تكتم يحيط بمحادثات روسية ـ تركية حول إدلب وترجيح إطلاق «تحرك عسكري محدود»

تكتم يحيط بمحادثات روسية ـ تركية حول إدلب وترجيح إطلاق «تحرك عسكري محدود»
TT

تكتم يحيط بمحادثات روسية ـ تركية حول إدلب وترجيح إطلاق «تحرك عسكري محدود»

تكتم يحيط بمحادثات روسية ـ تركية حول إدلب وترجيح إطلاق «تحرك عسكري محدود»

أحاط الغموض، أمس، بمحادثات وفد عسكري - أمني تركي في موسكو، قالت مصادر تركية إنه وصل الخميس إلى العاصمة الروسية لبحث خطوات مشتركة في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا.
ولم يصدر عن الجهات الرسمية الروسية أي تعليق حول المحادثات التي رجحت أوساط أنها عقدت خلف أبواب مغلقة، في حين أبلغت مصادر روسية مطلعة، «الشرق الأوسط»، أن موسكو تعمل مع الجانب التركي على تهيئة أجواء لإطلاق عملية عسكرية مشتركة في إدلب التي تسيطر عليها في شكل كامل تقريباً «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً).
وسيطر الترقب أمس، وسط تكتم روسي كامل على زيارة الوفد التركي والمحادثات التي أجراها في موسكو. وكانت مصادر تركية قالت إن وفداً يضم ممثلين عن المؤسستين العسكرية والأمنية في تركيا وصل إلى موسكو الخميس لمناقشة الوضع حول إدلب.
ورجحت أوساط، تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، أن تكون المحادثات جرت خلف أبواب مغلقة، في حين لم تستبعد مصادر أن يكون ملف إطلاق عملية عسكرية محدودة في إدلب سيطر على النقاشات. ورجحت الخبيرة الروسية لينا سوبينينا أن يكون البحث تطرق إلى «إطلاق عملية عسكرية محدودة ومنسقة بين الجانبين الروسي والتركي» تهدف إلى مواجهة تمدد «جبهة النصرة» في إدلب.
ولفتت إلى أن إطلاق تحرك عسكري مشترك بات لا بد منه «بعد وصول كل المحاولات السابقة إلى حائط مسدود»، في إشارة إلى الاتفاق الروسي - التركي حول إنشاء منطقة منزوعة السلاح حول إدلب، وانسحاب الفصائل المعارضة منها وتسليم كل الأسلحة الثقيلة فيها إلى الجانب التركي، وهو الاتفاق الذي توصلت إليه موسكو وأنقرة في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وكانت موسكو انتقدت بقوة في الأيام الأخيرة «فشل تركيا في تنفيذ التزاماتها وفقاً لاتفاق إدلب»، وشددت على ضرورة القيام بعمل مشترك لمواجهة تصاعد التهديدات الإرهابية في هذه المنطقة.
بالتزامن، أبلغ مصدر روسي، «الشرق الأوسط»، بأن الخارجية الروسية كانت قد أشارت في لقاءات مغلقة أخيراً إلى التوجه نحو عملية عسكرية مشتركة مع تركيا في إدلب، ورجح المصدر أن تكون موسكو وأنقرة تعملان على مناقشة «التفاصيل العسكرية والفنية للعملية» خلال وجود الوفد العسكري الأمني في موسكو.
إلى ذلك، أعلنت الخارجية الروسية، أمس، أن وفداً روسياً ناقش مع نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، في أنقرة، مسألة إطلاق اللجنة الدستورية السورية في أقرب وقت.
وقالت الخارجية الروسية، في بيانٍ، إن «مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، ونائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين، ناقشا ضمن وفد وزاري روسي مشترك، مع ممثلي الجانب التركي برئاسة سادات أونال نائب وزير الخارجية التركي، الوضع الحالي في سوريا، والإجراءات الضرورية لدفع العملية السياسية، بما في ذلك مهمة إطلاق اللجنة الدستورية في أقرب وقت ممكن كمرحلة مهمة في حل الأزمة السورية».
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أكد في وقت سابق أن جولة جديدة من المحادثات حول سوريا ستجرى في منتصف فبراير (شباط) في العاصمة الكازاخية آستانة، مشيراً إلى أن قمة «ثلاثية آستانة» (روسيا وتركيا وإيران) ستعقد في الوقت ذاته تقريباً.
وقال لافروف: «نقوم الآن بتنسيق كل التفاصيل الفنية، وفي منتصف فبراير سيعقد اجتماع دولي حول سوريا في آستانة... هناك بالفعل اتفاق مبدئي، وهو منطلق أساسي لعقد القمة المقبلة بمشاركة زعماء روسيا وتركيا وإيران».
على صعيد متصل، أعلن السفير الروسي لدى إيران ليفان دجاغاريان، أن ملف الحسم العسكري في إدلب سيكون على طاولة البحث في القمة الثلاثية المقبلة بعد تقديم مقترحات محددة بهذا الشأن.
وتطرق السفير إلى مسألة الوجود الإيراني في سوريا، وقال إن مسألة انسحاب العسكريين الإيرانيين من سوريا «يجب بحثها بين دمشق وطهران»، مشدداً على موقف بلاده بأن «الوجود الإيراني في سوريا شرعي وشكل استجابة لطلب السلطات السورية».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الرسمية عن السفير، أن «هذه القضية (الوجود الإيراني) من اختصاص قيادة الجمهورية العربية السورية. وينبغي أن تناقش بين دمشق وطهران فقط، لأن الوجود العسكري الإيراني في سوريا شرعي، والمستشارون الإيرانيون موجودون بدعوة من الحكومة السورية الشرعية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.