دول الساحل الأفريقي... أحلام كبيرة وسط الأشواك

في طليعة الأهداف إطلاق مسيرة التنمية ومحاربة الإرهاب

دول الساحل الأفريقي... أحلام كبيرة وسط الأشواك
TT

دول الساحل الأفريقي... أحلام كبيرة وسط الأشواك

دول الساحل الأفريقي... أحلام كبيرة وسط الأشواك

احتفلت «مجموعة دول الساحل الأفريقي» بمرور أربع سنوات على تأسيسها، ولكن هذا الاحتفال كان ناقصاً بسبب الهواجس التي نغصت على هذه الدول فرحتها، فالحصيلة التي خرجت بها المجموعة ما تزال في نظر البعض هزيلة، في ظل انتشار الجماعات الإرهابية التي يزداد نفوذها يوماً بعد يوم، مع تأخر كبير في إطلاق مشاريع تنموية تحسن من أوضاع السكان المحليين.
ولكن قادة دول المجموعة، التي تضم كلاً من موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو، أكدوا أن حصيلتهم كانت «إيجابية».
وقال الرئيس الدوري للمجموعة، محمدو يوسفو، رئيس النيجر، إنهم خلال أربع سنوات حققوا «تقدماً معتبراً يدعو للفخر».
وأضاف يوسفو، في خطاب بمناسبة مرور أربع سنوات على تأسيس المجموعة، أن العمل الذي قاموا به «يأتي وفق استراتيجية أمنية وتنموية» صادقت عليها الدول الخمس عام 2016. وهي الاستراتيجية التي قال إنها «تُشكل الإطار المرجعي للحكم والتسيير في مجالنا الإقليمي». إلا أن هذه الاستراتيجية ما تزال تواجه تحديات كبيرة أولها العجز عن توفير التمويل، رغم الوعود الكبيرة التي تعطيها المجموعة الدولية.

أسست «مجموعة دول الساحل الأفريقي» الخمس خلال قمة استضافتها العاصمة الموريتانية نواكشوط، في شهر ديسمبر (كانون الأول) من عام 2014. وهي عبارة عن تحالف إقليمي يسعى لتحقيق أهداف أمنية وتنموية. ويخوض هذا التحالف في سبيل ذلك حرباً شرسة ضد الجماعات الإرهابية وشبكات التهريب الناشطة في منطقة الساحل الأفريقي، كما يخوض حرباً أخرى أكثر شراسة ضد الفقر والجهل والمرض في واحدة من أفقر بقاع العالم.
يقول رئيس النيجر محمدو يوسفو، في حديثه عن الفكرة التي كانت وراء تأسيس المجموعة: «بلداننا بدأت قبل أربع سنوات عملاً شجاعاً لتبادل جهودها من أجل تحقيق التنمية والأمن، وذلك لتشجيع خلق نهضة تنموية شاملة، وازدهار مشترك في منطقة الساحل».
ويضيف يوسفو أنه فيما يتعلق بتحقيق الأمن شكلت دول الساحل قوة عسكرية مشتركة «تعزز قوتها بشكل تدريجي»، مشيراً إلى أنه رغم وجود هذه القوة التي ما تزال في طور التشكيل والنمو «تخوض جيوش دول الساحل (منفردة) حرباً للقضاء على المجموعات الإرهابية والناشطين في مجال الجريمة العابرة للحدود». ويؤكد رئيس النيجر أنهم، كقادة، راضون تماماً عن حصيلة عمل المجموعة، وخاصة ما حققوه العام الماضي (2018) الذي قال إنه «كان عاماً محورياً بالنسبة لمجموعتنا، لقد نجحنا خلاله في إضفاء المصداقية على العمل الذي نقوم، من خلال الحصول على ثقة المجموعة الدولية».
غير أن يوسفو، الذي هو المتحدث باسم مجلس قادة دول الساحل الخمس، ينظر إلى المستقبل بتفاؤل مشوب بقدر كبير من الحذر. وهذا، فيما يتعلق خاصة بالمحور التنموي والتعهدات الدولية بتمويلات كبيرة وصلت إلى أكثر من ملياري يورو، لتمويل أربعين مشروعاً تنموياً في منطقة الساحل، من المنتظر تنفيذها بداية من 2019. وهنا يقول يوسفو: «يجب علينا تحويل هذه الالتزامات المالية إلى شيء ملموس». ويتابع مشيراً إلى أن هيئات مجموعة دول الساحل الخمس تعمل على ذلك من خلال ما سماه «آليات خاصة». إلا أن رئيس النيجر يعتبر أن الأهم في البداية هو «تعزيز وتقوية الأمانة الدائمة لمجموعة دول الساحل الخمس لتكون أكثر فاعلية». والأمانة العامة هي العمود الفقري لعمل المجموعة، ومقرها في العاصمة الموريتانية نواكشوط، لكنها ما تزال تعاني من قصور كبير.
هنا، لا يخفي قادة دول الساحل قلقهم حيال حجم التحديات التي تواجه مشروعهم، وهذا ما يؤكده يوسفو حين يقول مخاطبا شعوب دول الساحل الخمس «أمام التحديات الكثيرة التي تواجه دولنا، نحن الرؤساء في حالة استنفار دائمة وندرك الحاجة الملحة والعاجلة للتحرك السريع نحو تحويل هذه الوعود إلى إنجازات ملموسة».

وعود وتحديات
التحديات التي تواجه منطقة الساحل الأفريقي كبيرة وخطيرة، بإجماع المراقبين والمهتمين بهذه المنطقة. ولكن في المقابل تبدو الوعود التي أطلقها قادة هذه الدول الخمس كبيرة جداً هي الأخرى، وهو ما أثار الشكوك حول جدية المشروع الذي يتحدثون عنه، خاصة حين تكون بعض هذه الدول مهددة في كيانها ووجودها، على غرار دولة مالي التي كادت تحتلها الجماعات الإرهابية قبل ست سنوات فقط، لولا التدخل العسكري الفرنسي، الذي أنقذ العاصمة باماكو من الوقوع في قبضة تنظيم «القاعدة». ولا تزال هذه الجماعات الإرهابية متغلغلة في شمال ووسط البلاد، وهي تملك قواعد شعبية وحاضنة اجتماعية قوية، ما يشكل خطراً حقيقياً على هذه الدولة الهشة.
تشير التقارير إلى أن منطقة الساحل الأفريقي تواجه تحديات مناخية وبيئية خطيرة، في ظل الظروف المناخية الصعبة التي تزداد صعوبة بسبب تسارع التغير المناخي وهشاشة البنية التحتية الأولية والعزلة التي تعاني منها المناطق الحدودية. وهي مناطق تعتمد في أغلبها على الزراعة والرعي، وبالتالي، فأي تغيير مناخي يضربها في الصميم ويؤثر على حياة السكان، ويزيد من احتمال تصاعد التوتر العرقي في هذه البلدان الهشة.
كل هذه التحديات الأمنية والبيئية والاجتماعية الخطيرة تجعل طموحات دول الساحل على المحك، خاصة تلك الطموحات التنموية. مع ذلك يقول رئيس النيجر بلهجة واثقة إن «السنوات المقبلة ستكون سنوات الإنجازات الملموسة من أجل تحقيق تحول إيجابي على وجه منطقة الساحل، ومنح غد أحسن لشعوبنا جميعاً من دون استثناء».
وتزداد قائمة الوعود التي يطلقها قادة دول الساحل كل عام. وفي العام الجديد (2019) أطلقوا برنامجاً تنموياً وصفوه بـ«العاجل»، تم وضعه بالتعاون مع «تحالف الساحل». وهو تحالف دولي يسعى لمساعدة دول الساحل على تحقيق التنمية والاستقرار، ويضم ألمانيا والدنمارك وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا ولوكسمبرغ وهولندا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والبنك الأفريقي للتنمية، والبنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
البرنامج التنموي العاجل، الذي أعلن عنه قبل أسابيع فقط، يستهدف المناطق الحدودية الأكثر هشاشة في دول الساحل الخمس، ويقوم على أربعة محاور رئيسية هي: الأمن، والحكامة، والبنية التحتية، والصمود والتنمية البشرية. وهو جزء من «برنامج الاستثمارات ذات الأولوية»، الذي أعلن عنه في مؤتمر نواكشوط خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الذي يتطلب تنفيذه 2.4 مليار يورو، ما تزال تعهدات من المموّلين والشركاء، ما يثير إشكالية كبيرة تتعلق بمصادر التمويل.

وعود التمويل
تعتمد «مجموعة دول الساحل» في تنفيذ خططها مشاريعها على المنح والتبرعات التي تحصل عليها من المجموعة الدولية ويعد الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية أكبر مموّلين لمشاريع وخطط المجموعة، في إطار دعمهما للحرب على الإرهاب في هذه المنطقة من العالم.
وكانت فرنسا قد رمت بثقلها عندما حاولت أن تدفع مجلس الأمن الدولي إلى وضع القوة العسكرية المشتركة لدول الساحل تحت البند السابع للأمم المتحدة، وأن تكون مموّلة من طرف المنظمة الأممية، إلا أن الولايات المتحدة وبريطانيا وقفتا في وجه المشروع الفرنسي ورفضتاه بقوة بحجة أن الأمم المتحدة تعاني من «أزمة تمويل»، في ظل تزايد مصاريفها.
ومنذ ذلك الوقت تفاقمت أزمة التمويل التي تعاني منها المجموعة، التي عاشت تجربة صعبة العام الماضي. وهي تلاحق تعهدات بتمويل قوتها العسكرية المشتركة بقيمة 420 مليون يورو، ما يوحي بأن مهمتها ستكون صعبة، مع الإشارة إلى أن الممولين تعهدوا بمبلغ 2.4 مليار يورو خلال مؤتمر نواكشوط. ومن ثم، يتساءل العديد من المراقبين حيال الآلية التي ستعتمدها دول الساحل من أجل الحصول على هذه التمويلات وتحويلها إلى مشاريع ملموسة.
مسؤول رفيع في الأمانة الدائمة لدول الساحل الخمس، قال في حديث مع «الشرق الأوسط»، إن قادة دول الساحل حاولوا استغلال العامل الزمني للضغط على الممولين، وذلك من خلال وضع استراتيجية يجري تنفيذ المرحلة الأولى منها على مدى ثلاث سنوات فقط. وهي تبدأ عام 2019 وتنتهي 2021. وبالتالي «لا وقت يمكن تضييعه في مطاردة الوعود»، كما يقول المسؤول الأفريقي.
ويضيف المسؤول أن الأمانة الدائمة لمجموعة دول الساحل «حاولت في خطتها المستقبلية الرفع من مستوى متابعة التمويلات عبر لجان مشتركة بين المجموعة وحكومات دول الساحل الخمس. وبدل أن تسعى كل حكومة منفردة للبحث عن تمويلات، فإن الدول الخمس ستتحرك ككتلة واحدة للضغط على أصحاب التعهدات حتى الوفاء بها». ويوضح المسؤول قائلاً إن دول الساحل «قدمت مشاريع واضحة ومبسطة ومدروسة للممولين، وهم تعهدوا بتمويل هذه المشاريع الجاهزة، وبالتالي فإن توجيه التمويلات لم يعد مشكلة مطروحة»، وفق تعبيره.
من جهة أخرى، يرى الخبير الاقتصادي الفرنسي ألين فوجاس أن دول الساحل قد تنجح هذه المرة في حشد التعهدات التي حصلت عليها، وذلك لأن «المشاريع التي قدمت للممولين كانت منطقية جداً، وأكثر واقعية من مشاريعها السابقة، التي كانت تتطلب حشد 15 مليار يورو. وهذا رقم فلكي بالمقارنة مع ميزانية المشاريع الحالية، التي هي 2 مليار يورو ستخصص لتمويل 40 مشروعاً من ضمنها تشييد سكة حديد تربط عواصم دول الساحل الخمس، وإنشاء شركة طيران موحدة، بالإضافة إلى مشاريع تستهدف سكان المناطق الحدودية كالطرق والتعليم والزراعة ومحاربة الفقر والتطرف والغلو».
ويضيف الخبير الاقتصادي الفرنسي أن دول الساحل حين طلبت هذه التمويلات أعلنت أنها ستساهم فيها بنسبة 13 في المائة، كما أن جزءاً كبيراً من التمويلات التي تعهد بها «تحالف الساحل»، تم رصدها بالفعل، وهذا يثير الحماس لدى بقية الممولين للوفاء بالتزاماتهم، وفق تعبير فوجاس.
ثم إن الأمانة الدائمة للمجموعة أكدت أن المشاريع التي تعمل عليها هي مشاريع «صغيرة الحجم»، أي أنها «قابلة للإنجاز» في الحيز الزمني المعلن عنه، وذلك تماشيا مع الدروس التي استخلصوها من مشاريعهم السابقة التي كانت كبيرة الحجم وصعبة التنفيذ. وبالتالي، دوماً تجد صعوبات في تمويلها وتنفيذها على أرض الواقع. كذلك تقول الأمانة الدائمة للمجموعة إن المشاريع التي سيصار إلى تنفيذها خلال العام الجاري مشاريع «سريعة التأثير». أي أنها في ظرف سنوات قليلة ستغير من حياة السكان المحليين، على غرار توفير المياه وتشييد شبكات طرق والتغطية بالهاتف والإنترنت وخلق فرص العمل، بالإضافة إلى توفير الأمن والاستقرار.

