الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس تعلن عن فترة تسجيل ثانية

بسبب ضعف إقبال المواطنين على مكاتب التسجيل

الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس تعلن عن فترة تسجيل ثانية
TT

الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس تعلن عن فترة تسجيل ثانية

الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس تعلن عن فترة تسجيل ثانية

أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أمس، أنها ستمكن التونسيين الذين لم يسجلوا أسماءهم على قوائم الاقتراع للانتخابات العامة المقررة قبل نهاية 2014 من «فترة تسجيل ثانية»، مشددة على أن الأمر لا يتعلق بتمديد لعملية التسجيل الأصلية التي انتهت في 22 يوليو (تموز) الماضي.
وقال شفيق صرصار، رئيس الهيئة في مؤتمر صحافي: «من 5 إلى 26 أغسطس (آب) الحالي ستكون هناك فترة تسجيل ثانية للانتخابات»، وشدد على أنها «ليست تمديدا» لعملية التسجيل الأصلية التي بدأت في 23 يونيو (حزيران)، وانتهت في 22 يوليو الماضيين.
وكانت هيئة الانتخابات التونسية مددت في عملية التسجيل الأصلية أسبوعا واحدا لتستمر حتى 29 يوليو الماضي، وذلك بسبب ضعف إقبال التونسيين على التسجيل.
وقال لسعد بن أحمد المكلف بالإعلام في هيئة الانتخابات لوكالة الصحافة الفرنسية إن التونسيين الذين سجلوا أسماءهم على قوائم الاقتراع من 23 يونيو حتى 29 يوليو الماضيين «لهم الحق قانونيا في التصويت وفي الترشح للانتخابات التشريعية والرئاسية، أما الذين سوف يسجلون في الفترة ما بين 5 وحتى 29 أغسطس الحالي فلهم الحق في التصويت فقط، وليس الترشح».
ولفت صرصار إلى أنه «لا يمكن التمديد مرة ثانية في عملية التسجيل (الأصلية) لأن ذلك سوف يمسّ من الروزنامة الانتخابية».
وستنظم انتخابات تشريعية في تونس في 26 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، تليها انتخابات رئاسية في 23 نوفمبر (تشرين الثاني).
وللمشاركة في التصويت، يتعين على الناخبين تسجيل أسمائهم على لوائح المقترعين. ولا يحتاج التونسيون المسجلون على قوائم انتخابات المجلس التأسيسي (البرلمان المؤقت) التي أجريت في 23 أكتوبر 2011، إلى تسجيل أسمائهم مرة ثانية، ويكفيهم «التأكد من وجود أسمائهم على هذه القوائم»، حسب صرصار.
وقال رئيس الهيئة الانتخابية إن أكثر من 761 ألف ناخب جديد سجلوا أسماءهم على قوائم الاقتراع في الفترة ما بين 23 يونيو و29 يوليو الماضيين.
وأضاف أن أكثر من 3. 2 مليون ناخب مسجلين منذ انتخابات 2011 «قاموا بعملية التأكد من وجود أسمائهم على القوائم»، وأن إجمالي عدد الناخبين المسجلين للانتخابات القادمة فاق 5.127 مليون شخص.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.