ترمب يوقع قانوناً لتكريم الرئيس الراحل أنور السادات

مقتطفات من نص القانون الصادر عن الكونغرس («الشرق الأوسط»)
مقتطفات من نص القانون الصادر عن الكونغرس («الشرق الأوسط»)
TT

ترمب يوقع قانوناً لتكريم الرئيس الراحل أنور السادات

مقتطفات من نص القانون الصادر عن الكونغرس («الشرق الأوسط»)
مقتطفات من نص القانون الصادر عن الكونغرس («الشرق الأوسط»)

وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الجمعة، قانوناً لتكريم الرئيس المصري الأسبق الراحل محمد أنور السادات بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده. وكان الكونغرس الأميركي قد وافق في أغسطس (آب) الماضي على مشروع قانون لتكريم السادات تمنح بمقتضاه الميدالية الذهبية للكونغرس للرئيس المصري الأسبق تقديراً لإنجازاته التاريخية ومساهماته الشجاعة في إقرار السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وكان قادة كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي قد قدموا مشروع قانون لتكريم الرئيس السادات بالميدالية الذهبية للكونغرس، وقدم مشروع القانون السيناتور الديمقراطي بن كاردن والسيناتور الجمهوري أورين هاتش، إضافة إلى النائب الديمقراطي جريس مينغ والنائب الجمهوري كريس ستيوارت.
وأشار السيناتور الديمقراطي عن ولاية ميريلاند بن كاردن إلى أن الرئيس السادات كان أول زعيم عربي يحقق السلام مع إسرائيل، وأن منحه الميدالية الذهبية للكونغرس يكرم إرث هذا الزعيم العربي، ويؤكد التزام الولايات المتحدة الدائم بدعم معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. فيما أشار السيناتور الجمهوري عن ولاية يوتا، أورين هاتش، إلى أن منح السادات الميدالية الذهبية للكونغرس يحتفل ويحيي بصمات السادات الشجاعة والرائعة والمتواصلة على مر التاريخ، وهذا التكريم يأتي في الوقت المناسب لأنه يتزامن من الذكرى الأربعين لخطاب الرئيس السادات الشهير بالكنيست في القدس.
ويشير نص القانون إلى تاريخ السادات، الذي ولد في 25 ديسمبر (كانون الأول) 1918 في قرية ميت أبو الكرم بالمنوفية من أسرة مصرية فقيرة وتخرج من الأكاديمية العسكرية الملكية، والتحق بالجيش المصري، والتقى بجمال عبد الناصر و«الضباط الأحرار» الذين قادوا الثورة المصرية عام 1952، وشغل السادات عدة مناصب خلال رئاسة عبد الناصر ثم انتخب رئيساً لمصر ليصبح الرئيس الثالث للجمهورية المصرية، وفي 6 أكتوبر (تشرين الأول) 1973 شن هجوماً مع السوريين ضد إسرائيل، وتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في 25 أكتوبر 1973، وقاد بعدها وزير الخارجية الأميركي هنري كسينجر محادثات أدت إلى توقيع اتفاقية بين مصر وإسرائيل تسمح بمقتضاها لمصر باسترداد أرض سيناء. وقام السادات بإلقاء خطاب في جلسة مشاركة بالكونغرس، في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 1975، دعا فيه إلى السلام.
وأوضح نص القانون أن الرئيس السادات كان أول زعيم عربي يزور إسرائيل، ويتحدث أمام الكنيست الإسرائيلي حول آرائه في تحقيق السلام الشامل في الصراع العربي الإسرائيلي، وفي 17 سبتمبر (أيلول) 1978 استضاف الرئيس الأميركي جيمي كارتر، الرئيس السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن، في منتجع كامب ديفيد، حيث قاد 13 يوماً من المفاوضات أدت إلى اتفاقية «كامب ديفيد للسلام»، ووقع السادات وبيغن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في البيت الأبيض في 26 مارس (آذار) 1977، وحصل الرجلان على جائزة نوبل للسلام. وفي 6 أكتوبر 1981 قام خالد الإسلامبولي عضو تنظيم «الجهاد الإسلامي» باغتيال السادات.
وقال المشرعون إن رؤساء الولايات المتحدة، من كارتر إلى رونالد ريغان، أشادوا بشجاعة السادات وحكمته وحرصه على تحقيق السلام، ما عزز الاستقرار في الشرق الأوسط، وفي الذكرى الثلاثين لمعاهدة السلام أشاد الرئيس أوباما بالإرث الذي نتج عن «ميثاق كامب ديفيد» وشجاعة القادة الذين حققوا السلام. وأوضحت نصوص القانون أن منح الميدالية الذهبية للكونغرس للرئيس أنور السادات يأتي تقديراً لإنجازاته وأعماله البطولية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. ونص القانون على تقديم الميدالية الذهبية إلى السيدة جيهان السادات أو أقاربها أو ممثل عن الحكومة المصرية.
وقال عزرا فريدلاندر الرئيس التنفيذي لمجموعة «فريدلاندر»، المسؤولة عن تنسيق الجائزة، إن الأمر الأكثر دهشة في دبلوماسية السادات هي الخطوة التي اتخذها نحو السلام من خلال زيارة إسرائيل قبل بدء المفاوضات، وهذا العمل الرمزي والشجاع وخطابه للكنيست قد شحذ العالم بأسره وركز على النوايا الحسنة التي ساهمت بشكل كبير في نجاح مفاوضات السلام.
وتعد الميدالية الذهبية للكونغرس هي أعلى تكريم مدني يمنحه الفرع التشريعي الأميركي، ويتم منحها للأشخاص الذين أدوا إنجازاً له تأثير في التاريخ. وتم منح الميدالية الذهبية لأول مرة عام 1776 للجنرال جورج واشنطن لإنجازاته أثناء الثورة الأميركية والحرب المكسيكية الأميركية.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.