تأهب أمني في موسكو عشية رأس السنة لمواجهة التهديد الإرهابي

رجال أمن وبوابات كشف المعادن عند ساحات احتفالات رأس السنة (الشرق الأوسط)
رجال أمن وبوابات كشف المعادن عند ساحات احتفالات رأس السنة (الشرق الأوسط)
TT

تأهب أمني في موسكو عشية رأس السنة لمواجهة التهديد الإرهابي

رجال أمن وبوابات كشف المعادن عند ساحات احتفالات رأس السنة (الشرق الأوسط)
رجال أمن وبوابات كشف المعادن عند ساحات احتفالات رأس السنة (الشرق الأوسط)

شددت سلطات العاصمة الروسية موسكو التدابير الأمنية خلال الاحتفالات بعيد رأس السنة تحسباً لأي عمل إرهابي، ولمواجهة أي مشكلات أمنية أخرى قد تقع في ليلة العيد. وأعلنت مديرية الأمن في بلدية موسكو عن إقامة حواجز أمنية في محيط وسط موسكو، وتحديداً منطقة الاحتفالات المركزية، الممتدة من شارع تفيرساكايا وصولاً إلى الساحة الحمراء. وانتشرت عند الشوارع المؤدية إلى تلك المنطقة حواجز أمنية، مهمتها تفتيش المواطنين في أثناء تدفقهم للمشاركة في الفعاليات الاحتفالية. وفضلاً عن ذلك، سيتم نشر 16 حاجزاً إضافياً، عبارة عن بوابات دخول إلى تلك الأجزاء من المدينة، مزودة بأجهزة الكشف عن المعادن. كما تم تعميم بلاغ بحظر ركن السيارات هناك خلال أيام العيد «تحت طائلة المسؤولية».
ولم يقتصر تشديد التدابير الأمنية على مركز العاصمة، بل شمل مناطق أخرى في موسكو تنتشر فيها 76 ساحة للاحتفالات. وللكشف عن أي متفجرات، تم نشر مجموعات أمنية خاصة مع كلاب بوليسية، فضلاً عن عدد كبير من عناصر الأمن والبوليس الذين سينتشرون في مختلف أجزاء المدينة خلال الاحتفالات للحفاظ على الأمن. وقررت السلطات كذلك تعزيز الإجراءات الأمنية، ونشر عدد أكبر من رجال البوليس في منشآت حيوية، مثل محطات القطارات والمطارات. وقالت بلدية موسكو إنه سيتم تشديد التدابير الأمنية كذلك في المباني المهجورة. وطالبت سلطات المدينة المواطنين بعدم حمل الألعاب النارية معهم إلى ساحات الاحتفال، وأوصتهم بالامتناع عن تناول المشروبات الكحولية.
حالة التأهب الأمني القصوى لم تقتصر على التدابير في مناطق تجمهر المواطنين للاحتفال، بل شملت كذلك شبكات النقل، إذ أعلنت مديرية المواصلات في موسكو عن تشديد التدابير الأمنية، وزيادة عدد عناصر الأمن الذين سيعملون طيلة فترة الاحتفالات بعيد رأس السنة، التي ستستمر في موسكو منذ 31 ديسمبر (كانون الأول) حتى نهاية الأسبوع الأول من العام الجديد. وطلبت المديرية من المواطنين وزوار العاصمة عدم الانزعاج من التدابير الأمنية، وتقبلها بتفهم، لا سيما أن رجال الأمن سيقومون بتفتيش أي شخص يثير لديهم الشبهات. وقالت إن نحو 92 ألف رجل بوليس وعنصر أمن سيعملون خلال فترة الأعياد لضمان الأمن، بينهم 15 ألف عنصر من الاستخبارات.
سيارات التاكسي لم تكن خارج التدابير الأمنية، وتوجه دميتري برونين، مدير دائرة المواصلات في موسكو، بطلب خاص من أصحاب شركات التاكسي، وقال خلال مؤتمر صحافي: «عشية أعياد رأس السنة والميلاد، أود أن أطلب منكم تعزيز التدابير الأمنية في مجال مكافحة الإرهاب في أثناء العمل خلال فترة الأعياد، وأن تعملوا مع السائقين وتقوموا بتزويدهم بالإرشادات الضرورية في هذا المجال»، وأضاف: «أود تذكيركم بمسؤوليتكم الشخصية، لذلك أتمنى أن يجري هذا العمل على أرض الواقع، لا أن يبقى مجرد حبر على ورق»، وأشار إلى إرشادات قامت سلطات المدينة بوضعها مسبقاً، تتضمن تعليمات وتوجيهات يستفيد منها السائق للتعامل مع أي موقف يثير الشبهات، منها مثلاً: «إذا لاحظت مادة تثير الشبهة، اتصل بالبوليس. إن رأيت شخصاً أثار لديك شبهات أمنية، اتصل بالبوليس... وما إلى ذلك».
كذلك أعلنت مؤسسة شبكة السكك الحديدية الروسية تعزيز التدابير الأمنية خلال الأعياد، وقالت إن جميع الدوائر والأقسام ستعمل ضمن نظام «درجة التأهب القصوى»، وسيجري التركيز بصورة خاصة على ضمان أمن الحركة، ومراعاة الموظفين النظم والانضباط خلال قيامهم بمهامهم. وحرصاً على عدم تعرض أي من منشآت أو خطوط مؤسسة السكك الحديدية لعمل إرهابي، أو إشكال أمني من نوع آخر، سيتم تعزيز التدابير الأمنية في محطات القطارات، وزيادة عدد عناصر الأمن «بغية الحيلولة دون أي تدخل غير شرعي في عمل شبكة السكك الحديدية، لا سيما على الخطوط السريعة».
يُذكر أن القطارات السريعة بين موسكو وبطرسبورغ كانت في وقت سابق ضحية تفجيرات إرهابية، بينما اضطر الأمن خلال العام الماضي لإخلاء محطات القطارات في موسكو عدة مرات، على خلفية تحذيرات عبر اتصالات هاتفية كاذبة بوجود متفجرات في تلك المحطات.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.