المبعوث الفرنسي إلى سوريا يبحث في القاهرة تسريع الحل السياسي

صورة وزعتها الخارجية المصرية للقاء شكري وسينيمو في القاهرة أمس (وكالة أونا)
صورة وزعتها الخارجية المصرية للقاء شكري وسينيمو في القاهرة أمس (وكالة أونا)
TT

المبعوث الفرنسي إلى سوريا يبحث في القاهرة تسريع الحل السياسي

صورة وزعتها الخارجية المصرية للقاء شكري وسينيمو في القاهرة أمس (وكالة أونا)
صورة وزعتها الخارجية المصرية للقاء شكري وسينيمو في القاهرة أمس (وكالة أونا)

أجرى فرنسوا سينيمو، المبعوث الشخصي للرئيس الفرنسي إلى سوريا، زيارة أمس إلى العاصمة المصرية، التقى خلالها وزير الخارجية المصري سامح شكري، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، حيث تم مناقشة الجهود الفرنسية لتسريع خطوات الحل في سوريا.
وقال المستشار، أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، إن لقاء شكري وسينيمو «شهد تباحثاً بين الجانبين في شأن مُجمل مستجدات الأزمة السورية، وسُبل الدفع بالحل السياسي لحلحة الوضع المتأزم في البلاد وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، ولا سيما الجهود المبذولة للدفع بالانتهاء من تشكيل اللجنة الدستورية وبدء عملها في أقرب وقت ممكن تحت رعاية الأمم المتحدة».
وأضاف المُتحدث أن الوزير شكري جدّد خلال اللقاء تأكيده استمرار المساعي والاتصالات المصرية مع مختلف الأطراف المعنية من أجل إرساء الحل السياسي في سوريا بما يحفظ كيان ووحدة الدولة السورية ومؤسساتها، ويوقف نزيف الدم السوري، منوهاً بأهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي لإيجاد حل شامل للأزمة الممتدة التي تعيشها سوريا.
وذكر حافظ، أن نقاشاً دار حول الوضع في شمال شرقي سوريا والتطورات هناك، مع التأكيد على خطورة التصعيد الميداني وانزلاق الأمور لمناح لا تفيد هدف احتواء الوضع وجهود مكافحة الإرهاب.
من جانبه، نقل المتحدث عن سينيمو، تثمينه الدور المتوازن الذي تضطلع به مصر على الساحة السورية، مشيراً إلى حرص فرنسا على استمرار التشاور وتبادل التقييم مع مصر خلال الفترة المقبلة حول مجريات الوضع في سوريا، وسُبل الدفع قدماً بمسار العملية السياسية لإنهاء الأزمة في البلاد.
وحول لقاء أمين عام الجامعة العربية، قال السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، إن أبو الغيط ناقش مع مبعوث الرئيس الفرنسي آخر تطورات الأزمة السورية، مستعرضاً محددات الموقف العربي الذي يتأسس على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة بما يعيد الاستقرار إلى سوريا ويحفظ وحدة ترابها الوطني وسيادتها، وبما يضمن أيضاً عودة اللاجئين إلى وطن يشعرون فيه بالأمن.
وأضاف أن الأمين العام أعرب للمبعوث الفرنسي عن اقتناعه بأن تدخلات الأطراف الخارجية في الساحة السورية ساهم في تعقيد النزاع وإطالة أمده، خاصة أن هذه الأطراف لها أجندات متعارضة تسعى لتحقيقها، وأن الخاسر في النهاية هو الشعب السوري الذي ما زال نصفه نازحاً أو لاجئاً.
ودعا أبو الغيط إلى تكثيف العمل على الصعيد الدولي من أجل الدفع قُدماً بمسار التسوية السياسية للأزمة، عبر تشكيل اللجنة الدستورية لكتابة دستور جديد للبلاد يضمن حقوقاً متساوية للجميع.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».