«داعش» يعاود تنفيذ هجماته المعاكسة شرق الفرات

مدنيون فروا من القتال بين «داعش» و«سوريا الديمقراطية» وصلوا إلى ريف دير الزور شرق سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)
مدنيون فروا من القتال بين «داعش» و«سوريا الديمقراطية» وصلوا إلى ريف دير الزور شرق سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يعاود تنفيذ هجماته المعاكسة شرق الفرات

مدنيون فروا من القتال بين «داعش» و«سوريا الديمقراطية» وصلوا إلى ريف دير الزور شرق سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)
مدنيون فروا من القتال بين «داعش» و«سوريا الديمقراطية» وصلوا إلى ريف دير الزور شرق سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)

عاود تنظيم داعش تنفيذ هجماته المعاكسة بمشاركة انتحاريين في محيط ما تبقى للتنظيم عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، وأودت الجولة الجديدة من القتال العنيف بحياة 34 من عناصرها ومقاتلي «قوات سوريا الديمقراطية» عند ضفة الفرات الشرقية، ورصد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تحضيرات خروج دفعة جديدة من مناطق التنظيم في أعقاب عمليات القصف الجوي المكثف من طائرات التحالف طالت المنطقة.
وشهدت المنطقة خلال ساعات ليلة السبت - الأحد، هجمات للتنظيم، ومحاولات البقاء في آخر المناطق الجغرافية المتبقية لهم من شرق الفرات، وسط محاولة مستمرة من قبل «قسد» و«التحالف» إنهاء وجود التنظيم، الذي لم يتبقَّ منهم سوى أعداد قليلة ممن لا يزالون يدافعون عن أنفسهم وعن بقائهم في المنطقة. وترافق القتال العنيف مع دوي انفجارات ناجمة عن تفجير 4 انتحاريين لأنفسهم بعربات مفخخة.
وتسبب القتال العنيف، وعمليات القصف المرافقة، في سقوط مزيد من الخسائر البشرية. حيث وثق «المرصد» مقتل 19 مقاتلاً من التنظيم، إضافة لـ4 انتحاريين فجروا أنفسهم بعربة مفخخة وبأحزمة ناسفة، فيما قضى 11 مقاتلاً على الأقل من «قوات سوريا الديمقراطية»، ليرتفع إلى 1273 عدد مقاتلي وقادة تنظيم داعش ممن قتلوا في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات، في حين ارتفع إلى 669 عدد عناصر «قوات سوريا الديمقراطية» الذين قضوا منذ الـ10 من سبتمبر (أيلول) الفائت.
ووثق «المرصد السوري» مقتل 401 شخص، على الأقل، من المدنيين، بينهم 144 طفلاً و86 امرأة، من الجنسية السورية، قضوا في القصف على جيب «داعش»، فيما تسببت المعارك المتواصلة في سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين. إلى ذلك، استمرت عمليات نقل الخارجين مما تبقى من مناطق يسيطر عليها «داعش» في منطقة شرق الفرات، بدخول أكبر دفعة على الإطلاق من الشاحنات إلى منطقة الجبهة وخطوط التماس، مع مناطق وجود التنظيم.
ولفت «المرصد» إلى دخول 35 شاحنة لنقل الخارجين مما تبقى من مناطق وجود التنظيم، ومن المرتقب أن تخرج أعداد كبيرة من المتبقين في المنطقة، وأوضح أن تحضيرات خروج الدفعة الجديدة تأتي في أعقاب عمليات قصف جوي مكثف من قبل طائرات التحالف طالت المنطقة.
وطبقاً لـ«المرصد»، تعد عملية القصف هذه الأعنف منذ نحو أسبوعين، إذ استمر القصف طوال ليل السبت - الأحد. وأشار إلى توثيق 30600 من الأشخاص الخارجين من جيب التنظيم من جنسيات مختلفة؛ سورية وعراقية وروسية وصومالية وفلبينية وغيرها من الجنسيات الآسيوية منذ مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وكان «المرصد السوري» قد رصد، مؤخراً، إعدام تنظيم داعش لأكثر من 713 معتقلاً لديه، ممن كانوا اعتقلوا بتهم مختلفة، من ضمنهم أمنيون وعناصر في التنظيم حاولوا الانشقاق عنه والفرار من مناطق سيطرته، وجرت عمليات الإعدام داخل مقرات للتنظيم وفي معتقلات وضمن مناطق سيطرته التي انحسرت اليوم إلى بلدات الشعفة والسوسة والباغوز وقرى أبو الحسن والبوبدران والمراشدة والشجلة والكشمة والسافية وضاحية البوخاطر في شرق هجين، والممتدة على ضفاف الفرات الشرقية، مع الجيب الأخير له في باديتي حمص ودير الزور.
وأشار «المرصد» إلى استمرار عمليات نقل الخارجين مما تبقى من مناطق يسيطر عليها «داعش» في منطقة شرق الفرات، حيث تم رصد دخول أكبر دفعة على الإطلاق من الشاحنات إلى منطقة الجبهة وخطوط التماس مع مناطق وجود التنظيم.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.