على الرغم من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مارس (آذار) المقبل، فإن دول حلف شمال الأطلسي الـ29، والتي ينتمي معظمها إلى التكتل الأوروبي، مصرّة على تنظيم مؤتمر الحلف في ديسمبر (كانون الأول) في لندن كونها أكبر قوة عسكرية فيه، إضافة إلى فرنسا، مما اعتُبر مؤشراً على التضامن بين الحلف وبريطانيا. وكتب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، على «تويتر»، أن العاصمة البريطانية «هي المكان المثالي للاحتفال بالذكرى السبعين لبدء التعاون العسكري على جانبي الأطلسي، لأنها كانت المقر الأول للحلف في 1949». ورحبت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، بالخطوة. وقالت في بيان: «الاجتماع فرصة مهمة لتحديد الخطوات التي علينا اتخاذها لتحديث الحلف وضمان استمرار نجاحه».
وقال ستولتنبرغ: «(بريكست) سيغيّر علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي ولكنه لن يغيّر علاقة بريطانيا بالحلف». وأضاف: «بالنسبة إليّ من الطبيعي تماماً أن تستضيف المملكة المتحدة اجتماع القادة».
ويأمل قادة الحلف في تجنب الدراما التي حدثت في قمة العام الماضي في بروكسل عندما شن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، هجوماً لاذعاً على الحلفاء وبخاصة ألمانيا، لعدم إنفاقها بشكل كافٍ على الدفاع. وتردد أن الاجتماع يمكن أن يُعقد في واشنطن حيث وُقِّعت معاهدة تأسيس الحلف، إلا أنه تقرر بدلاً من ذلك عقد اجتماع وزراء خارجية الحلف في العاصمة الأميركية في أبريل (نيسان). وقال ستولتنبرغ في بيان، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية، إن «الاجتماع في لندن سيكون فرصة لزعماء دول وحكومات الدول الأعضاء في الحلف لمعالجة التحديات الأمنية التي نواجهها الآن وفي المستقبل، ولضمان أن يستمر الحلف في التأقلم للحفاظ على سلامة سكانه الذين يصل عددهم إلى نحو المليار». ورغم أن اللقاء سيجمع قادة التحالف لإجراء محادثات، فإنه ليست له صفة القمة.
وعادةً ما تُعقد قمم الحلف كل عامين وتُختتم ببيان رسمي ملزم بأهداف وخطوات يتفق عليها الحلفاء مثل اتفاق 2014 لمحاولة إنفاق 2% من إجمالي الناتج المحلي لدول الحلف على الدفاع.
وتأتي ذكرى تأسيس الحلف في وقت حساس له، إذ إن روسيا في وضع لم يشهده العالم منذ الحرب الباردة، كما تشيع مخاوف حول التزام ترمب به واستعداده لاحترام مبدئه في الدفاع المتبادل.
ويتهم ترمب دول الحلف الأوروبية بأنها تعتمد على الحماية التي يوفرها الجيش الأميركي ولا تنفق ما يكفي على قواتها المسلحة. وقبل توليه الرئاسة قال ترمب إن الحلف «عفى عليه الزمن»، وعقب قمة يوليو (تموز) شكك فيما إذا كانت الولايات المتحدة ستحترم مبدأ الحلف الأساسي بالدفاع المشترك بالنسبة إلى مونتينغرو، العضو الجديد في الحلف. وتأتي الشكوك حول التزام أميركا الدفاع عن أوروبا مع انهيار معاهدة الحد من الصواريخ النووية المتوسطة المدى الموقَّعة إبان الحرب الباردة، ما أثار مخاوف من اندلاع سباق تسلح جديد في القارة الأوروبية. وبدأت الولايات المتحدة الأسبوع الحالي عملية الانسحاب من المعاهدة بحجة أن روسيا تنتهكها من خلال تطوير أنظمة صواريخ جديدة منذ سنوات. وفي خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه ترمب أول من أمس (الثلاثاء)، وعد بتجاوز إنفاق روسيا على تطوير صواريخ جديدة في حال لم يتم الاتفاق على معاهدة عالمية جديدة للحد من الأسلحة.
ووقّع «الناتو» ودولة مقدونيا، أمس (الأربعاء)، على اتفاق لانضمامها، لتكون الدولة رقم 30 في التحالف العسكري. ومن شأن هذه الخطوة السماح لمقدونيا بالمشاركة في اجتماعات «الناتو» بصفة مراقب لحين تصديق جميع الحلفاء على بروتوكول الانضمام. وكانت مقدونيا قد وافقت العام الماضي بعد مفاوضات مطولة، على تغيير اسمها إلى مقدونيا الشمالية، من أجل التفرقة بينها وبين إقليم يوناني قديم يطلق عليه إقليم مقدونيا. وسوف يتغير الاسم رسمياً بمجرد تصديق اليونان على بروتوكول انضمام مقدونيا، وهي الخطوة المتوقع تنفيذها خلال الأيام المقبلة. وحضر مراسم التوقيع الأمين العام لـ«الناتو» ووزير خارجية مقدونيا نيكولا ديميتروف، وممثلون عن الدول الـ29 الأعضاء في الحلف.
يشار إلى أن روسيا تنتقد بشدة توسع «الناتو» نحو الشرق، وتعتبره تهديداً مباشراً لأمنها.
«الناتو» يتضامن مع لندن رغم «بريكست» ويحتفل بذكرى تأسيسه فيها
جمهورية شمال مقدونيا تنضم إليه وتصبح عضوه الثلاثين
«الناتو» يتضامن مع لندن رغم «بريكست» ويحتفل بذكرى تأسيسه فيها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة