أنباء عن تفاهم وشيك بين روما وبروكسل

أنباء عن تفاهم وشيك بين روما وبروكسل
TT

أنباء عن تفاهم وشيك بين روما وبروكسل

أنباء عن تفاهم وشيك بين روما وبروكسل

ذكرت تقارير صحافية أمس أن إيطاليا والاتحاد الأوروبي يقتربان من التوصل لاتفاق حول موازنة روما لعام 2019. وذلك على الرغم من انقسام أحزاب الحكومة الائتلافية بشأن عدة قضايا مثل الضرائب والمعاشات.
ونقلت صحيفة «كوريري ديلا سيرا» الإيطالية عن مصادر مقربة من المفاوضات القول إن الفجوة بين الحكومة الشعبوية الإيطالية والمفوضية الأوروبية تتقلص. وأفادت وكالة بلومبرغ للأنباء بأن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي كان من المقرر أن يلتقى بنائبيه لويجي دي مايو، وماتيو سالفيني، ووزير المالية جيوفاني تريا، مساء أمس؛ لتقييم ما إذا كانت الأطراف اقتربت من التوصل لصيغة نهائية لاتفاق بشأن الموازنة.
وتخوض المفوضية الأوروبية نزاعاً مع إيطاليا منذ سبتمبر (أيلول) الماضي عندما أعلنت روما اعتزامها السماح بوصول عجز الموازنة إلى 2.4 في المائة من إجمالي الناتج المحلي لعام 2019. وهو ما يمثل انتهاكاً لقواعد الموازنة لدول منطقة اليورو.
ويوم الأربعاء الماضي، قدّم كونتي عرضاً لرئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونيكر يتضمن خفض العجز المستهدف في موازنة العام المقبل إلى 2.04 في المائة من إجمالي الناتج المحلي. وأوضح كونتي أنه «في أول تقييماتها، خلُصت المفوضية إلى أن المقترح كافٍ»، مشيراً إلى أنه يتوقع رداً «إيجابياً».
وقال كونتي: «أتاح لنا عمل تقني أن نحصل على هامش تفاوض، لأننا استعدنا بعض الموارد المالية... سنستخدم هذه الموارد المالية الآن من أجل التفاوض مع المفوضية».
وكانت ناطقة باسم المفوضية الأوروبية أكدت بعد هذا الاجتماع أن «تقدماً جيداً» تم إحرازه، من دون أن تخوض في تفاصيل إضافية. وأضافت أن «المفوضية الأوروبية ستجري الآن تقييماً للاقتراحات التي تلقتها، وستتواصل الأعمال في الأيام المقبلة». ولكن كونتي أكد في ذات الوقت في تصريحات عقب لقاء يونكر في بروكسل، أن الوعدين الرئيسيين المقدمين من حكومته الشعبوية - وهما بالتحديد اعتماد دخل أساسي للفقراء والعاطلين وسحب إصلاح نظام التقاعد غير الشعبي للعام 2011 - «خارج حدود» المفاوضات، وأن الأغلبية الحاكمة «متحدة» وراء الرقم المنقح للعجز.
وكانت بروكسل رفضت في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مشروع الموازنة الإيطالية، معتبرة أنه يتجاوز السقوف الأوروبية. وبعدما أظهر تصلباً، أبدى الائتلاف الإيطالي الحاكم المؤلف من حزب الرابطة اليميني و«حركة خمس نجوم» المناهضة للنظام، استعداده لإجراء مباحثات مع بروكسل بعد اجتماع أول في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بين كونتي ويونكر.
كما قوبلت خطة إنفاق الحكومة الإيطالية بانتقادات من جهات كثيرة في الداخل والخارج، بما في ذلك مكتب الموازنة البرلماني، والمعهد الوطني للإحصاء، وبنك إيطاليا، ومنظمة التنمية الاقتصادية والتعاون، ومحكمة التدقيق الإيطالية، ووكالة فيتش للتصنيف الائتماني، ووكالة «ستاندرد آند بورز» للتصنيف الائتماني، وصندوق النقد الدولي، وغيرها.
يذكر أنه دون التوصل إلى اتفاق بين بروكسل وروما، ستواجه إيطاليا مخاطر ما يسمى بإجراءات العقاب على العجز الزائد، بما في ذلك إخضاع المالية العامة الإيطالية لرقابة صارمة من الاتحاد الأوروبي، مع احتمال فرض غرامات مالية عليها.



الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع بـ0.1 % في أكتوبر

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع بـ0.1 % في أكتوبر

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)

انكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول)، في الفترة التي سبقت أول موازنة للحكومة الجديدة، وهو أول انخفاض متتالٍ في الناتج منذ بداية جائحة «كوفيد - 19»، مما يؤكد حجم التحدي الذي يواجهه حزب العمال لتحفيز الاقتصاد على النمو.

