الرئيس المصري يطلق أضخم توسعة في قناة السويس

17 شركة تعمل على تنفيذ المشروع تحت إشراف القوات المسلحة

الرئيس المصري يطلق أضخم توسعة في قناة السويس
TT

الرئيس المصري يطلق أضخم توسعة في قناة السويس

الرئيس المصري يطلق أضخم توسعة في قناة السويس

أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الثلاثاء) تدشين مشروع محور قناة السويس.
وأعلن رئيس هيئة قناة السويس أن مصر ستطلق مشروعا لحفر قناة جديدة بطول 72 كيلومترا في إطار مشروع للتنمية في منطقة القناة الحالية، وذلك بتكلفة تبلغ أربعة مليارات دولار.
وقال مهاب مميش في حفل بمدينة الإسماعيلية: «سيجري إنشاء قناة السويس الجديدة موازية للقناة الحالية بإجمالي طول 72 كيلومترا منها 35 كيلومترا حفر جاف و37 كيلومترا توسعة وتعميق لقناة السويس».
ويبلغ طول قناة السويس نحو 190 كيلومترا، الأمر الذي يجعل القناة الجديدة فرعا للقناة الأصلية بطول 72 كيلومترا.
وحضر الرئيس السيسي احتفال إطلاق هذا المشروع الضخم برفقة لفيف من الوزراء وكبار رجال الدولة.
وفي كلمة له بهذه المناسبة التي تتزامن مع الذكرى 58 لتأميم قناة السويس، شدد السيسي على أن موقف القوات المسلحة من هذا المشروع لم يتغير عن موقفها منه قبل ذلك، في إشارة إلى ملاحظات أبداها الجيش على مقترحات سابقة لهذا المشروع خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسي.
وأوضح أن مراعاة الأمن القومي في الموافقة على مثل هذه المشروعات هي المحدد الرئيس للمضي قدما في تنفيذها.
وشدد الرئيس السيسي على أن حفر القناة الجديدة لا بد أن يكون بسواعد وتمويل المصريين فقط، وذلك بطرح أسهم وسندات للبنوك المصرية والمواطنين المصريين فقط.
وأشار إلى أن «سيناء لها وضع حساس» ولا بد أن تكون هذه النقطة حاضرة دائما في أذهان المصريين.
وأوضح السيسي أن هناك 17 شركة وطنية مدنية ستعمل تحت إشراف مباشر من القوات المسلحة لتنفيذ المشروع.
وأكد أن هناك من يريد «هدم المنطقة وهذا مقلق». وقال: «لن نسمح لأحد أن يهدم مصر مهما كان في الداخل أو الخارج، ولا أحد يمكن أن يهزم شعبا».
وقال السيسي إنه يجري تسهيل جميع الإجراءات حول أوضاع العمالة المصرية في ليبيا، وأعلن أنه لن يكون هناك مشكلات في أي شيء يخص المصريين هناك.
وأوضح أن «الأحداث التي تقع في ليبيا تلزمنا أن نكون على قدر من الحذر وحماية أمننا القومي»، مطالبا المصريين بأن يكونوا على قلب رجل واحد.
ووجه الرئيس المصري حديثه إلى الإعلام، قائلا: «لديك مسؤولية عظيمة جدًا»، مستشهدا بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وقال: «كان محظوظا لأنه كان يتكلم والإعلام معه»، مشيرا إلى ضرورة الوعي الإعلامي والمسؤولية الكبيرة الملقاة عليه، مطالبا بالمساعدة في «معركتنا للنهوض بالدولة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.