إعلامي ياباني: الغرب غير منصف في تناول قضايا العروبة والإسلام

شينيشي أكي ياما مدير مكتب جريدة «ماينتشي» اليابانية بالقاهرة قال إن الإعلام الرسمي يصيبني بالإحباط

شينيشي أكي ياما
شينيشي أكي ياما
TT

إعلامي ياباني: الغرب غير منصف في تناول قضايا العروبة والإسلام

شينيشي أكي ياما
شينيشي أكي ياما

شينيشي أكي ياما مراسل ياباني بالقاهرة يعمل مديرا لمكتب جريدة «ماينتشي» اليابانية في منطقة الشرق الأوسط وهى تعد من كبريات الصحف اليابانية وتهتم كثيرا بالشأن العربي والإسلامي. ومنذ بداية عمله في «ماينتشي» تركز اهتمام أكي ياما على المناطق الساخنة وبؤر الصراع في منطقة الشرق الأوسط ومنها العراق ولبنان وسوريا وأجرى الكثير من اللقاءات مع مجاهدين ومحاربين إسلاميين في تلك المناطق كما التقى أيضا بمسؤولين إسلاميين كبار مثل مفتى لبنان في الجنوب اللبناني ومفتي الديار المصرية لينقل صورة إيجابية عن الإسلام الحقيقي المعتدل.
وفى القاهرة أدلى أكي ياما بهذا الحوار لـ«الشرق الأوسط»:

* أولا أهلا بك معنا على صفحات «الشرق الأوسط» هل تخبرنا كيف كانت بداية عملك بالقاهرة؟
- يرجع إنشاء الشركة الخاصة بجريدة «ماينتشي» في اليابان إلى نحو 30 سنة ومنذ عدة سنوات فكرت في إنشاء مكتب في القاهرة. وذات يوم وبينما كان من المفترض أن أسافر إلى فيينا فوجئت بهم يخبرونني بأني مكلف للسفر للقاهرة للعمل فيها وهي أول مرة أزور فيها مصر.
* كم سنة قضيتها بمصر حتى الآن؟ وهل عملت بأماكن أخرى من العالم؟
- أنا موجود بمصر منذ نحو عامين وتحديدا منذ يناير (كانون الثاني) 2013 كما عملت في مختلف المناطق الساخنة بالشرق الأوسط ومنها سوريا والجزائر ولبنان وأخيرا مصر.
* كيف تغلبت على مشكلة اللغة وأنت لا تجيد التحدث باللغة العربية؟
- من الصعب طبعا التحدث باللغة اليابانية مع المصريين، ولكنى أجيد اللغة الإنجليزية وهى همزة الوصل معهم ولكن المشكلة الحقيقية في هذا الصدد تواجه أسرتي فابني وابنتي وزوجتي يعيشون معي بالقاهرة وهم لا يعرفون الإنجليزية وتجد صعوبة شديدة في التواصل مع الآخرين.
* هل استشعرت أي تحفظات تجاهك من المصريين وأنت تمارس عملك كصحفي ومراسل أجنبي؟
- الشعب المصري شعب ودود ومحب للناس ومتعاون وقد استطعت خلال تلك الشهور التي قضيتها بمصر أن أفهم كثيرا من الحقائق حوله ولمست كرمهم وكونهم شعبا مضيافا ومسالما.
* في رأيك هل ما زالت الصحافة هي مهنة البحث عن المتاعب، وهل تعرضت أنت شخصيا لمتاعب المهنة؟
- الصحافة مجال عمل حافل بالمخاطر ولكنى شغوف بذلك وأنا عن نفسي تعرضت للكثير من المخاطر والحوادث وواجهت صعوبات كثيرة ومنها حرائق ولكنها مهنتي ولا بد علي كصحفي أن أؤدي عملي مهما كانت الظروف.
* هل يمكن أن تذكر لنا بعض هذه المتاعب سواء في داخل مصر أو المناطق الأخرى التي عملت بها؟
- فى الصيف الماضي ذهبت إلى موقع تجمع «الإخوان» بمسجد رابعة العدوية لأرى الحقيقة على الواقع وكذلك ذهبت إلى ميدان النهضة وعاصرت أحداث رمسيس الدامية وعانيت كثيرا من المخاطر آنذاك ولكني شعرت أن واجبي كصحفي أن أكون هنا لأعرف الحقيقة وأنقلها للقراء.
* ما أهم المحطات الصحافية والإعلامية التي تفخر بها في مسيرة عملك، وما أهم خبر أو لقاء لا تنساه أبدا ولماذا؟
- من الصعب جدا أن أختار عملا بعينه كأفضل ما قدمت في مسيرتي الصحافية ولكني كمراسل أجنبي أعد وجودي بالقاهرة من المحطات المهمة في حياتي العملية ومن هنا لم أقتصر فقط على متابعة الأحداث المصرية، وإنما مختلف البلدان العربية التي تشهد أحداثا ساخنة فكتبت عن سوريا والجزائر والعراق ولبنان وهنا أتذكر أنه من الأعمال الصحافية التي أشعر بالفخر الشديد في عملي الصحفي حواراتي مع بعض الشخصيات اللبنانية المهمة ومنها سماحة مفتي لبنان وكذلك حواري مع مفتي الديار المصرية الذي نقلت من خلاله حقيقة الإسلام المعتدل.
* هل ساهم وجودك في منطقة الشرق الأوسط في تغيير بعض انطباعاتك عن المصريين والعرب بشكل عام؟
- بالنسبة لمصر فالشعب الياباني يعشق مصر التاريخ ويعشق السياحة في أرجائها والسياح اليابانيون معروفون في مصر وهذا هو انطباعي أيضا ولكن بعد أحداث الثورات الأخيرة التي شهدتها مصر تغيرت الصورة لدى الشعب الياباني وأصبح هناك خوف من مشاهد العنف المتكررة ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لي كصحفي لأنني أعايش ذلك الواقع معايشة عن قرب وأرى مزيدا من الحقائق التي قد لا تصل إلى كل اليابانيين وأتعامل معها بحكم عملي كصحفي أجنبي كما تلمست بحكم المعايشة أن المصريين مسالمون وطيبون بطبيعتهم.
* وماذا عن انطباعك عن الإسلام والمسلمين؟
- للأسف الشديد منذ أحداث مبنى التجارة العالمي عام 2001 صار هناك ربط بين الإسلام والتطرف وأصبح الإسلام عند اليابانيين يعنى «القاعدة» ولكنى أعترف أن تلك الصورة تغيرت عندما جئت لمصر لأنني وجدت أن ما يتبناه المتطرفون و«القاعدة» والراديكاليون ليس هو الإسلام الحقيقي وأن الإسلام المعتدل هو الحقيقي والطبيعي بين المسلمين هنا في مصر وشعرت بأن سلوكيات الإسلام الحقيقي وخلق المسلمين المعتدلين أمر جيد جدا لدرجة أني استشعرت بوجود تقارب بين الشعب الياباني والمسلمين في تلك القيم الجميلة.
* ما رأيك في التناول الغربي لقضية التطرف في العالم العربي والإسلامي، وهل شعرت بخطره في لحظة ما أثناء عملك؟
- أعترف بأن الغرب لم يتناولوا قضية التطرف بإنصاف، صحيح أنا استشعرت بعض مخاطر التطرف التي يتناولها الإعلام الغربي لكنها ليست معبرة عن كل الصورة فقد التقيت بعضا من أولئك المتطرفين وبعضهم كان من سوريا ووجدت أن الصورة المنقولة عنهم ليست دائما دقيقة وبعضهم يحارب من أجل قضية مهمة ولكن لا يمكن اعتبارهم إرهابيين ووجدت أن كثيرا منهم كانوا مدفوعين بظروف اجتماعية واقتصادية وشخصية كانت سببا في التوجه للعنف ولم يكونوا متطرفين بطبيعتهم.
* هل معنى ذلك أنك ترى أن الإعلام الغربي غير منصف في تناوله للقضايا العربية والإسلامية؟
- نعم فأنا لم أشعر بإنصافه لأن أغلب معلوماته يستقيها من جهات حكومية وهي مسألة قد تشوب الإعلام الرسمي الناطق باسمها ولكن على المستوى الشعبي نجد هناك محاولات جادة من جهات غير حكومية تحاول الاستقلال والإنصاف في تقديم الرسالة الإعلامية.
* ما رأيك في الإعلام العربي وظاهرة الإعلام الخاص، وما أهم القنوات والصحف العربية في رأيك؟
- أعتقد أن قنوات «العربية» و«الجزيرة» و«سكاي نيوز» من أهم المحطات على الساحة العربية ولا شك أن ظهور المنابر الإعلامية غير الحكومية تعد من الظواهر الإيجابية بل والمطلوبة لتحقيق مزيد من الحياد الإعلامي لأن الإعلام الرسمي الحكومي كثيرا ما يصيبني بالإحباط.



