المالكي يعلن حربا سياسية على معصوم

11 ضربة أميركية تساعد البيشمركة على استعادة بلدتين من «داعش»

المالكي يعلن حربا سياسية على معصوم
TT

المالكي يعلن حربا سياسية على معصوم

المالكي يعلن حربا سياسية على معصوم

رغم اضطرار الرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى تمديد المهلة الدستورية المخصصة له لتكليف مرشح الكتلة الأكثر عددا لتشكيل الحكومة باحتساب عطلة العيد من أجل فسح المجال أمام التحالف الوطني، بوصفه الكتلة الشيعية الأكبر في البرلمان، لاختيار مرشح لرئاسة الحكومة، لكنه فشل في فك عقدة زعيم ائتلاف دولة القانون ورئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي.
وبينما كان يتوقع أن تنحصر الترشيحات مع نهاية المهلة الدستورية أمس في اثنين على الأقل لغرض المفاضلة بينهما داخل التحالف الشيعي وفقا للآليات التي كانوا قد وضعوها لاختيار المرشح لرئاسة الوزراء فإن عدد المرشحين تضاعف مع نهاية المهلة الدستورية بحيث أصبح الحديث عن نحو ثمانية مرشحين (أربعة من ائتلاف دولة القانون وهم نوري المالكي وطارق نجم وحسين الشهرستاني وحيدر العبادي) وأربعة من الائتلاف الوطني (عادل عبد المهدي وأحمد الجلبي وباقر الزبيدي) بالإضافة إلى رئيس التحالف الوطني (إبراهيم الجعفري) الأمر الذي يؤكد عمق الخلافات داخل مكونات التحالف الوطني.
البرلمان العراقي الذي اجتمع أمس قبل رفع جلسته إلى 19 من الشهر الحالي ترك الكرة في ملعب الرئيس معصوم الذي يرى الخبير القانوني طارق حرب في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الكرة أصلا في ملعبه ولا دخل للبرلمان به من منطلق أن الكتلة الأكبر المسجلة لدى رئاسة البرلمان هي دولة القانون وهو ما يعني أن رئيس الجمهورية مكلف دستوريا بتكليف مرشحها لتشكيل الحكومة»، مبينا أن «هذا المكلف سواء كان المالكي أو غيره ممن ترشحه دولة القانون أمامه مهلة دستورية لمدة شهر ويتعين عليه بعد نهاية الشهر المجيء بحكومته إلى البرلمان لنيل الثقة ويتطلب ذلك حصوله على الأغلبية البسيطة وهي النصف زائد واحد وطالما أن عدد نواب البرلمان العراقي 328 نائبا فإن عليه الحصول على 165 صوتا». وأضاف حرب أنه «في حال لم يتمكن رئيس الوزراء المكلف من نيل الثقة فإن رئيس الجمهورية سيكلف المرشح من الكتلة الثانية».
في سياق ذلك، هاجم ائتلاف دولة القانون الرئيس فؤاد معصوم هجوما حادا. ففيما طالب عضو البرلمان العراقي عن الائتلاف، كاظم الصيادي، بسحب الثقة من الرئيس معصوم في حال لم يكلف المالكي فقد أكدت القيادية في الائتلاف وعضو البرلمان حنان الفتلاوي أن «معصوم بدأ مهمته الرئاسية بخرق دستوري يتعلق بانتهاء المهلة الدستورية من دون تكليفه مرشحا لرئاسة الوزراء». وأضافت أن «معصوم سيعرض نفسه للمساءلة القانونية بسبب ذلك».
معصوم، الذي أجرى أول من أمس مباحثات مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، يتعين عليه اليوم إصدار مرسوم جمهوري بتكليف مرشح الكتلة الأكبر. ويرى المراقبون السياسيون أنه في حال لم يقدم التحالف الوطني مرشحا متفقا عليه فإن معصوم سيتجه لتكليف المالكي حسب السياقات الدستورية.
من جانبه، التقى المالكي أمس رئيس البرلمان سليم الجبوري. وقال بيان لمكتب المالكي إن «المالكي والجبوري أكدا على ضرورة الالتزام بالسياقات الدستورية وما حددته من مدد لمراحل العملية الدستورية سيما تكليف مرشح الكتلة الأكبر لتأليف الحكومة».
في سياق ذلك أكد الناطق الرسمي باسم ائتلاف متحدون للإصلاح ظافر العاني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «موقف تحالف القوى الوطنية ثابت من مسألة عدم القبول بالمالكي مرشحا لدورة ثالثة وإن هذا الموقف لم يطرأ عليه أي تغيير». وأضاف العاني أن «الجميع الآن ينتظر اجتماعات التحالف الوطني بشأن مرشحهم لرئاسة الوزراء وهم لديهم آلياتهم الخاصة بذلك، علما أنه في حال لم يتمكنوا من ترشيح شخصية بديلة للمالكي لم يعد هناك كتلة أكبر باسم التحالف الوطني».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.