عريقات يطالب أمام اجتماع عربي طارئ بمد جسور برية وبحرية وجوية لغزة

العربي يدعو مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته لإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار

العربي وعريقات خلال اجتماع الجامعة العربية الطارئ في القاهرة أمس (رويترز)
العربي وعريقات خلال اجتماع الجامعة العربية الطارئ في القاهرة أمس (رويترز)
TT

عريقات يطالب أمام اجتماع عربي طارئ بمد جسور برية وبحرية وجوية لغزة

العربي وعريقات خلال اجتماع الجامعة العربية الطارئ في القاهرة أمس (رويترز)
العربي وعريقات خلال اجتماع الجامعة العربية الطارئ في القاهرة أمس (رويترز)

أطلق صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، مبادرة خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، أمس، تتضمن إقامة جسور برية وبحرية وجوية لإيصال المساعدات الإنسانية والوقود والاحتياجات الغذائية العاجلة إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدى سبعة إلى عشرة أيام، بالتوازي مع المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها مصر حاليا من أجل تثبيت وقف إطلاق النار على قطاع غزة.
جاء ذلك في كلمة عريقات، رئيس الوفد الفلسطيني أمام الاجتماع الطارئ، أمس، الذي عُقد لبحث تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة.
ودعا الاجتماع الحكومة المصرية إلى مواصلة جهودها لتثبيت اتفاق الهدنة الذي جرى التوصل إليه بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، واستئناف المفاوضات غير المباشرة في القاهرة.
وقدم المجلس، في ختام اجتماعه «الشكر والتقدير لجمهورية مصر العربية على الجهود التي اضطلعت بها منذ اندلاع الأزمة في غزة، وكذلك لمبادرتها في هذا الصدد».
وأكد البيان إبقاء مجلس الجامعة على مستوى المندوبين في حالة انعقاد دائم، مشيرا إلى أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، قدم تقريرا عن الجهود الدبلوماسية العربية المبذولة على المستوى الدولي لوقف العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، وتوفير الدعم للموقف الفلسطيني.
وكان المجلس استمع إلى عرض قدمه عريقات عن الخطة الدبلوماسية التي ستتحرك دولة فلسطين بموجبها، في المرحلة المقبلة.
وأكد عريقات أهمية الجهود المصرية الجارية لتثبيت وقف إطلاق النار على غزة، وتوصلها إلى هدنة 72 ساعة لوقف إطلاق النار بالاتفاق بين الجانبين، معربا عن أمله في نجاح مصر في مواصلة جهودها للتوصل إلى تهدئة دائمة لحماية الشعب الفلسطيني في غزة.
وقال عريقات إن مبادرته بمد جسور برية وجوية وبحرية لإدخال المساعدات إلى غزة تأتي ضمن المبادرة المصرية والجهد المصري المبذول لوقف العدوان الإسرائيلي.
ونبه عريقات إلى أن «إسرائيل لا تزال تتبع سياسة الاستفزاز والابتزاز والتصعيد ولا تريد تهدئة دائمة»، مشيرا إلى أن المطالب الفلسطينية التي تضمنتها ورقة الوفد الفلسطيني الموحد بالقاهرة «تتحدث بلسان فلسطيني واحد وليست شروطا أو مطالب، وإنما هي تفاهمات متفق عليها مع الجانب الإسرائيلي، ولكنه لم يلتزم بها، إذ تريد إسرائيل إبقاء الوضع على ما هو عليه»، حسبما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.
من جهته، أعلن العربي أنه يواصل اتصالاته حاليا مع وزراء الخارجية العرب بشأن الزيارة المرتقبة لقطاع غزة، تضامنا مع الشعب الفلسطيني، وهناك رغبة من الجميع في القيام بهذه الزيارة، على غرار ما حدث في 2012.
وقال العربي إن المطلوب حاليا ليس مجرد وقف العدوان، وإنما العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن الجامعة تؤيد الجهود المصرية الجارية لتثبيت وقف إطلاق النار، معربا عن الأمل في مواصلة جميع الجهود من أجل إنهاء الاحتلال.
وجدد دعوته لمجلس الأمن بتحمل مسؤولياته لإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وحماية الشعب الفلسطيني. وأوضح في هذا الصدد أن اتصالاته جارية مع الرئيس الفلسطيني والأمين العام للأمم المتحدة والأطراف المعنية من أجل العمل على إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس. وكان العربي بحث مع روبرت سيري المنسق الأممي الخاص لعملية السلام بالشرق الأوسط الجهود الرامية لتثبيت وقف دائم لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، في قطاع غزة.
من جهته، أكد السفير طارق عادل مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية أن مصر تواصل جهودها منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، من أجل تثبيت وقف دائم لإطلاق النار، وصولا إلى العودة لمفاوضات السلام والتسوية النهائية، مشيرا إلى أن الجهود المصرية نجحت على مدى الأيام الماضية في العودة إلى الهدنة ووقف إطلاق النار.
وأكد أن مصر منذ البداية طالبت بضرورة ضبط النفس والامتناع عن التصعيد وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، ووقف إراقة الدماء، واستهداف المدنيين.
من جانبه، أعلن السفير نذير العرباوي مندوب الجزائر الدائم لدى الجامعة العربية دعم بلاده للسلطة الفلسطينية بمبلغ 5.‏26 مليون دولار، ضمن مساهمات الجزائر في صندوق دعم السلطة الفلسطينية، وقام بتسليم شيك للأمين العام للجامعة العربية خلال الاجتماع. وقال إن هذا الشيك يُعد الدفعة الثانية التي تقدمها بلاده من مخصصاتها في صندوق دعم السلطة الفلسطينية، لتكون بذلك قد قدمت حصتها البالغة 53 مليون دولار.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.