خطر الفساد
في المقابل، رغم الصورة الوردية التي يرسمها المسؤولون عن المستقبل الواعد لمنطقة الساحل الأفريقي، فإن خلف الألوان الزاهية الكثير من العيوب. ويشير الخبراء إلى أن أكبر عيب يمكن أن يفسد جميع الخطط التي وضعتها مجموعة الساحل للمستقبل هو الفساد، الذي تشير التقارير الدولية إلى أنه منتشر بقوة داخل دول الساحل الأفريقي، ويعيق عمل حكوماتها. وهذا يعني أنه سيشكل «خطراً حقيقياً» على جميع المشاريع والخطط التي أعلنت عنها المجموعة.
وعلى سبيل المثال، في موريتانيا – التي تعد البلد الأكثر تطوراً في مجال محاربة الفساد بالمقارنة مع بقية دول الساحل - أعلن الرئيس محمد ولد عبد العزيز منذ وصوله إلى السلطة عام 2008 حرباً على الفساد. ولكن رغم مرور أكثر من عشر سنوات على هذه الحرب، ما تزال التقارير تتحدث عن انتشار الفساد في البلاد. ولا تمر أشهر من دون اعتقال مسؤول أو رجل أعمال بتهمة الفساد.
ولكن، رغم انتشار المخاوف من أن تذهب هذه التمويلات إلى جيوب المفسدين، يشير مسؤول في الأمانة الدائمة لمجموعة دول الساحل إلى أن هناك «آليات» تم اعتمادها من أجل الحد من الفساد، وضمان توجيه هذه التمويلات إلى المشاريع المخصصة لها، وتنفيذها وفق المعايير والنظم المعتمدة دولياً. ويقول الخبير في البنية التحتية في مجموعة دول الساحل الخمس، ميكايلو سيديبي، إن المشاريع «سيشارك في تنفيذها مختلف الفاعلين على المستوى المحلي والإقليمي والوطني، وذلك من أجل ضمان التنفيذ الجيد والجودة العالية للمشاريع التي ستقام لصالح السكان».

الخطة الأمنية
الخطة الأمنية لدول الساحل الخمس خلال الفترة المقبلة تبدو واضحة الأهداف، ولكن تغيب وسائل محددة وخطط محكمة لتحقيق هذه الأهداف. ويقول في هذا السياق مسؤول أمني في «مجموعة دول الساحل» إن الأهداف الأمنية هي «ضرب المجموعات الإرهابية في الصميم، وتفكيك مسالك الإمداد التي تستفيد منها، وهي مسالك تنتشر عبر الحدود وتستغل غياب الدولة في مناطق واسعة من الساحل». ويضيف هذا المسؤول الأمني أن الهدف الأهم هو «طمأنة السكان المحليين في المناطق المتضررة. إنه عمل شاق وصعب، لكنه ضروري وسنستمر فيه من دون تردد ولا تقاعس».
وحقاً، السكان المحليون فقدوا الثقة في «مجموعة دول الساحل» وفي دولهم. ويقول العديد منهم إن المجموعة الدولية وهيئات التمويل الدولية ضخّت أموالاً طائلة في المنطقة ولكن هذه الأموال لم تنعكس على الأمن والاستقرار والتنمية، يقولون إنها ذهبت إلى جيوب المسؤولين الفاسدين، وبالتالي لا جدوى من حشد تمويلات جديدة.
ثم إن السكان المحليين باتوا يخافون جنود القوة العسكرية المشتركة لدول الساحل، وبقية القوات المنتشرة في شمال مالي، لأنها في نظرهم أهداف للمجموعات الإرهابية، وبالتالي، فإنها تعرِّضهم لخطر الإرهاب بدل أن تحميهم منه. وهذا تناقض أفرزته الأوضاع الأمنية الصعبة في المنطقة.
ومن جهة أخرى، تثير العديد من المجتمعات المحلية الشكوك حول مدى التزام هذه القوات بالقانون وانضباطها، خاصة فيما يتعلق بتعاملها مع السكان المحليين من عرقيات الفلان والطوارق والعرب. إذ يتعامل أغلب هؤلاء الجنود معهم على أنهم «إرهابيون محتملون»، ويضعونهم دوماً محل شبهة، وربما يطلقون عليهم النار في أول لحظة شك. ولكن، مع وجود هذه التحديات، تحاول القوة العسكرية المشتركة أن تضع خططاً عسكرية بقيادة الجنرال الموريتاني حننا ولد سيدي، الذي تولى قيادتها منتصف العام الماضي، وما تزال تحاصره المشاكل الفنية واللوجيستية، في ظل تأخر تمويل هذه القوة العسكرية المشتركة التي يراهن عليها لخوض الحرب الأهم لتحقيق الرفاه في الساحل، الحرب ضد الإرهاب.