استنفار الإعلام المرئي اللبناني على مدى 24 ساعة يُحدث الفرق

إدمون ساسين (إنستغرام)
إدمون ساسين (إنستغرام)
TT

استنفار الإعلام المرئي اللبناني على مدى 24 ساعة يُحدث الفرق

إدمون ساسين (إنستغرام)
إدمون ساسين (إنستغرام)

تلعب وسائل الإعلام المرئية المحلية دورها في تغطية الحرب الدائرة اليوم على لبنان.

نوع من «التجنيد الإجباري» فرضته هذه الحالة على المحطات التلفزيونية وموظفيها ومراسليها، فغالبيتهم يمضون نحو 20 ساعة من يومهم في ممارسة مهامهم. وبعضهم يَصِلون ليلهم بنهارهم في نقل مباشر وموضوعي، وآخرون يضعون دمهم على كفّ يدهم وهم يتنقلون بين مناطق وطرقات تتعرّض للقصف. أما رؤساء التحرير ومقدِّمو البرامج الحوارية اليومية، فهم عندما يحوزون على ساعات راحة قليلة، أو يوم إجازة، فإنهم يشعرون كما السمك خارج المياه. ومن باب مواقعهم ومسؤولياتهم الإعلامية، تراهم يفضلون البقاء في قلب الحرب، وفي مراكز عملهم؛ كي يرووا عطشهم وشهيّتهم للقيام بمهامهم.

المشهدية الإعلامية برمّتها اختلفت هذه عن سابقاتها. فهي محفوفة بالمخاطر ومليئة بالصدمات والمفاجآت من أحداث سياسية وميدانية، وبالتالي، تحقن العاملين تلقائياً بما يشبه بهرمون «الأدرينالين». فكيف تماهت تلك المحطات مع الحدث الأبرز اليوم في الشرق الأوسط؟

الدكتورة سهير هاشم (إنستغرام)

لم نتفاجأ بالحرب

يصف وليد عبود، رئيس تحرير الأخبار في تلفزيون «إم تي في» المحلي، لـ«الشرق الأوسط»، حالة الإعلام اللبناني اليوم بـ«الاستثنائية». ويضيف: «إنها كذلك لأننا في لبنان وليس عندنا محطات إخبارية. وهي، بالتالي، غير مهيأة بالمطلق للانخراط ببث مباشر يستغرق ما بين 18 و20 ساعة في اليوم. بيد أن خبراتنا المتراكمة في المجال الإعلامي أسهمت في تكيّفنا مع الحدث. وما شهدناه في حراك 17 أكتوبر (تشرين الأول) الشعبي، وفي انفجار مرفأ بيروت، يندرج تحت (الاستنفار الإعلامي) ذاته الذي نعيشه اليوم».

هذا «المراس» - كما يسميه عبود - «زوّد الفريق الإخباري بالخبرة، فدخل المواكبة الإعلامية للحرب براحة أكبر، وصار يعرف الأدوات اللازمة لهذا النوع من المراحل». وتابع: «لم نتفاجأ باندلاع الحرب بعد 11 شهراً من المناوشات والقتال في جنوب لبنان، ضمن ما عرف بحرب المساندة. لقد توقعنا توسعها كما غيرنا من محللين سياسيين. ومن كان يتابع إعلام إسرائيل لا بد أن يستشفّ منه هذا الأمر».

