130 ألف يمني تمكنوا من أداء العمرة في 3 أشهر

TT

130 ألف يمني تمكنوا من أداء العمرة في 3 أشهر

نور محمد (55 عاماً) مواطنة يمنية ضمن عشرات الآلاف من اليمنيين الذين استطاعوا تأدية مناسك العمرة هذا العام لأول مرة في حياتهم بعد سنوات طويلة من الانتظار، بعد تسهيلات قدمتها السلطات السعودية، رغم ظروف الحرب التي يمر بها اليمن بعد استيلاء الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً على مؤسسات الدولة.
تقول نور التي جاءت من قرية صغيرة بمحافظة شبوة (جنوب شرقي اليمن) والتقتها «الشرق الأوسط» إن «الأمر يبدو خيالاً، لا يمكنني تصديق أنني في مكة المكرمة وأنني بعد أيام سأكون في مسجد الرسول، بالمدينة المنورة، لقد انتظرتُ هذا الحلم عقوداً».
وتضيف: «كان ضرباً من المستحيل بالنسبة لي الوصول إلى هذا المكان، لكن بعد تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة وتخفيض الأسعار تحقق الحلم أخيراً، هناك العشرات من قريتي والقرى المجاورة تهافتوا على زيارة المشاعر المقدسة».
وتُعدّ التسهيلات السعودية عنصراً مؤثراً في تمكين آلاف اليمنيين من مختلف المشارب والمناطق من زيارة الأماكن المقدسة، وهو ما يؤكد الدور الإنساني لها داخل اليمن، كما تصف ذلك نور محمد، حيث تؤسس السعودية لمشاريع وبرامج لإعادة الإعمار في مناطق كثيرة في الجمهورية.
وأكد الدكتور أحمد عطية وزير الأوقاف اليمني أن أكثر من 130 ألف يمني أدَّوا مناسك العمرة خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وقال عطية في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن أربعة عوامل رئيسية ساعدت هذه الأعداد في الإقبال على العمرة، أولها الانخفاض الكبير في الأسعار حيث كانت بـ3000 ريال سعودي وأصبحت بـ300 ريال فقط، وتابع: «في السابق كانت العمرة بأسعار مكلفة لليمني، الآن فتحنا نحو 260 مكتباً ووكالة حج وعمرة في مختلف مناطق اليمن التي تحت سيطرة الشرعية أو الحوثيين بعيداً عن الجانب السياسي، وهو توجه السعودية كذلك، إلى 300 ريال حالياً فقط».
العامل الثاني بحسب الوزير هو مدة العمرة التي أصبحت شهراً كاملاً بعد أن كانت 15 يوماً فقط، يضيف: «الأمر الثالث: كانت التأشيرة تُلصَق على الجواز بعد أن يُودَع في السفارة السعودية، أما الآن تأشيرة إلكترونية تُطبّق لأول مرة في اليمن، وتُرسَل خلال خمس دقائق، والعامل الرابع هو أن العمرة الآن سياحية فبعد أن كانت محصورة في مكة المكرمة والمدينة المنورة المعتمر، فاليوم بالإمكان التجول في أي منطقة من مناطق المملكة».
ولفت الدكتور أحمد إلى أن العمرة كانت مغلقة منذ سنوات بسبب الحرب التي فرضتها ميليشيات الحوثي الانقلابية، وأردف: «بعد تسلمي مهام الوزارة قبل عامين حققنا نجاحات طيبة حتى وصلنا إلى المرتبة الأولى من بين 165 دولة في مجال المسار الإلكتروني بعد أن كنا في المرتبة 110، بعدها فتحنا مع الأشقاء في المملكة رغبتنا في تفعيل نظام العمرة، وفتحها للمواطنين اليمنيين، وحصل تجاوب كبير ومنقطع النظير منهم».
وكشف وزير الأوقاف اليمني أن 90 في المائة ممن دخلوا للعمرة لأول مرة يدخلون السعودية بعد حصار الميليشيات الحوثية وعبثهم بالبلاد، حتى أصبحت العمرة لمَّ شملٍ لليمنيين والأسر اليمنية في السعودية مع آلاف ممن لم يستطيعوا زيارة اليمن، هذه التسهيلات التي قدمها الأشقاء السعوديون دفعت اليمنيين للإقبال على العمرة بشكل منقطع النظير من كل مناطق اليمن دون تمييز، وتحت شعار «الحج والعمرة عبادة وتقديس لا شعارات وتسيس».
ولفت عطية إلى أن كل هذه الأعداد تأتي عبر منفذ بري وحيد يعمل بين البلدين، هو منفذ الوديعة، وأضاف: «علينا الأخذ بعين الاعتبار أن هذا المنفذ إغاثي وعسكري وتجاري وللمعتمرين والمقيمين، هناك جهود جبارة تُبذل من الجانب السعودي واليمني، ونقدر تقديراً عالياً أن المملكة فتحت العمرة طوال العام ونحن في حالة حرب».
وبعد تدفق الآلاف وازدحام حافلات المعتمرين في المنفذ اليمني، أوضح وزير الأوقاف أنه تم إيقاف إصدار تأشيرات العمرة مؤقتاً لتخفيف الزحام على المنفذ، ثم سيعاد إصدارها لكن بطريقة مقننة ومنظمة لئلا يحدث أي انتظار في المنفذ الحدودي. وقال: «هناك نحو 10 آلاف معتمر لديهم في اليمن تأشيرات جاهزة، ولن نعطي تأشيرات جديدة حتى يدخل هؤلاء، ثم سنستأنف إصدار التأشيرات عبر آلية جديدة لدخول المعتمرين بشكل منظم».
ووفقاً للوزير، فهناك التزام كامل من المعتمرين بالعودة إلى اليمن خلال الفترة المحددة وهي شهر، قائلاً: «من 130 ألف معتمر عدد المتخلفين لا يتجاوز 50 شخصاً، وأغلبهم في المستشفيات لظروف صحية فقط، وقد كانت تجربتنا في موسمي الحج الماضيين متميزة، إذ إن نسبة التخلف كانت صفراً من أصل 25 ألف حاج يمني».
وتوقع الدكتور أحمد عطية أن يؤدي نصف مليون يمني العمرة حتى شهر رمضان المقبل، مبيناً أن التوقعات كانت 200 ألف فقط خلال الفترة ذاتها، لكن «التسهيلات غير المسبوقة التي قدمتها السعودية لكل اليمنيين دون تمييز دفعت الآلاف لاغتنام الفرصة وأداء العمرة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.