزوز حظه من الخسائر المؤلمة خلال العام الماضي، وخاصة مع تقلبات أسواق المال مما أصابه بضربة كبيرة خلال النصف الثاني من العام، وخسر حوالي 45 مليار دولار.
وخسرت نخبة أثرياء الصين أقل من 76 مليار دولار خلال العام الماضي، ولكن، ورغم هذه الخسائر الجماعية، فأن بعض أصحاب المليارات من الصين نجحوا في الاحتفاظ بمكان متقدم بقائمة الأكثر حظا. فوفقا لـ "بلومبيرغ"، لي جيون، مؤسس العلامة التجارية الصينية للهواتف الذكية Xiaomi Corp، والذي يأتي مباشرة بعد بيزوز في قائمة أصحاب الثروات الأكثر حظا، حيث نجح في إضافة 8.6 مليار دولار إلى حسابه المصرفي، أما الملياردير الأميركي أوتري ستيفينز، صاحب عملاق الطاقة Endeavour Energy Resources LP ، فزادت ثروته بقيمة تجاوزت الــ 11 مليار دولار، بعد أن نالت شركته مزايدات رفعت قيمتها إلى حوالي 15 مليار دولار.
ومن ضمن الأكثر حظا أيضا، كان تيم سويني صاحب لعبة Fortnite الإليكترونية الأشهر خلال العام الأخير، مما حقق له مكاسب بمقدار 7.2 مليار دولار وفقا للحسابات الختامية لعام 2018.
وشكلت البريطانية دينيس كوتيس، صاحبة شركة المراهنات Bet365 Group Ltd.، إضافة جديدة لقائمة "بلومبيرغ" بعد أن جعلتها ثروتها المتزايدة أغنى عشر مرات بالمقارنة بملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية.
أما الأقل حظا والأكثر خسارة وفقا للحسابات الختامية للعام 2018، فجاء أصحاب المليارات بالولايات المتحدة في المقدمة. فبلغت إجمالي الخسائر بالنسبة لهم أكثر من 76 مليار دولار خلال العام الماضي، وكان السبب الرئيسي في التراجع الشديد الذي شهدته أسواق المال الأميركية في الأيام الأخيرة من 2018. فمارك زوكيربيرغ، مؤسس والمدير التنفيذي لموقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، شهد تراجع كبير في ثروته مع خروج " فيسبوك" من أزمة ليدخل في أزمة جديدة خلال العام الماضي. خسر زوكيربيرغ 20 مليار دولار دفعة واحدة، لتنخفض قيمة ثروته إلى نحو 53 مليار دولار.
وأصحاب الحظ العثر في العام المنقضي من بينهم، وانج جيان لين، رجال الأعمال والمستثمر الصيني الكبير مؤسس مجموعة " واندا" العقارية ، ومعه في قائمة الحظ العثر أيضا مواطنه جاك ما ، مؤسس والرئيس التنفيذي للموقع الإليكتروني "علي بابا". وينضم لهم الملياردير الصيني ما هيوتينج، مؤسس شركة "تينسنت" للألعاب الإليكترونية، والذين كانوا من أبرز الخاسرين العشرة للعام الماضي. وكشفت "بلومبيرغ" عن أن خمسين من أثرياء العالم قد خرجوا من قائمتها لأصحاب أعلى المكاسب خلال العام الماضي، بينهم 11 من أثرياء الصين وهونج كونج، وتسعة من الولايات المتحدة الأمريكية، وأربعة من روسيا.
ووفقا لمؤشر "بلومبيرغ" للثروات، فأن من أبرز المغادرين لقائمتها للأكثر حظا، كان رئيس وزراء جمهورية تشيك أندريج بابيس والذي تقوم ثروته على اكتاف شركة " أجروفيرت" التي تعمل في المجال الزراعي والكيميائي. ومعه هوى أيضا إلى خارج قائمة الأكثر حظا، الملياردير الروسي أوليج ديريبسكا، والذي شهدت 2018 خسارته جانب كبير من ثروته بعد تراجع أسهم شركته المعروفة في مجال صناعة الألمونيوم "روسال" وسط توقعات بتخفيض مستويات إنتاج الشركة بسبب تأثير العقوبات الأمريكية ضد روسيا وقطاعها الصناعي.
وبجانب تقلبات الأسواق وحركة الأسهم، فقد كان لتعديل مؤشر "بلومبيرغ" سبب إضافي هذا العام، وهو مغادرة عدد غير قليل من أصحاب الثروات لعالمنا. فحصرت "بلومبيرغ" في تقريرها رحيل 13 من أثرياء العالم خلال 2018، من بينهم بول ألين، الذي شارك في تأسيس أسطورة شركة "ميكروسوفت"، والمطور العقاري الأبرز من هونج كونج والتر كواك. كما شهد العام المنقضي رحيل الملياردير التايلاندي سريفادانا برابا، مالك نادي "ليستر سيتي" لكرة القدم والذي لقى حتفه في حادث طائرة مأساوي.
مليارديرات تعرضوا لخسائر قياسية العام الماضي
مليارديرات تعرضوا لخسائر قياسية العام الماضي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة