قتل جندي تونسي إثر هجوم إرهابي مسلح، استهدف منتصف الليلة قبل الماضية الثكنة العسكرية بمدينة سبيطلة من ولاية (محافظة) القصرين (غرب تونس)، كما أصيب شخص كان مارا خلال ساعة الهجوم بشظايا رصاصة في يده. وأطلق جندي الحراسة الرصاص على العناصر الإرهابية التي واجهته بسيل من الطلقات التي أصابته إصابات قاتلة، ولم تفلح جهود أطباء كانوا بالمكان في إنقاذه.
ورجحت مصادر أمنية تونسية، تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، أن يكون الإرهابيون قد اتخذوا أحد المسالك القريبة من الثكنة العسكرية، سواء بالتوجه شرقا نحو جبل سمامة أو جنوبا نحو جبل السلوم، وهي من الجبال القريبة من جبل الشعانبي التي تتحصن به المجموعات الإرهابية المسلحة. وأكدت المصادر الأمنية ذاتها تحقيق إصابات مباشرة في صفوف المجموعة الإرهابية.
وجرت العملية على مستوى مفترق طرق تربط بين سبيطلة وعدة مدن تونسية، وغير بعيد عن حي شعبي كبير. وأعقب الهجوم حملات أمنية مكثفة على المناطق المجاورة لمسرح الهجوم، حيث ألقت قوات الأمن والجيش القبض على عشرة متهمين قالت إنها «متأكدة من ضلوعهم في العملية الإرهابية».
وشهدت مدينة سبيطلة فجر أمس عمليات تفتيش ومداهمة لبعض المساكن بحثا عن متعاونين محتملين مع المجموعات الإرهابية، وألقت قوات الأمن القبض على مجموعة من العناصر السلفية التي احتفلت بالعملية الإرهابية من خلال إطلاق الأعيرة النارية. وذكر بيان مشترك لوزارتي الدفاع والداخلية التونسية أن مجموعة إرهابية، من أربعة عناصر إرهابية، حاولت اقتحام الثكنة العسكرية باستعمال سيارات رباعية الدفع، وتبادلت إطلاق النار مع قوات أمنية والجندي الذي كان مكلفا حراسة مدخل الثكنة العسكرية.
وأشار البيان إلى تعرض مركز الحرس الحدودي المتقدم «الطباقة»، الواقع في منطقة حيدرة التابعة للولاية نفسها، لهجوم إرهابي مماثل خلال الليلة ذاتها، لم يسفر عن ضحايا. وأقرت الوزارتان اللتان تخوضان حربا متواصلة ضد المجموعات الإرهابية المسلحة، باحتمال التخطيط لتوجيه ضربات متزامنة لقوات الأمن والجيش خلال ليلة الأحد، وذلك من خلال تواتر الأعمال الإرهابية في أكثر من موقع بهدف تشتيت إمكانات الأمن والجيش وإرباك تدخلاتهما.
وتبدي تونس مخاوف جدية من احتمال انتقال المواجهات المسلحة من الجبال إلى المناطق السكنية داخل المدن. وتشير تقارير أعدها خبراء في مجال الأمن الشامل إلى إمكانية توسع خريطة الإرهاب بدخول الخلايا النائمة المعركة. وتقول المصادر ذاتها إن تلك الخلايا النائمة الحاضنة للإرهابيين قد يرتفع عددها إلى 400 خلية في العاصمة التونسية وحدها، وذلك وفق تقديرات مازن الشريف رئيس قسم الاستشراف ومكافحة الإرهاب بالمركز التونسي لدراسات الأمن الشامل. لذلك، دعا الأطراف الأمنية والعسكرية إلى تغيير استراتيجيتها وتكتيكها في المواجهات المسلحة مع المجموعات الإرهابية.
من ناحية أخرى، وبشأن تطورات أزمة اللاجئين على الحدود التونسية - الليبية، قال المختار الشواشي، المتحدث باسم وزارة الخارجية التونسية، إن قرار الغلق والفتح المتكرر لمعبر رأس جدير تمليه ضرورة التأكد من عبور أي مخاطر إرهابية إلى تونس، وأشار إلى مجموعة من الإجراءات المتخذة من قبل الجانب التونسي من بينها إبعاد اللاجئين عن مدخل المعبر، وتعزيز الإمكانات البشرية والمادية بالمعبر الحدودي لضمان سيولة أفضل للعابرين الفارين من المواجهات المسلحة في ليبيا. وكشف الشواشي لـ«الشرق الأوسط» عن استعداد تونسي للتسوية الفورية لوضعية العالقين المصريين على الحدود الليبية، وقال إن عددهم مقدر بنحو ستة آلاف شخص، وبالإمكان إجلاؤهم جميعا في غضون ثلاثة أيام في حال تفعيل الاتفاق الحاصل بين تونس ومصر وليبيا في هذا المجال. وتابع أن مصر التزمت بتوفير ست رحلات في اليوم، وهو ما يعادل قرابة ألفي مسافر من مطار جربة التونسية في اتجاه مطار القاهرة. وأضاف أن تونس لا تنتظر غير تفعيل الجانب المصري محتوى الاتفاق المذكور للحد من أزمة اللاجئين على الحدود.
مقتل جندي تونسي في هجوم مسلح على ثكنة عسكرية
المتحدث باسم وزارة الخارجية: يمكن إجلاء المصريين العالقين على الحدود مع ليبيا في غضون ثلاثة أيام
مقتل جندي تونسي في هجوم مسلح على ثكنة عسكرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة