«يوم عصيب»، أقرب وصف ليوم مضى على الجنرال الهولندي باتريك كومارت رئيس لجنة إعادة الانتشار، وفريقه في الحديدة، أمس، إذ بدأ بعرقلة وصوله إلى مقر اجتماع مع الحكومة اليمنية وتقييد الحوثيين حركته وفق تقارير وتصريحات من الحكومة اليمنية، وانتهى برصاصة في إحدى السيارات الأممية التي كانت تقلّه وفريقه، طبقاً لما ذكرته الأمم المتحدة.
عادت الذاكرة اليمنية، أمس، إلى ذلك اليوم الذي حاولت فيه ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران الهجوم على المبعوث الأممي إلى اليمن السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في صنعاء. كانت تلك آخر زيارة لولد الشيخ إلى صنعاء في مايو (أيار) 2017، إذ حاصر مسلحو الجماعة الحوثية موكبه بعد خروجه من المطار وأطلقوا عليه النار، ما اعتُبر حينها محاولة لاغتياله من قبل الجماعة وتعبيراً عن رفضها استمراره في مهمته الأممية.
ويقول يمنيون إنهم يخشون من التصرفات الحوثية الخارجة عن القانون والمستفزة للجنرال، والتي تطابق في بداياتها ما كانوا يتخذونه مع ولد الشيخ الذي أعلن في آخر تصريحاته بعد تسلمه المنصب أن الحوثيين هم الطرف المعرقل للحل السياسي في اليمن.
وقالت الأمم المتحدة، أمس، إن كومارت آمن «بعد أنباء عن واقعة إطلاق نار»، في الوقت الذي نقلت فيه «رويترز» عن مصدر يمني القول: «إن قافلة رئيس الفريق باتريك كومارت تعرضت لإطلاق نار في أثناء زيارة منطقة خاضعة لسيطرة التحالف»، واتهم الحوثيين المتحالفين مع إيران بإطلاق النار. وقال مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة على «تويتر»: «باتريك كمارت وفريقه في أمان بالحديدة بعد أنباء عن واقعة إطلاق نار».
وطبقاً لموقع أخبار الأمم المتحدة، ذكر المتحدث ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن كومارت «كان في اجتماع مع ممثلي الحكومة اليمنية في لجنة التنسيق، وعند مغادرته مع فريقه تعرضت سيارة مصفحة عليها شارة الأمم المتحدة، لإطلاق نيران أسلحة صغيرة»، وأضاف في الإيجاز الصحافي اليومي أن «الفريق عاد إلى قاعدته من دون وقوع أي حوادث أخرى»، مشيراً إلى «عدم تلقي معلومات عن مصدر إطلاق النار». وكرر الجنرال الهولندي مناشدته الالتزام بالهدوء وتعزيز وقف إطلاق النار من كل الأطراف من أجل مصلحة جميع اليمنيين.
ومنذ بداية اليوم، أفصح مسؤول يمني عن أن جماعة الحوثي منعت الجنرال من الاجتماع بممثلي الجانب الحكومي الخاص بإعادة الانتشار. ومن جانبه غرّد العميد عسكر زعيل، عضو فريق الحكومة اليمنية الذي شارك في مشاورات السويد، في حسابه على «تويتر» قائلاً إن الحوثيين، يقومون حتى اللحظة (نحو الساعة الثانية ظهراً بالتوقيت المحلي)، «بمنع الجنرال باتريك من التحرك من جانب الفندق المقيم فيه إلى الاجتماع مع الفريق الحكومي في مجمع إخوان ثابت في مدينة الحديدة». مضيفاً أن «الاجتماع كان مقرراً عقده الساعة 11 صباح اليوم، وأنه منذ ذلك الحين حتى اللحظة ممنوع من التحرك». وطالب الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث، بتوضيح مَن هو المعرقل لعملية السلام واتفاق الحديدة. وفي الساعة الثالثة و53 دقيقة بالتوقيت المحلي قال مصدر حكومي يمني إن الجنرال وصل إلى مقر الفريق لعقد الاجتماع.
يأتي ذلك بعد أيام من اتهام الحوثيين لكومارت بعدم إحرازه أي تقدم في الحديدة على صعيد تنفيذ اتفاق استوكهولم، وأن ذلك يعود بالأساس إلى خروجه عن مسار الاتفاق، بتنفيذ أجندة أخرى، دون أن يصدر تعليق من قبل رئيس لجنة إعادة الانتشار حتى اليوم.
وطيلة أسبوع مضى تدرج الحوثيون في الهجوم الإعلامي ضد الجنرال، حيث دعت قيادات حوثية على مستوى وزير بطرده سيما بعد رفض الأخير مسرحية الانسحاب الحوثية من ميناء الحديدة وتسليم قوات تابعة للجماعة مسؤولية أمن الميناء وهو ما يخالف اتفاقية استوكهولم.
وكان كومارت قد اجتمع لعدة مرات مع ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين في الحديدة، قبل أن يرفض الحوثيون لقاءه بعد اتهامه بالانحياز لصالح الحكومة اليمنية والتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
نجاة «جنرال الحديدة» الهولندي من نيران حوثية
نجاة «جنرال الحديدة» الهولندي من نيران حوثية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة