شاشة الناقد: A Fortunate Man

لقطة من «رجل محظوظ»
لقطة من «رجل محظوظ»
TT

شاشة الناقد: A Fortunate Man

لقطة من «رجل محظوظ»
لقطة من «رجل محظوظ»

A Fortunate Man
> إخراج: بيل أوغست.‬
> تمثيل: إسبن سمِد، تامي أوست، جولي كرستنسن، بنجامين كيتر.
> دراما تاريخية
دنمارك - 2018
> تقييم: (وسط)

العنوان الأصلي للفيلم هو Lykke‪ - ‬Per تعني كلمة Lykke بالدنماركية حالة جامعة بين حسن الحظ والسعادة. ربما هي النشوة الناتجة من الشعور بأن كل شيء على ما يرام، وأن النجاح المحقق سيستمر. لكن، وفي نهاية هذا الفيلم، سنجد بير (إسبن سمِد، وقد عاد إلى بلدته الصغيرة التي جاء منها غير سعيد، مدركاً أنه ربما لم يكن راغباً في أن يكون سعيداً في مدينة كبيرة ككوبنهاغن.
فيلم المخرج الجيد دوماً (وإن تفاوتت مستويات أعماله) بيل أوغست مقتبس عن قصة طويلة وضعها الروائي هيريل بونتوبيدان ما بين عامي 1898 و1904. وحسب ما ذكره المخرج لي حين التقيته مؤخراً، فإنه ومن شاركه كتابة السيناريو (أندرس أوغوست) أمضيا وقتاً عصيباً في تلخيص ملحمة وضعها مؤلفها في ثمانية أجزاء، وكان لا بد من إيجازها في ساعتين ونصف الساعة.
إذا كان ذلك صعباً، فإن تلخيص الفيلم هنا هو أصعب، لكن النبذة التي قد تفي بغاية التعريف هي أن الشاب بير ترك قريته ووصل إلى العاصمة الدنماركية في أحداث تقع في أواخر القرن التاسع عشر وفي باله الابتعاد عن سطوة أبيه المتدين والقاسي، وتحقيق مشروع هندسي يدر عليه الشهرة والمال. يتعرف، في هذا الصدد، على ثري يهودي يؤمّن له التمويل اللازم وفي خضم ذلك يقع في حب ابنته وسط دوامة من العلاقات والطموحات والتفاوت الاجتماعي بين الطبقات.
كل ذلك يمر في جماليات التنفيذ المشبع بتصميم عناصر الزمان والمكان بدقة. لكن المشكلة هي أن معالجة المخرج تأتي فاترة في أكثر من موقع. معالجة يشوبها القليل من الحيوية والكثير من السرد الخالي من الاهتمام الذاتي على النحو الذي وجدنا عليه معظم أفلام أوغوست السابقة (مثل «بيل القاهر» أو «قطار ليلي إلى لشبونة» قبل أعوام قليلة).
للأسف، تبدو الأجواء الأسرية في الفيلم «كليشيهات» مرتبة حسبما يحتاج إليه المشهد من مشاعر أو دلالات. منفذة بفعل التقليدي والسائد والمناسب لإنتاج تلفزيوني أكثر منه لفيلم ينتمي إلى قرارات فنية وإبداعية.
هذا على الرغم من أن الدراما ذاتها مثيرة للاهتمام؛ فبطلها الشاب إذ يبحث عن النجاح ويجده في كنف عائلة يهودية (تكاد تكون مثالية) يحاول التقدم على جبهتين، هما جبهة العمل وجبهة الحب والنجاح حليفه إلى حد بعيد قبل أن يتلاشى كل شيء، بفشله على هذين الصعيدين معاً، واضطراره، بالتالي، إلى العودة إلى بلدته في غربي البلاد.
الدرس الذي أدركه بير هو أنه عليه فصل الحظ الحسن والسعادة عن بعضهما بعضاً لأن أحدهما لا يوفر الآخر بالضرورة.


مقالات ذات صلة

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
TT

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

نظراً للزخم العالمي الذي يحظى به مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة، اختارت «استديوهات كتارا»، ومقرها الدوحة، أن تكشف خلاله الستار عن أول فيلم روائي قطري طويل تستعد لإنتاجه، وهو «سعود وينه؟»، وذلك في مؤتمر صحافي ضمن الدورة الرابعة من المهرجان، مبينة أن هذا العمل «يشكل فصلاً جديداً في تاريخ السينما القطرية».

ويأتي هذا الفيلم بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي، كما تدور أحداثه حول خدعة سحرية تخرج عن السيطرة عندما يحاول شقيقان إعادة تنفيذها بعد سنوات من تعلمها من والدهما، وهذا الفيلم من إخراج محمد الإبراهيم، وبطولة كل من: مشعل الدوسري، وعبد العزيز الدوراني، وسعد النعيمي.

قصة مؤسس «صخر»

كما أعلنت «استديوهات كتارا» عن أحدث مشاريعها السينمائية الأخرى، كأول عرض رسمي لأعمالها القادمة، أولها «صخر»، وهو فيلم سيرة ذاتية، يقدم قصة ملهمة عن الشخصية العربية الاستثنائية الراحل الكويتي محمد الشارخ، وهو مبتكر حواسيب «صخر» التي تركت بصمة واضحة في عالم التكنولوجيا، باعتبارها أول أجهزة تتيح استخدام اللغة العربية، وأفصح فريق الفيلم أن هذا العمل ستتم معالجته سينمائياً ليحمل كماً مكثفاً من الدراما والتشويق.

«ساري وأميرة»

والفيلم الثالث هو الروائي الطويل «ساري وأميرة»، وهو عمل فنتازي يتناول الحب والمثابرة، يتم تصويره في صحراء قطر، وتدور أحداثه حول حياة قُطّاع الطرق «ساري وأميرة» أثناء بحثهما عن كنز أسطوري في وادي «سخيمة» الخيالي، في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يواجهان الوحوش الخرافية ويتعاملان مع علاقتهما المعقدة، وهو فيلم من بطولة: العراقي أليكس علوم، والبحرينية حلا ترك، والنجم السعودي عبد المحسن النمر.

رحلة إنسانية

يضاف لذلك، الفيلم الوثائقي «Anne Everlasting» الذي يستكشف عمق الروابط الإنسانية، ويقدم رؤى حول التجارب البشرية المشتركة؛ إذ تدور قصته حول المسنّة آن لوريمور التي تقرر مع بلوغها عامها الـ89، أن تتسلق جبل كليمنجارو وتستعيد لقبها كأكبر شخص يتسلق الجبل، ويروي هذا الفيلم الوثائقي رحلة صمودها والتحديات التي واجهتها في حياتها.

وخلال المؤتمر الصحافي، أكد حسين فخري الرئيس التنفيذي التجاري والمنتج التنفيذي بـ«استديوهات كتارا»، الالتزام بتقديم محتوى ذي تأثير عالمي، قائلاً: «ملتزمون بتحفيز الإبداع العربي وتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب، هذه المشاريع هي خطوة مهمة نحو تقديم قصص تنبض بالحياة وتصل إلى جمهور عالمي، ونحن فخورون بعرض أعمالنا لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ مما يعكس رؤيتنا في تشكيل مستقبل المحتوى العربي في المنطقة».