محطات مهمة في مسيرة «المجموعة»

- أسست «مجموعة دول الساحل الأفريقي» في شهر فبراير (شباط) 2014. ولكن التوقيع على اتفاقية تشكيلها بشكل رسمي لم يتحقق سوى في 19 ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه في العاصمة الموريتانية نواكشوط.
- أطلقت «مجموعة دول الساحل» الخمس «قوة عسكرية مشتركة» في شهر يوليو (تموز) 2017. وجرى تشكيلها من أجل ثلاثة أهداف، هي: محاربة الإرهاب، ومكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، ومكافحة تهريب البشر.
- «القوة العسكرية المشتركة» تتكون من 5 آلاف جندي، يتوزعون على 7 فرق عسكرية. وهي تنتشر في ثلاث مناطق رئيسية (الشرق، والوسط، والغرب).
- أول عملية ميدانية نفذتها هذه «القوة العسكرية» كانت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، بالتنسيق مع جيوش مالي والنيجر وبوركينا فاسو، على الحدود بين البلدان الثلاث.
- خلال مؤتمر انعقد في العاصمة البلجيكية والأوروبية بروكسل، خلال شهر فبراير 2018. تعهد المموّلون والشركاء برصد 414 مليون يورو لصالح هذه القوة كي تكون فعالة.
- خلال مؤتمر انعقد بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) 2018، تعهد الممولون والشركاء برصد 2.4 مليار يورو لصالح مشاريع تنموية ستنفذ خلال ثلاث سنوات في منطقة الساحل الأفريقي.


مقالات ذات صلة

رؤساء لبنان تفرضهم المتغيّرات الإقليمية

حصاد الأسبوع  جوزيف عون ... رئيساً (رويترز)

رؤساء لبنان تفرضهم المتغيّرات الإقليمية

لم يكن انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية في لبنان بعد أكثر من سنتين على الشغور ليحصل راهناً لولا المتغيرات الكبرى التي شهدتها المنطقة منذ سبتمبر (أيلول)

بولا إسطيح (بيروت)
حصاد الأسبوع خلال فترة رئاسة ماهاما الأولى بين 2012 و2017 شهدت غانا تحوّلات مهمة كان أهمها بناء ديمقراطية أكثر حيوية ونشاطاً

جون ماهاما... «العائد» إلى الحكم في غانا يراوغ التحديات

في أسرة سياسية بغرب أفريقيا، تفتحت عيناه للمرة الأولى، وخبر السياسة منذ نعومة أظافره، وتعلّمها إبّان دراسته وعمله أستاذاً للتاريخ، لكن مسيرته تعرّضت لهزة في

محمد الريس (القاهرة)
حصاد الأسبوع جون أتا ميلز (رويترز)

غانا... نموذج «ديمقراطي استثنائي» في قلب أفريقيا المضطربة

على امتداد 6 عقود منذ الاستقلال، استطاعت غانا - التي عُرفت قديماً باسم «ساحل الذهب» - تخطي تحديات عدة، والتحوُّل إلى دولة أفريقية استثنائية انتقلت من قيود

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
حصاد الأسبوع الرئيس إيمانويل ماكرون (رويترز)

عهدة ماكرون الثانية على المحكّ

> مع تفاقم الأزمة السياسية التي تتخبط فيها فرنسا، يشتدّ الضغط على الرئيس إيمانويل ماكرون لدفعه إلى الاستقالة باعتباره المسؤول الأول عن هذه الوضعية بعد قراره

حصاد الأسبوع Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

منذ فترة ولايته الأولى عام 2014، كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكبر مناصر للعلاقات بين الهند وأفريقيا.

براكريتي غوبتا (نيودلهي)

رؤساء لبنان تفرضهم المتغيّرات الإقليمية

 جوزيف عون ... رئيساً (رويترز)
جوزيف عون ... رئيساً (رويترز)
TT

رؤساء لبنان تفرضهم المتغيّرات الإقليمية

 جوزيف عون ... رئيساً (رويترز)
جوزيف عون ... رئيساً (رويترز)

لم يكن انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية في لبنان بعد أكثر من سنتين على الشغور ليحصل راهناً لولا المتغيرات الكبرى التي شهدتها المنطقة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي. إذ إن «الثنائي الشيعي»، المتمثل في حركة «أمل» و«حزب الله»، تمسّك بمرشحه رئيس تيار «المرَدة»، سليمان فرنجية، طوال الفترة الماضية، بينما امتنع رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، وزعيم «أمل»، عن الدعوة لأي جلسة انتخاب لعام كامل رابطاً أي جلسة جديدة بحوار وتفاهم مسبق. غير أن الوضع تغيّر، عندما ترك «الثنائي» تشدده الرئاسي جانباً بعد الحرب القاسية التي شنتها إسرائيل على «حزب الله»، وأدت لتقليص قدراته العسكرية إلى حد كبير، كما حيدّت قادته الأساسيين وعلى رأسهم أمينه العام حسن نصر الله. ثم أتى سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، الحليف الأساسي لـ«حزب الله» وإيران ليقطع «طريق طهران - بيروت» التي كانت الطريق الوحيدة لإمداد الحزب برّاً بالسلاح والعتاد، ليؤكد أن النفوذ الإيراني في المنطقة اندحر... ما اضطر حلفاء طهران في بيروت إلى إعادة حساباتهم السياسية. ولعل أول ما خلُصت إليه حساباتهم الجديدة، التعاون لانتخاب قائد الجيش، المدعوم دولياً، رئيساً للبلاد.

