مصدر حكومي يمني يتهم ألمانيا بأفعال «غير ودية» تجاه بلاده

TT

مصدر حكومي يمني يتهم ألمانيا بأفعال «غير ودية» تجاه بلاده

انعقد في برلين، اليوم، مؤتمر دولي حول اليمن غاب عنه طرفا الصراع، وأُوصدت أبوابه أمام الصحافيين الذين سُمح لهم بدخول قاعة الاجتماع لدقائق قليلة قبل بدئه، ثم طُلبت منهم المغادرة. واعتبر مصدر حكومي يمني أن ألمانيا «تقوم بأعمال غير ودية بحق اليمن والشعب اليمني عبر هذا التصرف».
«الشرق الأوسط» سألت متحدثاً باسم الخارجية الألمانية عن سبب عدم توجيه دعوة إلى أي طرف يمني، فأجاب قائلاً إن «اجتماعاً جمع الشركاء الدوليين والمانحين واللاعبين الأساسيين بهدف دعم جهود الأمم المتحدة ولكي يتم اتخاذ خطوات إضافية تؤدي إلى عملية السلام»، مضيفاً أن «المحادثات بين أطراف النزاع تتم تحت إشراف مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث الذي يحظى بدعمنا الكامل».
لكن هذه الجهود الألمانية تركت وراءها تساؤلات في الأوساط الدبلوماسية اليمنية، إذ أكد مصدر حكومي يمني أنه لم يتم التنسيق مع الحكومة اليمنية ولم يحضر أي ممثل عنها.
وشارك وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، في اللقاء إلى جانب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، ومنسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي.
وإلى جانب الأمم المتحدة، شارك في اللقاء ممثلون عن الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية بشكل منفرد من بينها بريطانيا إضافةً إلى الولايات المتحدة. ومن الجانب العربي حضر ممثلون عن مركز الملك سلمان للإغاثة، إضافة إلى ممثلين من الكويت والإمارات وسلطنة عمان.
وقالت مصادر من داخل الاجتماع لـ«الشرق الأوسط»، إن اللقاء لم يطرح أي أفكار جديدة بل اكتفى بعرض المشكلة الإنسانية وناقش دور المبعوث الأممي، إضافةً إلى ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر استوكهولم حول الحديدة قبل بضعة أسابيع. وأضاف أن المجتمعين أكدوا دعم اتفاق استوكهولم وضرورة حث الأطراف على الالتزام به. وأشارت المصادر إلى أن اللقاء كان «مختصراً» وتزامن مع تسلم ألمانيا مقعدها في مجلس الأمن الدولي بعد أن انتُخبت لملء الكرسي في الصيف الماضي طوال عامي 2019 و2020.
وأعلن ماس خلال المؤتمر حسب صحف ألمانية، عن التزام بلاده بتقديم دعم مادي يبلغ 4 ملايين ونصف المليون يورو للجهود الإنسانية في صندوق للأمم المتحدة. وقبل اللقاء وفي كلمته أمام الصحافيين، قال ماس إن اللقاء هدفه البناء على مؤتمر استوكهولم والدفع نحو تحقيق نتائج ملموسة.
وأبدى غريفيث تفاؤله في بداية اللقاء بنتائج مؤتمر استوكهولم الذي وصفه بأنه يمثل «بداية نهاية» الحرب في اليمن بعد اتفاق الأطراف على وقف القتال في الحديدة، رغم عدم تطبيقه فعلياً على الأرض. وقال غريفيث إن الحكومة الألمانية تبذل جهدها لمساعدة الأمم المتحدة على تطبيق الاتفاق عبر جمع المانحين الدوليين في برلين.
واعتبرت ليز غراندي أن إيصال المساعدات إلى من هم في أشد الحاجة إليها هي «المهمة الأولى في الوقت الحالي»، مشيرةً إلى أن حياة نحو 10 ملايين يمني معرضة للخطر في حال لم يتلقوا مساعدات. وأضافت: «نحن بحاجة إلى أن يتحقق السلام وإلا سيموت الكثيرون» بسبب استمرار الصراع.
وكان ماس قد أصدر بياناً قبل يوم من اللقاء وصف فيه اتفاق استوكهولم بأنه «اختراق» لأنه جمع طرفي الصراع وتوصلا إلى اتفاق. وأضاف أن «خطوات مبدئية تم اتخاذها في الحديدة إلا أن هناك المزيد من الخطوات التي يجب تطبيقها تحت قيادة الأمم المتحدة لتحقيق المزيد من التقدم». وشدد على دعم ألمانيا لهذه الجهود، مضيفاً أنه لهذه الأسباب تم تنظيم مؤتمر دولي دُعي إليه «شركاء ولاعبون أساسيون». ودعا إلى ضرورة تقديم المساعدات المالية اللازمة للوصول إلى السلام، وقال في البيان: «علينا العمل لجعل الدعم الدولي لعملية السلام القادمة بناءً وقوياً، وهذا يتضمن ضمان ألا يعرقل غياب التمويل والإجراءات الإدارية الطويلة، أي تقدم يمكن أن يتحقق».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».