مصر: صرف 21 مليون جنيه إعانات لأهالي شمال سيناء

مدبولي تلقى تقريراً بشأن الخدمات المقدمة لهم

TT

مصر: صرف 21 مليون جنيه إعانات لأهالي شمال سيناء

أعلنت رئاسة مجلس الوزراء المصري، أمس، أن الحكومة منحت أكثر من 21 مليون جنيه مصري (1.1 مليون دولار تقريباً) إعانات نقدية لصالح نحو 12 ألف أسرة من المتضررين اقتصاديا ومعدومي الدخل وأصحاب المعاشات التأمينية المقيمين بالشيخ زويد ورفح وبئر العبد والحسنة والعريش بشمال سيناء، عن الفترة من يوليو (تموز) وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) الماضيين.
وينفذ الجيش المصري منذ سنوات عمليات متواصلة في شمال سيناء لمطاردة مجموعات من المتطرفين (أغلبهم من المنتمين لتنظيم داعش)، وأطلقت القوات المسلحة والشرطة، في منتصف فبراير (شباط) الماضي، عملية أطلقت عليها اسم «المجابهة الشاملة» لاستعادة الأمن في المحافظة ذات الطبيعة الجبلية والكثافة السكانية المحدودة، وعدد من المحافظات. وأفادت الحكومة المصرية، أمس، بأنها صرفت تعويضات «للسائقين والصيادين والعمالة غير المنتظمة ومعاشات استثنائية للمصابين وأسر الشهداء وحالات الإصابة والوفاة لصالح 3563 أسرة». وتلقى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أمس، تقريراً حول الخدمات المقدمة لأهالي شمال سيناء في شهر نوفمبر الماضي، خلال العملية الشاملة «سيناء 2018». وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعلن نهاية فبراير الماضي أن تكلفة تنمية وتطوير سيناء ستصل إلى 275 مليار جنيه مصري (15.4 مليار دولار)، وقال حينها إنه «رقم ضخم يستلزم تكاتف كل المصريين من أجل المساهمة في توفيره»، ودعا «جميع المواطنين ورجال الأعمال من أبناء مصر الشرفاء إلى التبرع لصندوق (تحيا مصر) باعتباره الوعاء القائم بالفعل الذي يمكن من خلاله المساعدة في التمويل اللازم لتنمية سيناء، تلك التنمية التي تعد مسألة أمن قومي لمصر بالدرجة الأولى».
وصرح المستشار نادر سعد المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأن التقرير الوارد من محافظة شمال سيناء، أشار إلى أنه تم توزيع 55182 شنطة مدرسية من إجمالي 60000 شنطة مقدمة من «اليونيسيف» لطلبة المدارس الابتدائية بالمحافظة. وأوضح التقرير أنه «في مجال النقل الداخلي والخارجي، توفير 15 أتوبيس نقل داخلي لنقل المعلمين والطلبة والمواطنين، كما تم توفير 4 أتوبيسات لنقل مرضى الغسيل الكلوي وذوي الاحتياجات الخاصة إلى مستشفى العريش وأماكن عملهم؛ للتخفيف من أعبائهم»، مشيرا إلى أنه تم فتح الطريق للسفر من وإلى مدينة العريش على مدار الأسبوع ودون تنسيق سابق. وأشار التقرير إلى تطبيق منظومة الوقود لتموين السيارات الداخلية والخارجية والتروسيكلات وسيارات الحكومة، وفي الوقت نفسه، تم فتح محطة وقود غاز طبيعي للسيارات؛ للتخفيف عن المواطنين وتسهيل الحركة. وبشأن الجهود المبذولة في مجال الأمومة والطفولة، نوّه التقرير بقيام المحافظة بتنظيم زيارات منزلية ميدانية لأربع أسر من خلال المجلس القومي للسكان للتوعية فيما يخص الأسرة والطفل، وتم التصديق على زواج 19 أسرة، فضلا عن الانتهاء من حصر عدد الأطفال ساقطي القيد غير المسجلين بتجمعات قرى بئر العبد، إضافة لتنفيذ 4 قوافل طبية في مختلف التخصصات بمركز بئر العبد. وأوضح التقرير أنه تم إنفاق 305 آلاف و950 جنيها من ديوان عام المحافظة خلال شهر نوفمبر؛ عن طريق المنح والمساعدات المالية لحالات إنسانية بلغ عددها 367 حالة، كما تم إنفاق 170 ألفا و600 جنيه لصالح 853 طالبا من طلاب جامعة العريش من المنقولين من الشيخ زويد ورفح، للإقامة بالمدينة الجامعية، وذلك في إطار بروتوكول التعاون بين المحافظة وجامعة العريش.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.