هل أصبح مروان فيلايني تجسيداً للسنوات العجاف في مانشستر يونايتد؟

المواسم الخمسة التي شارك فيها اللاعب لم يتذوق فيها الفريق طعم الفوز بالدوري أو الكأس

فيلايني ظل رمزا لسنوات التيه التي أعقبت رحيل سير أليكس فيرغسون عن يونايتد
فيلايني ظل رمزا لسنوات التيه التي أعقبت رحيل سير أليكس فيرغسون عن يونايتد
TT

هل أصبح مروان فيلايني تجسيداً للسنوات العجاف في مانشستر يونايتد؟

فيلايني ظل رمزا لسنوات التيه التي أعقبت رحيل سير أليكس فيرغسون عن يونايتد
فيلايني ظل رمزا لسنوات التيه التي أعقبت رحيل سير أليكس فيرغسون عن يونايتد

عليك المضي قدماً يا مروان. بعد ظهور بعض التلميحات هذا الأسبوع حول أن مروان فيلايني ربما يكون في طريقه نحو الرحيل عن مانشستر يونايتد، جاء المؤتمر الصحافي الذي عقده مدرب يونايتد المؤقت أولي غونار سولسكاير في الاتجاه المعاكس تماماً. بدلاً من أن يقدم سولسكاير ما يروق للصحف تسميته «تصويت بالثقة» بخصوص اللاعب البلجيكي، تحدث المدرب عن الوجود المستمر لفيلايني داخل النادي والذي يدخل عامه السادس حالياً.
ومع هذا، ليس من الصعب التعرف على السبب وراء إقدام البعض على طرح مثل هذه التكهنات. تحت قيادة سولسكاير، لعب فيلايني ثلاث دقائق فقط في إطار الدوري الممتاز. وبدا أن وجوده داخل الملعب متناقض مع أسلوب اللعب الأكثر حركة وسيولة الذي ينتهجه سولسكاير. علاوة على ذلك، يحمل هذا الأمر برمته بالتأكيد جانبا أكثر رمزية.
الواضح أن فيلايني لن يقدم مطلقاً على هز مكانته باعتباره الصفقة الكبرى خلال سنوات ما بعد فيرغسون. وتحت قيادة مختلف المدربين الذين تعاقبوا على مانشستر يونايتد خلال تلك السنوات قدم فيلايني أداء جيداً، لكنه ظل تجسيداً لشيء عنيد ومتصلب، كما لو كان عبئاً جرى توارثه، مثل قطعة تحفة من خشب الماهوجني تنتمي للعصر الفيكتوري ولا يملك أحد الشجاعة على الإلقاء بها بعيداً.
ولعلك تتساءل ما الاسم الشفري الذي يناسب السنوات الخمس التي قضاها فيلايني داخل أولد ترافورد. ربما عملية الإصابة المتكررة، أو عملية الذعر أو عملية موت وسط الملعب؟ ومع هذا، يبدو كل هذا مجحفاً في الكثير من الجوانب، ذلك أن فيلايني يبدو أسهل الأهداف المتاحة. وما من شك في أنه جرت المبالغة في تحميله اللوم وأصبح رمزاً معبراً عن السنوات الصعبة الأخيرة التي عايشها أولد ترافورد. خلال السنوات الخمس السابقة لانضمام فيلايني إلى مانشستر يونايتد، فاز النادي بأربع بطولات دوري وبطولة دوري أبطال أوروبا. أما المواسم الخمس التي شارك فيها فيلايني في الفريق، فلم يقترب مانشستر يونايتد حتى من الحصول على أي من هاتين البطولتين. وبدت الإخفاقات التي مني بها النادي هيكلية وممنهجة. وجاء أداء اللاعبين الآخرين الأكثر موهبة دون المستوى المأمول على نحو لافت. ومع هذا، ظلت الأنظار متركزة على فيلايني الذي تحول بمرور الوقت إلى رمز للعصور المظلمة في النادي.
ولا تزال قوة فيلايني وشعوره بالارتباك نقاط قوته، ذلك أنه يبدو دوماً وكأنه على وشك التعثر في شيء ما. فيما عدا ذلك، يبدو فيلايني غريباً على فئة لاعبي خط الوسط من الطراز الأول، فهو ليس سريعاً ولا يشتهر ببراعة تمريراته ولا بتعامله مع الكرة أو رؤيته أو لمسته النهائية أو أي من المعايير الأخرى المميزة لاعبي خط الوسط المتألقين.
جدير بالذكر أن فيلايني شارك كل دقيقة من مباراتي نهائي ناجحتين ببطولة الكأس وسجل أهدافاً حيوية، لكنه في الوقت نفسه لم يساعد سوى في تسجيل هدفين فقط على مدار خمس سنوات ونصف كلاعب خط وسط مع مانشستر يونايتد. واللافت أن فيلايني كان ملك الأوقات السيئة، فقد شارك في خسارة مانشستر يونايتد أمام إشبيلية على أرض الأول العام الماضي وفي أربع هزائم متعاقبة أمام وولفسبرغ ونوريتش وبورنموث وستوك سيتي في ديسمبر (كانون الأول) 2015.
وبجانب الأسلوب الذي استغله به المدربون بدا هناك أمر آخر سلبي وخفي بخصوص فيلايني الذي كان محور عادة سيئة داخل مانشستر يونايتد تمثلت في اللجوء إليه في الأزمات باعتباره أشبه ما يكون سلاح الطوارئ. ومن الصعب عند الحديث عن فيلايني ألا نتذكر صاحب ثاني أكبر صفقة في سنوات ما بعد فيرغسون داخل مانشستر يونايتد، وهو خوان ماتا الذي يعتبر تكتيكياً النقيض الكامل لفيلايني. وشكل اللاعبان معاً نموذجاً حياً لغياب يد موجهة أو خطة طويلة الأجل داخل النادي وغياب الرعاية والخبرة.
على أي حال، تبقى مسيرة فيلايني داخل مانشستر يونايتد قصة مثيرة على نحو يدحض الفكرة السائدة بأن القصص المثيرة تكمن في قصص النجاح فحسب. ومع هذا، يجب الترحيب بالأنباء المتواترة حول استعداد فيلايني للاستمرار مع النادي، ذلك أنها فرصة له للعب للمرة الأولى داخل فريق لا يميل بثقله على نفوذه وقوته.


مقالات ذات صلة

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

رياضة عالمية إيساك لاعب نيوكاسل يحتفل بهدفه في ليستر سيتي (رويترز)

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم سيخوض أول ديربي مع اليونايتد في الدوري الإنجليزي (رويترز)

ديربي «مانشستر» اختبار حقيقي لأموريم مع الشياطين الحمر

يرغب البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، في أن يرى تحسناً وروحاً قتالية، من فريقه المتطور، الذي سيواجه مانشستر سيتي

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إدارة مانشستر يونايتد وقعت في أخطاء استنزفت خزينة النادي (إ.ب.أ)

رحيل أشورث يشير إلى وجود مهزلة في مانشستر يونايتد بقيادة راتكليف

«لتجنب العفن»... هذا هو الوصف الذي استخدمه أحد المسؤولين التنفيذيين الأقوياء في مانشستر يونايتد للتعليق على رحيل دان أشورث. وأشار هذا المسؤول إلى أن رحيل

جيمي جاكسون (لندن)
رياضة عالمية ووكر فقد الكثير من مميزاته وعلى رأسها السرعة (أ.ف.ب)

مسيرة ووكر مع مانشستر سيتي تقترب من نهايتها

إن أصعب شيء يمكن أن يفعله لاعب كرة قدم محترف هو الاعتراف بأن مسيرته الكروية بدأت في التراجع وعلى وشك الانتهاء. لقد فعل غاري نيفيل ذلك في يوم رأس السنة الجديدة

بن ماكالير (لندن)
رياضة عالمية صلاح يتحسر على إحدى الفرص المهدرة أمام فولهام (أ.ف.ب)

«البريميرليغ»:هدف جوتا ينقذ ليفربول أمام فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».