يوفال هاراري يحذر من سقوط الليبرالية... وهيمنة الذكاء الصناعي

الذكاء الصناعي... أي مستقبل؟
الذكاء الصناعي... أي مستقبل؟
TT

يوفال هاراري يحذر من سقوط الليبرالية... وهيمنة الذكاء الصناعي

الذكاء الصناعي... أي مستقبل؟
الذكاء الصناعي... أي مستقبل؟

لمع اسم يوفال هاراري في السنوات الأخيرة كثيراً، بسبب نشره كتباً مؤثرة وإشكالية بمواضيعها التي أثارت صدى عالمياً. وبات ينتظر صدور كتبه جمهور عريض من القراء النوعيين، منهم رؤساء دول من أمثال أوباما وكلينتون، وشخصيات نافذة كمارك زوكيربيرغ الذي تم التطرق لاسمه كثيراً في هذا الكتاب، أو مثل بيل غيتس الذي نشر عرضاً عن هذا الكتاب ذاته في «نيويورك تايمز»، معتبراً إياه من أهم الكتب التي قرأها في سنة 2018، ونصح بضرورة قراءتها الآن.
ويتوزع الكتاب على خمسة أقسام رئيسية، هي على التوالي: التحدي التكنولوجي، والتحدي السياسي، والحقيقة، وما بعد الحقيقة، والقسم الأخير عن الأمل واليأس. وقد اشتمل كل قسم من الأقسام الخمسة على مواضيع كثيرة، نوه الكاتب إلى راهنتيها وأهميتها الملحة في الوقت الحاضر. ويتحدث يوفال هاراري في القسم الأول، المتعلق بالتحدي التكنولوجي، عما سماه «الخديعة البشرية»، ممثلة بالسرديات التاريخية الأساسية التي وسمت القرن العشرين، أي الشيوعية والرأسمالية والليبرالية، وكانت نقاطه الأساسية متمثلة بالآتي:
> تجاوز الليبرالية لهزات كثيرة، مع أن مفهومها قد لا ينسجم مع وقائعنا الحالية.
> تعديل نموذج الليبرالية عبر قادة دول مختلفة.
> الاضطراب التكنولوجي داهم، وقد لا تستطيع البشرية التحكم به.
وفي نهاية القسم، نقرأ: «بعد أن تجاوزت الليبرالية محن الحربين العالميتين الأولى والثانية، والحرب الباردة، تواجه الآن صعود ترمب، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأيضاً بروز ثورة التقانة والهندسة الحيوية». ويتوقع الكاتب أفول النموذج الليبرالي بشكل مؤلم «حين تسيطر التكنولوجيا على كل شيء، وتخسر البشرية فرص عملها، وترتفع البطالة بسرعات صاروخية».
مشكلة العمل هذه خصص الكاتب لها الفصل الثاني، محذراً من إمكانية تفوق الذكاء الصناعي على قدرات العقل البشري، خصوصاً فيما يتعلق بسوق العمل، لكن دون أن يتجاهل فوائد هذا الذكاء في قطاع حيوي كقطاع الصحة، فيما يخص الاكتشافات الطبية والعلاج وخدمات المرضى... إلخ.
في عالم سوف تصبح فيه الروبوتات شبيهة بالطبقة العاملة العالمية، يكون محتماً على البشر -في نظر الكاتب- أن يمتلكوا القدرة على الإتقان العالي، لكي يستطيعوا التحكم بمصيرهم، بدلاً من الروبوتات.
وفي السياق هذا، ينتقل الكاتب في الفصل الثالث للحديث عن علاقة حرية البشر بالتحديات الخطيرة التي تفرضها التقانة، وطرائق الاستجابة التي يستطيع البشر اجتراحها.
وهنا، يرى هاراري أننا كبشر نشعر أكثر مما نفكر، وقريباً ستتطور التقانة لدرجة يمكنها أن تعكس كمرآة الأفكار البشرية بوضوح، كما يكرر التذكير، في محلات متفرقة في كتابه، بضرورة وأهمية التحكم بموضوع الذكاء الصنعي من قبل الأشخاص الأكفاء لهذه المهمة لضمان أمان المستقبل البشري. فالآلات والذكاء الصنعي تحل المشاكل بذكائها، وليس بالمشاعر والتلقي. وعليه، فهذه الروبوتات من الممكن أن تعتمد بشدة على الوعي البشري، ومن الممكن جداً أن تعمل ما يظنه البشر أو يفكرون به لأنها برمجت على ذلك النحو.
وبناء على ما تقدم، يتوجب علينا أن نسخر الجهود في فهم وتطوير الوعي البشري، عوضاً عن احتمال اندثاره تحت جبال المعلومات.
أما الفصل الرابع، فقد تناول موضوع المساواة، كمفهوم لا ينسجم مع واقعنا الحالي الذي يتميز بوفرة كميات هائلة من المعلومات في المواقع الخاطئة، حيث تصبح المساواة وغيرها من المفاهيم خارج نطاق سيطرتنا. وأدناه أقتبس قوله: «ظننا جميعاً أننا سنكون متساوين يوماً ما. أعتذر عن ثقب هذه البالونة، فمع وجود هذا الكم من المعلومات والتكنولوجيا، فإننا ننحرف عن ذاك المسار. في الحقيقة، سوف تتوسع الفروق الاقتصادية تحديداً، حيث تمتلك نخبة قليلة زمام المال عبر العالم».
فمع مجيء التكنولوجيا، سيشتري الأغنياء الروبوتات والذكاء الصناعي، وسيتمكنون من الحصول على أفضل الأشياء في الحياة، وأهمها التقنية البيولوجية والمعلوماتية، بحيث يزداد نفوذهم، وتتعمق الهوة بينهم وبين سواهم.
وخصص الكاتب القسم الثاني للتحدي السياسي، متناولاً نقاطاً كثيرة أيضاً، بتسلسل معين. فعند حديثه عن الجماعة والحس الجمعي، استخدم مثال «الفيسبوك»، في حيويته وتأثيره الهائل على حياة البشر في السنوات الأخيرة، منوهاً بأن مشاكل العالم لن يحلها «الفيسبوك» وزوكيربيرغ، دون إغفال دورها كـأهم أدوات ثورة الاتصالات في تقريب البشر.
ولم يهمل الكاتب تفصيل مشكلة «الفيسبوك» مع مؤسسة «كامبريدج أناليتكا»، التي شغلت الرأي العالمي لفترة، حول سوء استخدام شركات أخرى، شريكة لـ«الفيسبوك»، المعلومات الشخصية لمستخدمي «الفيسبوك»، من دون مراعاة الخصوصية. وقد كانت تلك فضيحة أحرجت زوكيربيرغ، داخل وخارج أميركا، وكلفته ملايين الدولارات. ورغم حساسية الخرق، فإنه لم يقلل من دور «السوشيال ميديا» في هدم الحدود بين البشر، بعد حل إشكالية خصوصية المعلومات طبعاً.
ومن مفارقات الوفرة التقنية، خصوصاً في مجال الاتصالات، أن العلاقات البشرية تواجه بسببها انهياراً غير مسبوق، حيث يعاني الناس من الوحدة أكثر من أي وقت سابق، حتى لو امتلك الفرد أكثر من ملايين المتابعين على «إنستغرام»، ومئات الآلاف من الأصدقاء والمتابعين على «الفيسبوك».
ومع أن «الفيسبوك» تعهد بتحسين شكل علاقات المستخدمين، عبر إنشاء مجموعات التواصل، فإن نموذج «البيزنس» الحالي يدفع هؤلاء لقضاء وقت افتراضي بعيداً عن واقعهم الفعلي والملموس. وعند هذه النقطة الحساسة، يقترح الكاتب فكرة بناء نموذج تواصلي مقنن على الشبكة، يساعد المستخدمين على التواصل والاتصال لأغراض محددة.
ومع الحديث عن ثورة المعلومات والتطور التقني المستمر، لا يمكننا عدم التطرق للحضارة، وقد خصص لها الكاتب فصلاً من القسم الثاني. ويعبر هاراري في هذا الفصل عن عدم إيمانه بوجود حضارة متفوقة على أخرى، نظراً لطبيعة التشابك بين الحضارات، ولأن البشر يملكون الخيار بكيفية تطبيق حضارتهم؛ وهذا سيفضي تلقائياً لتأسيس حضارة عالمية. وبناء على ذلك، فإن الادعاء بوجود حضارة منجزة ذاتياً هو محض افتراء.
وانتقل الكاتب في الفصل السابع لمعالجة المسألة القومية، حيث كثف رأيه في مجموعة النقاط التالية:
> البلدان هي أنوية «مغرورة» ترغب غالباً بأن تكون مستقلة.
> لا تسمح المشاكل العالمية للبلدان بأن تكون انعزالية، فهناك حاجة لتحديد ما يجمعنا كبشر معاً.
> تتسبب التحديات الكبرى التي يخلقها الخوف المتزايد من حرب نووية، مترافقة مع التراجع البيئي والتشويش المعلوماتي، في كسر الروابط القومية التقليدية، وخلق روابط إنسانية جديدة معولمة، مع الأخذ في الاعتبار أن الولاء القومي لا يعني عدم الولاء للبشرية.
وخصص المؤلف فصلاً كاملاً، هو الفصل التاسع، لموضوع الهجرة، التي أشعلت -وما تزال- جدلاً حول الموقف الأوروبي المناسب مع موجات اللاجئين المتزايدة، وهو يرى أن «الهجرة موضوع شائك، ولا يمكن البت فيه ببساطة. فعلى أوروبا أن تجد مكاناً مركزياً تستطيع فيه إيواء المهاجرين، دون إغراق نظامها بسبب أعبائهم. فإذا تمت معالجة المعضلة بطريقة ناجحة، سيكون ذلك خطوة تقرب البشر أكثر، في مواجهة المشاكل الأعمق والأكثر تعقيداً. لكن إن فشلت أوروبا في صيانة نظامها، جراء هذه المناقصة لاحتواء اللاجئين، فستكون في ورطة. وهنا، لا بد من ذكر أخطر عوامل تعطيل قابلية أوروبا لاحتواء الغرباء، ألا وهو: الإرهاب».

- الخيار بين اليأس والأمل
ويتضمن الجزء الثالث من الكتاب أربعة فصول، خصص واحد منها للإرهاب، ويعتبر فيه هاراري أن الإرهابين دُمى يتم تحريكها بخيوط يتلاعب بها آخرون.
ويشدد هنا على أهمية سلوك الحكومات والأفراد، وضرورة عدم الانجرار لمصائد الإرهابيين، عبر المبالغة بردات الفعل. لكنه في الوقت نفسه، لا يخفي مخاوفه من إمكانية حصول الإرهابيين على وسائل أكثر فتكاً بسبب توفر التكنولوجيا. وهو في الوقت نفسه يعترف بهشاشة الأمان العالمي، ليس فقط بسبب بالإرهاب، وإنما أيضاً بسبب الحرب بأشكالها المختلفة، التي يبدو تفاديها غير ممكن، في ضوء الاتجاهات السياسية العالمية الجارية، إلا أنه من الصعب -كما يضيف- شن حرب ناجحة في القرن الحادي والعشرين، لأن الزمن قد تغير.
وهناك، برأي الكاتب، أسباب كانت تقف خلف نجاح الحروب في الماضي، وأخرى تقف اليوم أمام عدم نجاحها في العصر الراهن. أحدها، وقد يكون أهمها، هو الانزياح المالي عبر السنوات، حيث ارتبط نجاح أي حرب في الماضي بسهولة السيطرة على الغنائم مادياً. أما الآن، فأقصى نصر يمكن تحقيقه هو توجيه الرأي الجمعي نحو فكرة أن احتلال بلد آخر سوف يكون في صالح المنفعة العامة، اقتصادياً. وفي الأحوال كافة، مع توفر الأسلحة المدمرة، يصبح من الحماقة التورط في مواجهات عالمية تافهة. عموماً، يمكن اعتبار هاراري، في كتابه هذا في الأقل، متشائماً كبيراً، فهو يرى أننا لم نخرج من الغابة بعد، لأننا كائنات بشرية لا تزال ميالة لاتخاذ قرارات غير عقلانية.


مقالات ذات صلة

لودفيغ فتجنشتاين... ثورة هادئة على الفلسفة التقليدية

كتب لودفيغ فتجنشتاين... ثورة هادئة على الفلسفة التقليدية

لودفيغ فتجنشتاين... ثورة هادئة على الفلسفة التقليدية

ضمن سلسلة «الفلسفة» التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، صدرت طبعة جديدة من كتاب «لودفيغ فتجنشتاين» للباحث المصري الراحل د. عزمي إسلام.

رشا أحمد (القاهرة)
كتب «وجوه لا تغيب»... بورتريهات ترسم ملامح رموز ثقافية وفنية

«وجوه لا تغيب»... بورتريهات ترسم ملامح رموز ثقافية وفنية

يقدم كتاب «وجوه لا تغيب: بورتريهات في محبة مبدعين» للناقد المصري الدكتور علاء الجابري حالة من القراءة التحليلية الممزوجة بالمعلومات وبالتأمل.

عمر شهريار
كتب صراع الإمبراطوريات والأفكار في القرن التاسع عشر

صراع الإمبراطوريات والأفكار في القرن التاسع عشر

عن دار «صفصافة» للنشر في القاهرة، صدرت حديثاً رواية «الروزنامجي» للروائي المصري هشام البواردي، وتطرح تساؤلات جذرية عن الأرض والمرض.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
ثقافة وفنون «هيئة الكتاب» المصرية تنشر أعمال شكري عياد وشاكر عبد الحميد وعبد الحكيم راضي

«هيئة الكتاب» المصرية تنشر أعمال شكري عياد وشاكر عبد الحميد وعبد الحكيم راضي

تعاقدت «الهيئة المصرية العامة للكتاب» مع أسرة الناقد والأديب الراحل الدكتور شكري عيّاد؛ لإصدار وإتاحة مؤلفاته الكاملة ضمن خطط الهيئة لإحياء التراث النقدي العربي

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
ثقافة وفنون «لا مفاتيح هناك»... المدينة حين تتحول إلى مسرح عبثي

«لا مفاتيح هناك»... المدينة حين تتحول إلى مسرح عبثي

تتخذ رواية «لا مفاتيح هناك»، للروائي المصري أشرف الصباغ، من السخرية نهجاً لها، سخرية من الذات ومن العالم، ومن المدينة الكبيرة التي لا ترحم.

عمر شهريار

8 علامات تشير إلى أن وظيفتك تضر بصحتك العقلية

الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (رويترز)
الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (رويترز)
TT

8 علامات تشير إلى أن وظيفتك تضر بصحتك العقلية

الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (رويترز)
الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (رويترز)

يُعبر كثير من الموظفين عن عدم رضاهم عن ظروف العمل في معظم الأحيان، فهناك دائماً جوانب في المكتب تُشعرك بالإرهاق. ولكن في بعض الأحيان، قد تكون وظيفتك ليست مُرهقة فحسب؛ بل سامة بالفعل وتستنزف طاقتك.

قد تكون الوظائف سامة لأسباب عديدة، ومُملة بشكل لا يُطاق. قد يكون الزبائن هم من يجعلونها سامة؛ مثل رواد المطاعم المُتطلبين، أو ربما يكون السبب المدير أو الزملاء غير المتعاونين، وفقاً لموقع «ويب ميد».

من المهم هنا التمييز بين الوظيفة السامة والإرهاق. يحدث الإرهاق عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل، ونُنهك تدريجياً. مع قسط كافٍ من الراحة، وربما منظور مختلف لعملنا، يمكننا التعافي من الإرهاق. ولكن إذا كانت الوظيفة بالفعل سامة، فلن تكفي أي راحة أو وقت فراغ بعد عودتك.

وإذا كنت تشعر حقاً بعدم السعادة في العمل، فابحث عن العلامات التالية التي تشير إلى أن وظيفتك سامة لصحتك النفسية والعقلية:

1. اختفاء المشاعر الإيجابية في العمل

تشعر بكثير من الفرح والراحة بعيداً عن العمل، لكن هذه المشاعر تختفي بمجرد دخولك مكان العمل. بدلاً من ذلك، تشعر دائماً بعدم الارتياح، أو التوتر، أو مجرد إرهاق عاطفي. ربما ينصحك زملاؤك بالتفاؤل، لكنك لا تستطيع سوى إجبار نفسك على الابتسام.

2. يستغرق الأمر عطلة نهاية الأسبوع بأكملها للتعافي

تتدهور صحتك النفسية طوال الأسبوع. بحلول يوم الثلاثاء، تكون مرهقاً، ولا تتخيل كيف ستصمد حتى يوم الجمعة. عندما تأتي عطلة نهاية الأسبوع أخيراً، بالكاد تتطلع إليها لأنك منهك للغاية. عندما تبدأ بالتعافي أخيراً، يحين وقت العودة إلى العمل.

3. تشعر بالتوتر والانزعاج ليلة الأحد

في ليالي الجمعة والسبت، يمكنك إبعاد العمل عن ذهنك، ولكن بحلول يوم الأحد، لن تتمكن من إنكار قدومه. من الصعب عليك التفاعل مع من حولك، ولا تستمتع بآخر يوم في عطلة نهاية الأسبوع، كما تترقب صباح الاثنين.

4. تحلم بالتقاعد - الذي قد يكون على بُعد عقود

لا يتوقف الأمر على عطلة نهاية الأسبوع - بل تحلم بإجازة دائمة من العمل. قد تبدأ حتى بالتخطيط لتقاعدك، أو التفكير في طرق للثراء حتى لا تضطر للعمل.

5. نوعية نومك تكون أسوأ بكثير في أيام العمل

العمل الضار يمكن أن يُفسد نومك تماماً. يشعر بعض الناس بالآثار في أيام عملهم (عادةً من الاثنين إلى الجمعة)، بينما قد يلاحظها آخرون تحسباً للعمل (من الأحد إلى الخميس).

6. تشعر بالمرض الجسدي

أظهرت دراسات لا حصر لها آثار التوتر المزمن على جهاز المناعة. إذا كنتَ مُسَمَّماً ببيئة عملٍ سيئة، فستشعر بآثارها ليس فقط على عقلك وروحك؛ بل على جسدك أيضاً. يبدو الأمر كأنك تُصاب بكل فيروسٍ منتشر، وتستغرق وقتاً أطول للتعافي من المعتاد.

7. تأخذ كثيراً من الإجازات الشخصية

حتى عندما لا تكون مريضاً جسدياً، قد تختار البقاء في المنزل قدر الإمكان. في بعض الأيام، تستيقظ وتبدو فكرة الذهاب إلى العمل مستحيلة. ربما تصل إلى حد ارتداء ملابسك وتناول الفطور، لكن فكرة القيادة إلى العمل تُشعرك بالغثيان.

8. لا تحب الشخص الذي أنت عليه في العمل

ربما يكون أبرز دليل على أن وظيفتك سامة أنها تُغيرك بطرق لا تُحبها. قد تجد نفسك منعزلاً، ومُركزاً على نفسك، ومتشائماً. وقد يمتد هذا إلى وقتك في المنزل مع عائلتك، وهو الجزء الأكثر إزعاجاً لك.

إذا كانت بعض هذه الأعراض تُؤثر عليك، ففكّر ملياً في مستقبلك بهذا المنصب. هل هناك طريقة لتغيير الوظيفة لتقليل تأثيرها عليك؟ أم أن الوقت قد حان لتغيير وظيفة أخرى؟ ناقش هذه الأفكار مع شخص تحبه وتثق به، وانتبه لمن تتواصل معه، خصوصاً من له مصلحة في قرارك. على سبيل المثال، زميل العمل الذي لا يريدك أن تترك الوظيفة، من المرجح أن يُعطيك تقييماً متحيزاً.


ميغان تعود إلى المطبخ ببيجاما العيد والأمير هاري يفضّل طهو أمّها

حلقة خاصة من برنامج ميغان ماركل بمناسبة الأعياد (نتفليكس)
حلقة خاصة من برنامج ميغان ماركل بمناسبة الأعياد (نتفليكس)
TT

ميغان تعود إلى المطبخ ببيجاما العيد والأمير هاري يفضّل طهو أمّها

حلقة خاصة من برنامج ميغان ماركل بمناسبة الأعياد (نتفليكس)
حلقة خاصة من برنامج ميغان ماركل بمناسبة الأعياد (نتفليكس)

حلقة ميلادية تقدّمها ميغان ماركل على «نتفليكس»، استكمالاً للموسمَين السابقَين من برنامجها الخاص بالطبخ، والشؤون المنزلية With Love، Meghan (مع الحب، ميغان). تَوقّع الجمهور مجموعة من الحلقات، إلا أنّ احتفال دوقة ساسكس بالعيد يقتصر على حلقة واحدة لا تتجاوز مدتها الساعة.

لا تحيد زوجة الأمير هاري عن التركيبة المألوفة للبرنامج. من أفكار لديكورات المنزل، إلى المهارات اليدوية، لتبقى الحصة الأساسية للطبخ إلى جانب أصدقاء، ومشاهير.

أين آرتشي وليليبيث؟

لموسم أعياد آخر السنة سحرُه الخاص، بالموسيقى، والأنوار، والزينة، والهدايا، فلا حاجة لبذل مجهودٍ كبير في صناعة صورةٍ جذّابة. مع العلم أنّ الصورة الأنيقة التي تتيح مشاهدة مريحة، هي أكثر ما برع فيه برنامج ميغان على مدى فصوله الثلاثة.

بحثاً عن شجرة العيد، تنطلق الدوقة في رحلتها الميلادية. هو تقليدٌ أميركي غالباً ما يجمع أفراد العائلة كلهم، حيث يقصدون مشتلاً لابتياع جذعٍ للتزيين. إلا أن ميغان تذهب بمفردها، بلا الأمير هاري، ولا ولدَيهما آرتشي وليليبيث.

يحضر الطفلان من خلال ذِكرهما فحسب، كأن تعدّ ميغان لهما روزنامة العيد مع اسمَيهما مطرّزَين عليها، وكأن تُخبر أحد ضيوفها بأنّ ليليبيث (4 سنوات) باتت تتصرّف كأنها سيّدة صغيرة حالياً. أما الأمير هاري، الذي أطلّ في الموسم الأول ثم غاب عن الثاني مثيراً التساؤلات حينها، فيظهر لـ5 دقائق في نهاية الحلقة.

الضيف الأول في الحلقة الشيف ويل غويدارا (نتفليكس)

هاري يكره الشمندر

في الجزء المخصص لتحضير أطباق العيد، وخلال استضافة ميغان الشيف طوم كوليكيو، تخبر الأخير بأن زوجها لا يحب الشمندر، ولا الزيتون، ولا الشمر، ولا سمك الأنشوفة. غير أنها تصرّ على جمع كل تلك المكونات في سلَطة واحدة. وعندما يطلّ هاري برأسه من باب المطبخ، يفاجأ بقائمة طعام ليست المفضّلة لديه، إلا أنّ ذلك لا يسلبه شيئاً من مزاجه المرح، وعفويّته، وبساطته أمام الكاميرا.

حتى إن الأمير لا يتردد في المبالغة بصراحته عندما يعلّق على مذاق طبق الـ«غامبو» التقليدي من تحضير زوجته، قائلاً لها إنه جيّد، لكن ليس أفضل من ذاك الذي تحضّره والدتها. يبقى كل ذلك في إطار المزاح، إذ يحرص الثنائي ضمن إطلالة هاري المقتضبة على إظهار القرب، والرومانسية بينهما.

إطلالة سريعة للأمير هاري في نهاية الحلقة (نتفليكس)

ميغان ماركل التلميذة المجتهدة

باستثناء الأجواء الميلاديّة التي تميّز هذه الفترة من السنة، لا يوجد شيء مميّز في الحلقة. أسماء ضيوفها ووجوههم ليست معروفة على نطاقٍ عالمي. كما فيها من التبسيط ما قد يدفع بقسم من المشاهدين إلى عدم الرغبة في المتابعة حتى النهاية. وفيها من المبالغة ما قد يصعّب على قسم آخر منهم التماهي مع ما يجري على الشاشة.

هل لدى ربّات المنازل والأمهات، ومعظمهنّ من الطبقة العاملة، متّسع من الوقت لدعوة أصدقائهنّ من أجل تحضير كل تلك الزينة الخاصة بالعيد؟ هل هنّ فعلاً مهتمات بتعلّم كيفية تغليف الهدايا بإتقان؟

تجلس ميغان وضيفها الأول الشيف ورجل الأعمال ويل غويدارا، تعلّمه كيف يصنع علباً صغيرة على هيئة هدايا تضمّ سكاكر، وألعاباً منمنمة للأطفال. ثم تستضيف لاعبة كرة المضرب ناومي أوساكا، المصنّفة 16 عالمياً، لتوجّهها في كيفية الرسم على الصحون، والأكواب.

من ضيوف الحلقة لاعبة التنس ناومي أوساكا (نتفليكس)

أمام احترافية ميغان في الرسم، وأمام خطّها الجميل في الكتابة، ينتاب ضيوفَها الخجل. تبدو أوساكا مرتبكة، ومترددة؛ وكأنه حُكم عليها بمباراةٍ لم تكن ترغب في خوضها. تكثر لحظات الصمت، وتحاول ميغان أن تكسرها ببعض المزاح، لكنّ شيئاً لا يكسر ما تعطيه من انطباع بأنها التلميذة المجتهدة التي لا يستطيع أحد منافستها على المرتبة الأولى.

حتى مع صديقاتها المدعوّات لتذوّق حلوى العيد، وتعلّم كيفية تحضير أكاليل الزينة الخضراء، لا يتبدّل ذلك الانطباع، رغم أن اللباس موحّد بينهنّ؛ البيجاما الحمراء.

حلوى نجمة العيد بالقرفة على طريقة ميغان ماركل (نتفليكس)

ميغان تخسر السحر...

لدى ميغان ماركل موهبة إضافية، وهي أنها تجعل كل الوصفات والديكورات تبدو سهلة التنفيذ، مع أنها ليست كذلك في الواقع. وهذا التبسيط لا يبرّر للبرنامج تغاضيه عن عرض مكوّنات الأطباق على الشاشة، على غرار ما تفعل كل برامج الطهو.

رغم محاولات الإيحاء بالعفويّة، تبدو الأمور على درجة عالية من التحضير، والتمثيل. ينطلق ذلك ربما من تمسّك ميغان بالمثاليّة، وهي تقرّ بذلك حين تقول: «أتوتّر كثيراً من أجل أن يكون كل شيء مثالياً، إلى درجة أنني أخسر السحر الذي يحدث حتى في الأخطاء».

ميغان ماركل تعلّم صديقتَيها كيفية تحضير ديكور العيد (نتفليكس)

من وصفات ميغان

* ميني كيش

تقدّم الكيش الصغيرة كمقبّلات، وهي عبارة عن عجينة مخبوزة ومحشوّة بالجبن، وبالخضار. ووفق وصفة ميغان ماركل، فإن النسخة الأولى من الكيش تحتوي على خليط جبنة الغرويير، والسبانخ، والزبدة، إضافة إلى الملح، والبهار. أما النسخة الثانية ففيها جبن البارميزان، والغرويير، واللحم المقطّع صغيراً، إضافة إلى الزبدة، والزعتر، والثوم، والبصل.

الميني كيش على طريقة ميغان ماركل (نتفليكس)

* غامبو

هي في الواقع وصفة ورثتها ميغان ماركل عن والدتها، والغامبو في الأساس طبق تقليدي من ولاية لويزيانا الأميركية، يحتفي بالجذور المتعددة لأهل تلك الولاية، لا سيّما منهم الأميركيون ذوو الأصول الأفريقية.

