كازاخستان تعلن عن إعادة أول مجموعة مواطنين «زوجات وأطفال دواعش» من سوريا

مساعدة في العملية قدمتها «دول إقليمية صديقة»

TT

كازاخستان تعلن عن إعادة أول مجموعة مواطنين «زوجات وأطفال دواعش» من سوريا

أعلن الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزار باييف عن إعادة 47 مواطنة ومواطناً كازاخياً من سوريا، وقالت وسائل إعلام محلية إن القوات الخاصة الكازاخية نفذت عملية إعادة عشرات المواطنات مع أطفالهن من سوريا، فضلاً عن بعض المواطنين «الرجال» الذين يواجهون تهمة «الانضمام إلى تنظيمات إرهابية»، من أصل نحو 500 مواطن كازاخستاني تقول تقارير إنهم سافروا إلى سوريا والعراق، والتحقوا هناك بالجماعات الإرهابية. وأشارت التقارير الإعلامية إلى مساعدة في العملية قدمتها «دول إقليمية صديقة»، في إشارة على الأرجح إلى روسيا.
وكان نزار باييف أعلن عن إعادة المواطنات الكازاخيات وأطفالهن في بيان رسمي عبر شاشات التلفزة المحلية، التي نقلت وقائع اجتماع مع كبار المسؤولين في الدولة، يطلعهم فيه الرئيس على العملية، وقال: «يوم 6 يناير (كانون الثاني) الحالي، وبناء على تعليمات أصدرتُها للأجهزة الأمنية ووزارة الخارجية الكازاخية، تم إجلاء 47 مواطناً كازاخياً بينهم 30 طفلاً من سوريا». وعبّر عن قناعته بأن هؤلاء المواطنين «تم نقلهم إلى البلد الذي يعيش حالة نزاع عبر الخداع»، وأنهم كانوا محتجزين «رهائن» لدى الإرهابيين.
وأكد أن السلطات قدّمت للمواطنات العائدات وأطفالهن مختلف أشكال الدعم والمساعدة فور وصولهم إلى الأراضي الكازاخية، وقال: «هؤلاء الأبرياء الذين وجدوا أنفسهم في موقف معقد شعروا بسعادة لا حدود لها لإنقاذهم»، ولفت إلى أنهم سيخضعون طيلة شهر لعملية إعادة تأهيل، مشدداً على أن هذه التدابير ستساعد على الحيلولة دون تكرار وضع كهذا. وأكد في ختام البيان: «كازاخستان تدعم مواطنيها دوماً وأينما كانوا، مهمتنا الرئيسية ضمان أمن والدفاع عن سلامة ووحدة البلاد. سنواصل العمل على إعادة الأطفال الموجودين في منطقة العمليات القتالية دون إرادة منهم».
ولم يكشف الرئيس الكازاخي في بيانه عن تفاصيل تلك العملية، لكن موقع الرئاسة الكازاخية على الإنترنت عرض في نهاية «البيان الرئاسي» مقاطع فيديو تُظهر بعض تفاصيل العملية، وتحديداً الطائرة وهي في المطار الكازاخي، تمام الساعة العاشرة والنصف صباح يوم 5 يناير، يدخل إليها عدد كبير من رجال الأمن بزي عسكري للوحدات الخاصة. ومن ثم يعرض مقطع الفيديو بعض المشاهد من مدرج مطار في سوريا، دون ظهور معالم تساعد على تحديده، ويظهر جانب مكان توقف الطائرة عناصر الأمن يقتادون رجالاً مقنّعين ومكبلين إلى الطائرة يُرجّح أنهم من المواطنين الذين انضموا إلى تنظيم «داعش». ويظهر على الشاشة توقيت «19:30» أي السابعة والنصف مساء، وهو موعد إقلاع الطائرة عائدة من سوريا. ومن ثم تنتقل الكاميرا إلى داخل الطائرة في رحلة العودة، وتظهر مواطنات كازاخيات محجبات ومنقبات، فضلاً عن عدد من الأطفال، بعضهم يتحدث اللغة الكازاخية. وفي الختام مشاهد وصولهم إلى كازاخستان تمام الساعة الثانية وعشر دقائق فجر يوم 6 يناير.
وعرضت قناة «كيه تي كيه» التلفزيونية الكازاخية تقريراً على موقعها الرسمي حول إعادة المواطنين الكازاخيين من سوريا، ظهرت فيه الطائرة وعلى متنها نساء منتقبات ومحجبات وعدد من الأطفال ورجال أمن. وقالت القناة في التقرير إن عناصر من الأجهزة الأمنية الكازاخية الخاصة، أي «الاستخبارات»، اتجهوا إلى سوريا على متن طائرة، بينما كانت البلاد في عطلة بعد احتفالات عيد رأس السنة. وكشفت أنهم انطلقوا على متن طائرة من مدينة أكتاوا.
وأشارت إلى أنهم حملوا معهم كذلك بعض المواد الأساسية لتقديمها للمواطنين في رحلة العودة، مثل الطعام والماء وألعاب للأطفال وما إلى ذلك. وتوقفت القناة عن الرجال الذين أعادهم الأمن الكازاخي من سوريا، وقالت إن «عناصر الأمن لم يتعاملوا مع هؤلاء الرجال بأسلوب تعاملهم مع النساء والأطفال. ووضعوا أقنعة على رؤوسهم، وقيدوهم، لأنه في معظم الحالات تكون رغبتهم سبب توجّه زوجاتهم معهم إلى بلد غريب، حيث يدور قتال منذ 8 سنوات». وفور وصولهم تم نقل المواطنات الكازاخيات وأطفالهم إلى مركز حجر صحي، حيث يعمل معهم أطباء وعلماء نفس يساعدونهم على التكيُّف مع الحياة الطبيعية، ويشرحون لهم أنهم الآن في وطنهم ولم يعد لديهم ما يخشونه «طالما التزموا بالقانون».
وعرض التقرير حديث واحدة من المواطنات العائدة، كانت تقول: «أنا مدينة بالكثير لكازاخستان، لا أعرف هل أبكي أم أضحك. أشعر بالصدمة، أشعر كما لو أنني خنتُ بلدي، لكن بلدي لم يتخلّ عني». وقالت القناة إن «مقطع فيديو العملية الذي استمر 7 دقائق سبقته أشهر طويلة من التحضيرات للعملية، ذلك أن إعادة الناس من بلد تنتشر فيها الحرب ليس بالأمر السهل»، وكشفت عن جانب من دور لعبته «دول صديقة» في العملية، ووجه لها نزار باييف الشكر على ذلك، وتحديداً قامت تلك الدول أو الدولة، بضمان السلامة الجوية للطائرة الكازاخية أثناء رحلتها إلى ومن سوريا.
ويرجح أن الحديث يدور عن روسيا التي تسيطر عمليا على الأجواء السورية. وفي ختام تقريرها أشارت قناة «كيه تي كيه» إلى أن هذه العملية لن تكون الأخيرة، وأن الأمر يتعلق قبل كل شيء بإعادة الأطفال من مناطق النزاع، وقالت: «وفق بيانات العام الماضي يوجد في سوريا والعراق نحو 400 رجل وامرأة وأكثر من 500 طفل من كازاخستان».


مقالات ذات صلة

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.