جورج صليبي (إنستغرام)

المشهد سوريالي

«يختلف تماماً مشهد الحرب الدائرة في لبنان اليوم عن سابقاته». بهذه الكلمات استهل الإعلامي جورج صليبي، مقدّم البرامج السياسية ونشرات الأخبار في محطة «الجديد» كلامه لـ«الشرق الأوسط». وأردف من ثم: «ما نشهده اليوم يشبه ما يحصل في الأفلام العلمية. كنا عندما نشاهدها في الصالات السينمائية نقول إنها نوع من الخيال، ولا يمكنها أن تتحقق. الحقيقة أن المشهد سوريالي بامتياز حتى إننا لم نستوعب بسرعة ما يحصل على الأرض... انفجارات متتالية وعمليات اغتيال ودمار شامل... أحداث متسارعة تفوق التصور، وجميعها وضعتنا للحظات بحالة صدمة. ومن هناك انطلقنا بمشوار إعلامي مرهق وصعب».

وليد عبود (إنستغرام)

المحطات وضغوط تنظيم المهام

وبالفعل، منذ توسع الحرب الحالية، يتابع اللبنانيون أخبارها أولاً بأول عبر محطات التلفزيون... فيتسمّرون أمام الشاشة الصغيرة، يقلّبون بين القنوات للتزوّد بكل جديد.

وصحيحٌ أن غالبية اللبنانيين يفضّلون محطة على أخرى، لكن هذه القناعة عندهم تتبدّل في ظروف الحرب. وهذا الأمر ولّد تنافساً بين تلك المحطات؛ كي تحقق أكبر نسبة متابعة، فراحت تستضيف محللين سياسيين ورؤساء أحزاب وإعلاميين وغيرهم؛ كي تخرج بأفكار عن آرائهم حول هذه الحرب والنتيجة التي يتوقعونها منها. وفي الوقت نفسه، وضعت المحطات جميع إمكاناتها بمراسلين يتابعون المستجدات على مدار الساعات، فيُطلعون المشاهد على آخر الأخبار؛ من خرق الطيران الحربي المعادي جدار الصوت، إلى الانفجارات وجرائم الاغتيال لحظة بلحظة. وفي المقابل، يُمسك المتفرجون بالـ«ريموت كونترول»، وكأنه سلاحهم الوحيد في هذه المعركة التنافسية، ويتوقفون عند خبر عاجل أو صورة ومقطع فيديو تمرره محطة تلفزيونية قبل غيرها.

كثيرون تساءلوا: كيف استطاعت تلك المحطات تأمين هذا الكمّ من المراسلين على جميع الأراضي اللبنانية بين ليلة وضحاها؟

يقول وليد عبود: «هؤلاء المراسلون لطالما أطلوا عبر الشاشة في الأزمنة العادية. ولكن المشاهد عادة لا يعيرهم الاهتمام الكبير. ولكن في زمن الحرب تبدّلت هذه المعادلة وتكرار إطلالاتهم وضعهم أكثر أمام الضوء».

ولكن، ما المبدأ العام الذي تُلزم به المحطات مراسليها؟ هنا يوضح عبود في سياق حديثه أن «سلامة المراسل والمصور تبقى المبدأ الأساسي في هذه المعادلة. نحن نوصيهم بضرورة تقديم سلامتهم على أي أمر آخر، كما أن جميعهم خضعوا لتدريبات وتوجيهات وتعليمات في هذا الشأن... وينبغي عليهم الالتزام بها».

من ناحيته، يشير صليبي إلى أن المراسلين يبذلون الجهد الأكبر في هذه الحرب. ويوضح: «عملهم مرهق ومتعب ومحفوف بالمخاطر. لذلك نخاف على سلامتهم بشكل كبير».

محمد فرحات (إنستغرام)

«إنها مرحلة التحديات»

وبمناسبة الكلام عن المراسلين، يُعد إدمون ساسين، مراسل قناة «إل بي سي آي»، من الأقدم والأشهر في هذه المحطة. وهو لا يتوانى عن التنقل خلال يوم واحد بين جنوب لبنان وشماله. ويصف مهمّته خلال المرحلة الراهنة بـ«الأكثر خطراً». ويشرح من ثم قائلاً: «لم تعُد هناك خطوط حمراء أو نقاط قتال محددة في هذه الحرب. لذا تحمل مهمتنا التحدّي بشكل عام. وهي محفوفة بخطر كبير، لا سيما أن العدو الإسرائيلي لا يفرّق بين طريق ومبنى ومركز حزب وغيره، ويمكنه بين لحظة وأخرى أن يختار أهدافه ويفاجئ الجميع... وهذا ما وضع الفرق الصحافية في خطر دائم، ونحن علينا بالتالي تأمين المعلومة من قلب الحدث بدقة».

وفق ساسين، فإن أصعب المعلومات هي تلك المتعلقة بالتوغّل البرّي للجيش الإسرائيلي، «فحينها لا يمكن للمراسل معرفة ما يجري بشكل سليم وصحيح على الأرض... ولذا نتّكل أحياناً على مصادر لبنانية من جهة (حزب الله)، و(اليونيفيل) (القوات الدولية العاملة بجنوب لبنان) والجيش اللبناني والدفاع المدني، أو أشخاص عاشوا اللحظة. ومع هذا، يبقى نقل الخبر الدقيق مهمة صعبة جداً. ويشمل ما أقوله أخبار الكمائن والأسر، بينما نحن في المقابل نفتقر إلى القدرة على معرفة هذه الأخبار، ولذا نتوخى الحذر بنقلها».

«لبنان يستأهل التضحية»

في هذه الأثناء، يتكلم مراسل تلفزيون «الجديد» محمد فرحات «بصلابة»، عندما يُسأل عن مهمّته الخطرة اليوم.

محمد كان من بين الفريق الإعلامي الذي تعرّض لقصف مباشر في مركز إقامته في بلدة حاصبيا، وخسر يومذاك زملاء له ولامس الموت عن قرب لولا العناية الإلهية، كما يقول. ويتابع: «لقد أُصبت بحالة إنكار للمخاطر التي أتعرّض لها. في تلك اللحظة عشت كابوساً لم أستوعبه في البداية. وعندما فتحت عيني سألت نفسي لبرهة: أين أنا؟»، ويضيف فرحات: «تجربتي الإعلامية ككل في هذه الحرب كانت مفيدة جداً لي على الصعيدين: الشخصي والمهني. من الصعب أن أُشفى من جروح هذه الحرب، ولكني لم أستسلم أو أفكر يوماً بمغادرة الساحة. فلبنان يستأهل منا التضحية».

العلاج النفسي الجماعي ضرورة

أخيراً، في هذه الحرب لا إجازات ولا أيام عطل وراحة. كل الإعلاميين في مراكز عملهم بحالة استنفار. ولكن ماذا بعد انتهاء الحرب؟ وهل سيحملون منها جراحاً لا تُشفى؟

تردّ الاختصاصية النفسية الدكتورة سهير هاشم بالقول: «الإعلاميون يتعرضون لضغوط جمّة، وفي الطليعة منهم المراسلون. هؤلاء قد لا يستطيعون اليوم كشف تأثيرها السلبي على صحتهم النفسية، ولكن عند انتهاء الحرب قد يكون الأمر فادحاً. وهو ما يستوجب الدعم والمساندة بصورة مستمرة من مالكي المحطات التي يعملون بها». وأضافت الدكتورة هاشم: «ثمة ضرورة لإخضاعهم لجلسات علاج نفسية، والأفضل أن تكون جماعية؛ لأن العلاج الموسمي غير كافٍ في حالات مماثلة، خلالها يستطيعون أن يساندوا ويتفهموا بعضهم البعض بشكل أفضل».