الغامبو يخنة مكوّنة من أفخاذ الدجاج، ونقانق اللحم، والجمبري، تُقدّم مع الأرزّ. أما طريقة التحضير فترتكز على مزيج الـ«رو»، وهو الطحين المطهو مع الزبدة، إضافةً إلى البصل، ومرق الدجاج، والفلفل الحلو، والكرفس، والبهارات.

الإجاص المشوي وفق وصفة ميغان ماركل (نتفليكس)

* الإجاص المشوي

أما للوجبة الأخيرة، فقد اختارت ميغان حلوى الإجاص المشوي. من أجل التحضير، يجب تفريغ الإجاصة من بذورها ووضع القليل من الزبدة في الوسط، ثم رش القليل من القرفة، والزنجبيل، ورش الليمون، وقطرة من العسل، وإدخال الفاكهة إلى الفرن لمدة 20 دقيقة. قبل التقديم، تنصح ميغان بتزيين الإجاص المشوي بالمكسّرات، والزبادي.


جورج كلوني يُقدم تحديثاً مفاجئاً حول مسيرته المهنية

النجم الأميركي جورج كلوني (أ.ب)
النجم الأميركي جورج كلوني (أ.ب)
TT

جورج كلوني يُقدم تحديثاً مفاجئاً حول مسيرته المهنية

النجم الأميركي جورج كلوني (أ.ب)
النجم الأميركي جورج كلوني (أ.ب)

أدلى الممثل الحائز على جائزة الأوسكار، والبالغ من العمر 64 عاماً، والأب لتوأم يبلغان من العمر 8 سنوات؛ ألكسندر وإيلا، باعتراف مفاجئ في مقابلة جديدة حول أحدث أفلامه، الدراما الكوميدية «جاي كيلي» للمخرج نوح باومباخ، بحسب صحيفة «إندبندنت».

وقال كلوني: «لديّ طفلان في الثامنة من عمرهما، لذا عليّ تغيير مساري المهني - الإخراج يعني قضاء عشرة أشهر في الخارج».

وأفاد: «الإخراج حالياً ليس شيئاً أستطيع القيام به، فلديّ طفلان، ويجب أن أكون في المنزل، وأريد أن أكون حاضراً طوال الوقت. أنت تتخذ هذه القرارات، لكن من الأسهل بكثير اتخاذها لاحقاً في الحياة بعد أن تكون قد حققت نجاحاً نوعاً ما».

وأضاف: «يصعب على من يضطرون لاتخاذ هذه القرارات وهم يحاولون ترك بصمتهم والوصول إلى هدفهم. إنها بالتأكيد قرارات تُصبح أسهل بكثير عندما تبلغ الرابعة والستين من العمر».

بالإضافة إلى مسيرته التمثيلية الحافلة، أخرج كلوني، أحد أبرز نجوم هوليوود، كثيراً من الأفلام على مر السنين.

وبدأ مسيرته الإخراجية عام 2002 بفيلم الكوميديا ​​والإثارة «اعترافات عقل خطير»، تلاه فيلم «ليلة سعيدة وحظ سعيد» عام 2005. وأخرج آخر فيلم درامي رياضي عام 2023 بعنوان «الأولاد في القارب»، وهو قصة حقيقية عن فريق التجديف التابع لجامعة واشنطن الذي فاز بالميدالية الذهبية في أولمبياد برلين عام 1936، خلال فترة الكساد الكبير.

ورزق كلوني بطفليه من المحامية البريطانية وناشطة حقوق الإنسان أمل (47 عاماً)، التي تزوجها عام 2014.

وفي حديثه مؤخراً، استذكر النجم شعور ابنه تجاه خياراته المهنية. وقال الممثل: «ذهب ابني إلى عيد الهالوين هذا العام مرتدياً زي باتمان، وهي الشخصية التي لعبتها - والتي اشتهرت بأنها أسوأ باتمان في تاريخ الامتياز»، في إشارة إلى فيلم «Batman & Robin» الذي لعبه عام 1997.

وأوضح كلوني: «قلت له حرفياً: (كما تعلم، لقد كنت باتمان)، فقال: (نعم، ليس حقاً)».