لدى مراجعة تاريخ لبنان المستقل، يتبيّن أن التدخل الخارجي في الانتخابات الرئاسية اللبنانية ليس أمراً طارئاً على الحياة السياسية في البلاد، بل هو طبع كل المسار التاريخي للاستحقاقات الرئاسية اللبنانية.

ويشير جورج غانم، الكاتب السياسي الذي واكب عن كثب الأحداث اللبنانية، إلى أن «الخارج، منذ أيام بشارة الخوري، الرئيس الأول بعد استقلال لبنان عام 1943، كانت له الكلمة الأساسية في اختيار الرؤساء في لبنان وفرضهم. ويضيف: «الانتخابات لا تحصل بتوافقات داخلية... بل يبصم مجلس النواب على قرارات خارجية».

ويشرح أن الخوري انتُخب في مرحلة كان فيها التنافس البريطاني الفرنسي في أوجه، وكان البريطانيون يحاولون جاهدين وضع حد لنفوذ باريس في المشرق. ولذا، تعاونوا مع «الكتلة الوطنية» في سوريا والحكم الهاشمي في العراق والحكم في مصر ومع «الكتلة الدستورية» في لبنان، عندما كانت المنافسة على الرئاسة الأولى محتدمة بين إميل إده المدعوم فرنسياً، وبشارة الخوري المدعوم بريطانياً ومن حلفائهم العرب، وبما أن فرنسا كانت دولة محتلة وخسرت الحرب، نجح المرشح الرئاسي اللبناني الذي يريده البريطانيون الذين سيطروا يومذاك على منطقة الشرق الأوسط.

انتخاب كميل شمعون

ويلفت غانم، الذي حاورته «الشرق الأوسط»، إلى أنه بعد هزيمة الجيوش العربية في «حرب فلسطين» عام 1948، برز تنافس أميركي - بريطاني للسيطرة على المنطقة، فبدأت تسقط أنظمة سواء في مصر أو سوريا، وتبلور محور مصري - سعودي في وجه محور أردني - عراقي مدعوم بريطانياً. وفي ظل الاضطرابات التي كانت تشهدها المنطقة وإصرار الخوري على الحياد في التعامل مع سياسة الأحلاف، سقط الخوري، وانتُخب كميل شمعون بدعم بريطاني - عربي، وتحديداً أردني - عراقي. ومن ثَمَّ، إثر انكفاء بريطانيا بعد «حرب السويس» عام 1956، دخلت الولايات المتحدة في منافسة شرسة مع الاتحاد السوفياتي. وفي تلك الفترة كانت الموجة الناصرية كاسحة ما جعل شمعون يواجه بثورة كبيرة انتهت بتفاهم مصري - أميركي على انتخاب قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب رئيساً.

من فؤاد شهاب... إلى سليمان فرنجية

الواقع أن شهاب انتُخب عام 1958 بتوافق مصري - أميركي نشأ بعد انكفاء البريطانيين ونضوج التنافس الأميركي - السوفياتي وصولاً إلى عام 1964. عند هذه المحطة حين انتُخب شارل حلو، المحسوب أساساً على «الشهابيين»، رئيساً، في المناخ نفسه، ولكن هذه المرة برضىً فاتيكاني - فرنسي مع نفوذ مستمر أميركي - مصري.

ويضيف غانم: «بعد حرب 1967 انكفأت (الناصرية) وضعُفت (الشهابية) وانتشر العمل الفدائي الفلسطيني... وتلقائياً قوِيَ الحلف المسيحي في لبنان المدعوم غربياً، وفي ظل حضور فاقع لإسرائيل في المنطقة. وبعد اكتساح «الحلف الثلاثي» الماروني اليميني السواد الأعظم من المناطق المسيحية في الانتخابات، جاء انتخاب سليمان فرنجية عام 1970، بفارق صوت واحد، تعبيراً عن هذا المناخ وعن ميزان القوى الجديد في المنطقة».

الاجتياح الإسرائيلي و«اتفاق 71 أيار

ويتابع جورج غانم سرده ليقول: «انتخاب إلياس سركيس رئيساً عام 1976 جاء بتفاهم سوري - أميركي حين كان النفوذ والدور السوريين يومذاك في أوجه... وقد دخلت حينها قوات الردع السورية والعربية إلى لبنان». أما انتخاب بشير الجميل عام 1982 فأتى بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان وفي ظل دعم أميركي وأطلسي مطلق. وانسحب هذا المناخ على انتخاب أمين الجميل مع فارق وحيد هو أن المسلمين المعتدلين في لبنان الذين لم يؤيدوا بشير، أيدوا انتخاب شقيقه أمين.

لاحقاً، عام 1984، حصلت «انتفاضة 6 شباط» الإسلامية، فتراجعت إسرائيل وألغي «اتفاق 17 أيار» الذي فرضته تل أبيب بالقوة. وهكذا، بحلول عام 1988 لم يكن ميزان القوى المرتبك يسمح بانتخاب رئيس للبنان، فكانت النتيجة الشغور الرئاسي الذي استمر لمدة سنتين تخللتهما «حرب التحرير» والحرب بين الجيش و«القوات اللبنانية»... وانتهى بتوقيع «اتفاق الوفاق الوطني في الطائف» عام 1989، وهو اتفاق عربي - دولي أنتج انتخاب رينيه معوض، ثم مباشرة بعد اغتياله، انتخاب إلياس الهراوي. وظل لبنان يعيش في ظل هيمنة سورية، شهدت انتخاب العماد إميل لحود عام 1998 وتمديد ولايته حتى عام 2007.

ميشال سليمان وميشال عون

ويتابع جورج غانم السرد فيشير إلى أنه «في عام 2004، وبعد اجتياح العراق قامت معادلة جديدة في المنطقة، فتمدّدت إيران إلى العراق وازداد نفوذ (حزب الله) في لبنان، وخصوصاً بعد انسحاب الجيش السوري عام 2005»، في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. ومع انتهاء ولاية إميل لحود الثانية، لم يتمكن اللبنانيون من انتخاب رئيس حتى عام 2008 حين كان هناك صعود قطري - تركي في المنطقة. وهكذا، جاء «اتفاق الدوحة» الذي أوصل العماد ميشال سليمان إلى سدة الرئاسة بموافقة سعودية - مصرية بعد «أحداث 7 مايو/ أيار» التي كرّست نفوذ «حزب الله».

وأردف: «لكن اتفاق الدوحة سقط عام 2011 بعدما اندلعت الأزمة السورية، فضرب الشلل عهد الرئيس سليمان، وقد سلّم قصر بعبدا للفراغ عام 2014. وفي ظل التوازن السلبي الذي كان قائماً حينذاك، عاش لبنان فراغاً رئاسياً ثانياً طال لسنتين ونصف السنة في أعقاب تمسك (حزب الله) بمرشحه العماد ميشال عون. ولم تتغير التوازنات إلا بعد وصول الجيش الروسي إلى سوريا عام 2015، و(تفاهم معراب) بين عون ورئيس حزب (القوات اللبنانية) سمير جعجع، وأيضاً تفاهم عون مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. وكانت هذه التفاهمات قد تزامنت مع حياد أميركي بعد التوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران وعشية انتهاء ولاية الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما... ما أدى إلى انتخاب عون رئيساً عام 2016».

غانم يلفت هنا إلى أنه «مع انطلاق عهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بدأ التشدد تجاه إيران والتصعيد ضد (حزب الله)، ولذا بدأ عهد عون يخبو... حتى بدأ يحتضر مع أحداث 17 أكتوبر 2019». ثم يضيف: «ومع انتهاء ولاية عون ترسّخ توازن سلبي بين (حزب الله) وحلفائه من جهة، والقوى المناوئة له من جهة أخرى، الأمر الذي منع انتخاب رئيس خلال العامين الماضيين. لكن هذا التوازن انكسر بالأمس لصالح خصوم إيران السياسيين، وهكذا أمكن انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً جديداً للبلاد».

جوزيف عون

البرلمان اللبناني انتخب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً في التاسع من يناير (كانون الثاني) الحالي بـ99 صوتاً من أصل 128 بعد سنتين وشهرين وعشرة أيام من الفراغ الرئاسي. وحمل «خطاب القسم» الذي ألقاه الرئيس المنتخب عون مضامين لافتة، أبرزها: تأكيده «التزام لبنان الحياد الإيجابي»، وتجاهله عبارة «المقاومة»، خلافاً للخطابات التي طبعت العهود السابقة. كذلك كان لافتاً تأكيده العمل على «تثبيت حق الدولة في احتكار حمل السلاح». ولقد تعهد عون الذي لاقى انتخابه ترحيباً دولياً وعربياً، أن تبدأ مع انتخابه «مرحلة جديدة من تاريخ لبنان»، والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للبنان.

خشّان: كل رؤساء لبنان يأتون بقرار خارجي ويكتفي البرلمان بالتصديق عليهم

دولة ناعمة

الدكتور هلال خشّان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، رأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه ليس خافياً على أحد أن «كل الرؤساء في لبنان يأتون بقرار خارجي، ويكتفي البرلمان اللبناني بالتصديق على هذا القرار بعملية انتخابهم»، ويضيف أن «لبنان عبارة عن دولة ناعمة تعتمد على الخارج، وهي مكوّنة من مجموعة طوائف تحتمي بدول عربية وغربية».

وتابع خشّان أن «مفهوم الدولة ركيك وضعيف في لبنان، والقسم الأكبر من اللبنانيين لا يشعرون بالانتماء للبلد. والمستغرب هنا انتخاب رئيس من دون تدخلات خارجية وليس العكس... لأنه واقع قائم منذ الاستقلال». ويشرح: «فرنسا كانت للموازنة الأم الحنون، والسُّنّة كانوا يرون مرجعيتهم جمال عبد الناصر ومنظمة التحرير الفلسطينية، ومن ثم المملكة العربية السعودية. أما الشيعة فمرجعيتهم الأساسية إيران».

هزيمة «حزب الله»

وفق خشّان، «هزيمة (حزب الله) العسكرية نتج عنها هزيمة سياسية، وخصوصاً بعد سقوط نظام الأسد وفصل لبنان عن إيران جغرافياً، أضف إلى ذلك أن الحزب يتوق إلى إعادة إعمار مناطقه المدمّرة، ويدرك أنه لا يستطيع ذلك دون مساعدة خارجية... لقد استدارت البوصلة اللبنانية 180 درجة نحو أميركا ودول الخليج، كما سيكون هناك دور أساسي تلعبه سوريا، تحت قيادتها الجديدة، في المرحلة المقبلة».

وهنا تجدر الإشارة، إلى أن لبنان شهد منذ 17 سبتمبر (أيلول) الماضي تطوّرات وأحداثاً استثنائية قلبت المشهد فيه رأساً على عقب. وبدأ كل شيء حين فجّرت إسرائيل أجهزة «البيجر» بعناصر وقياديي «حزب الله» ما أدى إلى قتل وإصابة المئات منهم. ثم عادت وفجّرت أجهزة اللاسلكي في اليوم التالي ممهِّدة لحربها الواسعة. ويوم 23 سبتمبر باشرت إسرائيل حملة جوية واسعة على جنوب لبنان، تزامنت مع سلسلة عمليات اغتيال خلال الأيام التي تلت وطالت قياديي ومسؤولي «حزب الله» وتركزت في الضاحية الجنوبية لبيروت. وبدأت الاغتيالات الأكبر في 27 سبتمبر مع اغتيال حسن نصر الله، أمين عام «حزب الله»، وتلاه اغتيال رئيس المجلس التنفيذي للحزب، هاشم صفي الدين، في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. كما أنه في يوم 1 أكتوبر بدأت تل أبيب عملياتها العسكرية البرّية جنوباً قبل أن تطلق يوم 30 من الشهر نفسه حملة جوية مكثفة على منطقة البقاع (شرقي لبنان).

وتواصلت الحرب التدميرية على لبنان نحو 65 يوماً، وانتهت بالإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار يوم 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ولقد سمح هذا الاتفاق للجيش الإسرائيلي بمواصلة احتلال قرى وبلدات لبنانية حدودية على أن ينسحب منها مع انتهاء مهلة 60 يوماً.

ولكن، خارج لبنان، تواصلت الصفعات التي تلقاها المحور الذي تقوده إيران مع بدء فصائل المعارضة السورية هجوماً من إدلب فحلب في 28 أكتوبر انتهى في ديسمبر (كانون الأول) بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وعلى الرغم من إعلان أمين عام «حزب الله» الحالي، الشيخ نعيم قاسم، أن حزبه سيساند النظام في سوريا، فإنه صُدم بسرعة انهيار دفاعات الجيش السوري، ما أدى إلى سحب عناصره مباشرة إلى الداخل اللبناني، وترك كل القواعد التي كانت له منذ انخراطه في الحرب السورية في عام 2012.

وأخيراً، في منتصف ديسمبر، أعلن قاسم صراحة أن «حزب الله» فقد طرق الإمداد الخاصة به في سوريا... أي آخر انقطاع طريق بيروت - دمشق.