ساد تفسير على نطاق واسع أن المفاجأة التي تمثلت في تلقي مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم ثلاث هزائم في أربع مباريات كان آخرها الخسارة 2 - 1 الأربعاء على ملعب ليستر سيتي تعود لسبب واحد بسيط هو غياب فرناندينيو لاعب الوسط المدافع.
ورغم أن إصابة اللاعب البرازيلي أثرت بشكل ملموس على مسيرة سيتي في رحلة الدفاع عن لقبه بسبب عدم توافر بديل كفء أمام خط دفاع الفريق إلا أن معاناة سيتي تبدو أعمق من خسارة جهود لاعب واحد فقط مهما كان تأثيره. وخسر سيتي على ملعبي تشيلسي وليستر سيتي وتلقى هزيمة في عقر داره أمام كريستال بالاس. ورغم أن الفوز على ضيفه إيفرتون قلل من حجم الأضرار لكن فريق المدرب جوسيب غوارديولا تراجع من كونه أحد الفرق المرشحة بقوة للفوز بلقب الدوري ليحتل المركز الثالث في الترتيب.
ويتأخر مانشستر سيتي بفارق نقطة واحدة عن توتنهام هوتسبير صاحب المركز الثاني وبسبع نقاط عن ليفربول المتصدر قبل مواجهة الفريقين على ملعب الاتحاد في الثالث من يناير (كانون الثاني). ونجح سيتي في التتويج باللقب الذي حقق فيه أرقاما قياسية العام الماضي بفضل تماسك ملحوظ للفريق في النتائج بشكل خاص ولكن أيضا من حيث التشكيلة والطريقة.
وفي الموسم الماضي لم تتسبب الإصابات التي لحقت بالفريق خلال موسم كامل في إبعاد سيتي عن طريق البطولة. لكن في هذا الموسم وجد غوارديولا نفسه ليس فقط في مواجهة الإصابة الأخيرة لفرناندينيو ولكن أيضا إصابة عدد من لاعبيه الأساسيين في توقيت متزامن. وغاب ديفيد سيلفا عن آخر خمس مباريات لسيتي قبل أن يعود في مباراة ليستر. وكشفت الهزائم الأخيرة عن مدى أهمية اللاعب ودوره في الطريقة التي يتبعها الفريق.
وبالنسبة لما يؤديه فرناندينيو في تعزيز قوة خط الظهر مع القدرة على التصدي للهجمات المرتدة والتعامل مع ضغط المنافسين فإن دور سيلفا يبدو حيويا خاصة في المباريات التي تعتمد على التمرير السريع والقصير وهو ما كان يجعل سيتي فريقا يصعب الوقوف أمامه. ولا يكتفي سيلفا بتسجيل وصناعة الأهداف بل يعمل أيضا على إبراز أفضل ما في اللاعبين المحيطين به خاصة من يلعبون في الأطراف مثل ليروي ساني ورحيم سترلينغ. وقدم الاثنان أداء باهتا في المباريات الأخيرة.
ويعلم كل من ساني وسترلينغ أنه بمجرد استحواذ اللاعب الإسباني على الكرة فإنهما سيحصلان على الكرة حتى لو كانا في حالة حركة بفضل قدرة سيلفا على قراءة زوايا الملعب وإجادته لتوقيت التمرير. ومن دون سيلفا كان اللاعبان يتسلمان الكرة في كثير من الأحيان من وضع الثبات الأمر الذي يمنح المدافعين وقتا كافيا للاستعداد والحد من خطورتهما.
وعاد كيفن دي بروين هو الآخر إلى الملاعب بعد فترة طويلة من الغياب بسبب الإصابة. وفي البداية نجح سيتي في التأقلم مع غياب دي بروين لكن الفريق افتقد قدرة لاعب الوسط البلجيكي على التحول السريع من الدفاع للهجوم من خلال سرعته في الانطلاق أو تمريراته المؤثرة.
واعتمد جانب كبير من التفوق الذي حققه سيتي الموسم الماضي على لاعبي خط الدفاع. ولكن مع إصابة بنيامين ميندي فإن فابيان ديلف نادرا ما أظهر قدرته على ملء هذا الفراغ. الأسوأ من ذلك كان ظهور كايل ووكر مدافع المنتخب الإنجليزي بصورة مهزوزة ودفع ثمن أدائه الضعيف في هزيمة سيتي 3 - 2 أمام كريستال بالاس ليخسر مكانه في تشكيلة الفريق أمام ليستر سيتي لصالح دانيلو في مركز الظهير الأيمن.
ولم يعد خط دفاع مانشستر سيتي صلبا كما كان وغابت عناصر أساسية عن خط وسطه وظهر خط الهجوم في صورة أبعد ما تكون عن الفعالية الكاملة. وقال غوارديولا «ما يتعين علينا فعله هو محاولة تغيير الآلية لتتحول إلى الانتصارات. نحن قادرون على القيام بذلك ولكن يجب علي أن أصفي ذهني وأفكر فيما يحتاجه الفريق وأن أحاول مساعدته. هذا ما سيقلقني في الأيام القليلة المقبلة. يجب أن أساعد اللاعبين على العودة ومحاولة الفوز مرة أخرى». وسيتوجه سيتي لملاقاة ساوثهامبتون في الدوري الإنجليزي الممتاز اليوم. ومع ما يظهره فريقا توتنهام وليفربول من قوة فلا يوجد مجال أمام سيتي لتراجع جديد حتى لا تتحول أزمة ديسمبر (كانون الأول) لمشكلة لا يمكن تداركها.
الخطأ ممنوع على مانشستر سيتي في ساوثهامبتون اليوم
حتى لا تتحول «أزمة ديسمبر» لمشكلة لا يمكن تداركها
الخطأ ممنوع على مانشستر سيتي في ساوثهامبتون اليوم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة