الاتحاد الأوروبي يعفي الرعايا البريطانيين من تأشيرة دخول

الاتحاد الأوروبي يعفي الرعايا البريطانيين من تأشيرة دخول
TT

الاتحاد الأوروبي يعفي الرعايا البريطانيين من تأشيرة دخول

الاتحاد الأوروبي يعفي الرعايا البريطانيين من تأشيرة دخول

وافق مجلس سفراء الدول الأعضاء المعتمدين لدى بروكسل خلال اجتماع انعقد الجمعة، في بروكسل، على إعفاء الرعايا البريطانيين من الحصول على تأشيرة دخول منطقة «شنغن» للإقامة لفترة 90 يوماً. وقال المجلس الوزاري الأوروبي في بروكسل في بيان الجمعة، إن الدول الأعضاء، وافقت على هذا الأمر انطلاقاً من مبدأ المعاملة بالمثل، بعد أن سبق وأعلنت لندن أنها لا تنوي فرض تأشيرات دخول على الرعايا الأوروبيين الذين يرغبون في الإقامة لفترة قصيرة بعد إتمام عملية الانسحاب من عضوية التكتل الأوروبي الموحد.
وجاء في البيان الأوروبي أن السفراء وافقوا على تفويض رئاسة الاتحاد بإجراء مفاوضات مع البرلمان الأوروبي، حول هذا المقترح التشريعي. ونوه البيان الأوروبي بأنه في حال مطالبة بريطانيا في أي وقت رعايا أي دولة من الدول الأعضاء بتأشيرة ستلتزم باقي الدول الأعضاء والمؤسسات الاتحادية على الفور بآلية المعاملة بالمثل في هذا الصدد. يأتي ذلك بعد أن تم التوصل إلى اتفاق بين لندن وبروكسل في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ينظم عملية خروج بريطانيا، ولكن مجلس العموم البريطاني صوت ضد الاتفاق وطالب رئيسة الوزراء تيريزا ماي بإعادة التفاوض مع بروكسل لتعديل بعض بنود الاتفاق، خصوصاً ما يتعلق بما يعرف باسم شبكة الأمان لتنظيم حركة المرور على الحدود بين آيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي وآيرلندا الشمالية، التي هي جزء من المملكة المتحدة.
ولكن قادة الاتحاد الأوروبي سارعوا فور التصويت في لندن بتأكيد عدم وجود أي نية لإعادة التفاوض مع لندن، وشددوا على أن الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان في نوفمبر هو السبيل الفضلى لتنظيم عملية خروج بريطانيا من التكتل. وأجمع مسؤولون أوروبيون على مطالبة بريطانيا بتوضيح موقفها وتحديد الخطوات التي تريد اتخاذها بشأن انسحابها من الاتحاد (بريكست). جاء هذا الموقف على لسان كل من وزيرة الشؤون الأوروبية الرومانية ميلانيا سيوت، التي ترأس بلادها الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ورئيس الوفد الأوروبي لمفاوضات «بريكست» ميشال بارنييه، خلال جلسة خاصة عقدها البرلمان الأوروبي في بروكسل الأربعاء الماضي، لتدارس تطور قضية «بريكست». وأشار رئيس المفوضية الأوروبية في مداخلته إلى أن رفض البرلمان البريطاني الاتفاق قد يعني خروج بريطانيا دون أي اتفاق، مشيراً إلى أن بريطانيا هي التي ترفض حلولاً لمشكلات خلقتها بنفسها بفعل قرارها الانسحاب من الاتحاد، الذي تأسف له بروكسل.
وعبر يونكر عن استعداده الاستمرار بالتواصل مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للمساهمة في تحريك الوضع، قائلاً: «أنا متفائل بإمكانية التوصل إلى اتفاق إذا تحلى الجميع بالمسؤولية». أما بارنييه، فقد نوه بأن الاتحاد الأوروبي سيبقى منفتحاً على التعامل مع كل المشكلات التي تثيرها لندن في إطار العلاقات المستقبلية، مضيفاً: «نحن مستعدون للحوار إذا أرادت بريطانيا نموذجاً للعلاقة المستقبلية يتجاوز حدود الشراكة التجارية البسيطة». وشدد بارنييه على ضرورة أن تختار بريطانيا أي نموذج من العلاقات تريد في المستقبل ليتسنى للاتحاد التحرك بإيجابية.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».