فقد أظهرت أرقام مكتب الإحصاء الوطني أن الانخفاض غير المتوقع في الناتج المحلي الإجمالي كان مدفوعاً بتراجعات في البناء والإنتاج، في حين ظلَّ قطاع الخدمات المهيمن راكداً.

وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم يتوقَّعون نمو الاقتصاد بنسبة 0.1 في المائة. ويأتي ذلك بعد انخفاض بنسبة 0.1 في المائة في سبتمبر (أيلول) ونمو بطيء بنسبة 0.1 في المائة في الرُّبع الثالث من العام، وفقاً لأرقام الشهر الماضي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأسبوع الماضي، إن «هدف الحكومة هو جعل المملكة المتحدة أسرع اقتصاد نمواً بين دول مجموعة السبع، مع التعهد بتحقيق دخل حقيقي أعلى للأسر بحلول عام 2029».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (إ.ب.أ)

لكن مجموعة من الشركات قالت إنها تخطِّط لإبطاء الإنفاق والتوظيف بعد موازنة حزب العمال في أكتوبر، التي تضمَّنت زيادات ضريبية بقيمة 40 مليار جنيه إسترليني.

وقال خبراء اقتصاديون إن الانكماش الشهري الثاني على التوالي في الناتج المحلي الإجمالي يعني أن الاقتصاد نما لمدة شهر واحد فقط من الأشهر الخمسة حتى أكتوبر، وقد يعني ذلك أن الاقتصاد انكمش في الرُّبع الرابع ككل.

وقالت وزيرة الخزانة راشيل ريفز، إن الأرقام «مخيبة للآمال»، لكنها أصرَّت على أن حزب العمال يعيد الاقتصاد إلى مساره الصحيح للنمو.

أضافت: «في حين أن الأرقام هذا الشهر مخيبة للآمال، فقد وضعنا سياسات لتحقيق النمو الاقتصادي على المدى الطويل، ونحن عازمون على تحقيق النمو الاقتصادي؛ لأنَّ النمو الأعلى يعني زيادة مستويات المعيشة للجميع في كل مكان».

واشتكت مجموعات الأعمال من أن التدابير المعلنة في الموازنة، بما في ذلك زيادة مساهمات التأمين الوطني لأصحاب العمل، تزيد من تكاليفها وتثبط الاستثمار.

وانخفض الناتج الإنتاجي بنسبة 0.6 في المائة في أكتوبر؛ بسبب الانخفاض في التصنيع والتعدين والمحاجر، في حين انخفض البناء بنسبة 0.4 في المائة.

وقالت مديرة الإحصاءات الاقتصادية في مكتب الإحصاءات الوطنية، ليز ماكيون: «انكمش الاقتصاد قليلاً في أكتوبر، حيث لم تظهر الخدمات أي نمو بشكل عام، وانخفض الإنتاج والبناء على حد سواء. شهدت قطاعات استخراج النفط والغاز والحانات والمطاعم والتجزئة أشهراً ضعيفة، وتم تعويض ذلك جزئياً بالنمو في شركات الاتصالات والخدمات اللوجيستية والشركات القانونية».

وقال كبير خبراء الاقتصاد في المملكة المتحدة لدى «كابيتال إيكونوميكس»، بول ديلز، إنه «من الصعب تحديد مقدار الانخفاض المؤقت، حيث تم تعليق النشاط قبل الموازنة».

وأضاف مستشهداً ببيانات مؤشر مديري المشتريات الضعيفة: «الخطر الواضح هو إلغاء أو تأجيل مزيد من النشاط بعد الميزانية... هناك كل فرصة لتراجع الاقتصاد في الرُّبع الرابع ككل».

وأظهرت الأرقام، الأسبوع الماضي، أن النمو في قطاع الخدمات المهيمن في المملكة المتحدة تباطأ إلى أدنى معدل له في أكثر من عام في نوفمبر (تشرين الثاني)؛ حيث استوعبت الشركات زيادات ضريبة الأعمال في الموازنة.

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)

وسجَّل مؤشر مديري المشتريات للخدمات في المملكة المتحدة الذي يراقبه من كثب «ستاندرد آند بورز غلوبال» 50.8 نقطة في نوفمبر، بانخفاض من 52.0 نقطة في أكتوبر.

وفي الشهر الماضي، خفَض «بنك إنجلترا» توقعاته للنمو السنوي لعام 2024 إلى 1 في المائة من 1.25 في المائة، لكنه توقَّع نمواً أقوى في عام 2025 بنسبة 1.5 في المائة، مما يعكس دفعة قصيرة الأجل للاقتصاد من خطط موازنة الإنفاق الكبير لريفز.