أكد «تحالف نداء السودان» المعارض أن الجلسة التشاورية مع الحكومة السودانية والآلية الأفريقية رفيعة المستوى ستنعقد اليوم في أديس أبابا، وذلك بعد تأجيلها ثلاث مرات نتيجة تعذر وصول عدد من قيادات التحالف، وعلى رأسهم رئيس التحالف الصادق المهدي، والذي يتوقع أن يصل خلال الساعات القادمة.
وقال مني اركو مناوي، الأمين العام لتحالف نداء السودان، أمس إن المحادثات ستبدأ اليوم بعد اكتمال وصول عدد من القيادات إلى أديس أبابا، مشيراً إلى أن المحادثات تأخرت بسبب تعذر وصول زملائه نتيجة خلل في الإجراءات والموضوعات اللوجيستية.
وأوضح مناوي أن وفد «نداء السودان» التقى برئيس الآلية الأفريقية الرفيعة ثامبو مبيكي أمس، وبحثا الإجراءات الخاصة بالمحادثات، مبرزا أن الوفد سيكتمل اليوم بوصول رئيسه الصادق المهدي وآخرين.
وأضاف مناوي أن السودان يشهد أوضاعاً اقتصادية صعبة للغاية، أصبح المواطنون يقفون بسببها في طوابير للحصول على الخبز والوقود وأمام الصرافات للحصول على أموالهم المودعة في البنوك، إلى جانب قضايا أخرى مهمة مثل الحروب في أطراف البلاد، والتحول الديمقراطي والحريات الأساسية والموضوعات التي تهم المواطن. وقال بهذا الخصوص: «لقد جاء وفدنا هنا لحل هذه المشاكل، وحسم الأزمة السودانية إلى الأبد، والدخول إلى مرحلة جديدة... مرحلة التحول الديمقراطي الحقيقي».
من جهة أخرى، نقل موقع «سودان تربيون» عن مصدر حكومي، لم يكشف عن اسمه، أن الهدف من وصول الوفد الذي يقوده مساعد الرئيس السوداني فيصل حسن إبراهيم إلى أديس أبابا، هو البحث عن تعديل لخريطة الطريق التي قدمتها الوساطة الأفريقية لتستوعب النقاش حول الدستور الدائم وانتخابات 2020، مبرزا أن الوفد سيجري حوارا مع رئيس الآلية وأطراف نداء السودان، بزعامة الصادق المهدي، حول الدستور وقانون الانتخابات. وأضاف موضحا أن مهمة فيصل إبراهيم ووفد التفاوض في هذه الجولة «لا تستهدف أجندة المفاوضات المتعلقة بالترتيبات الأمنية والمساعدات الإنسانية».
وكانت آلية الوساطة، بقيادة ثابو أمبيكي، قد اقترحت على الحكومة وقوى (نداء السودان) في وقت سابق إجراء تعديلات على خارطة الطريق، تضمن مشاركة المعارضة في صياغة الدستور، وخوض الانتخابات المزمعة في 2020.
من جانبه، قال وزير الإعلام والاتصالات السوداني بشارة جمعة أرور للصحافيين إن الوفد الحكومي أجرى لقاء ثانياً مع الآلية الأفريقية، مشيراً إلى أن الأطراف ستجري اجتماعاً تشاورياً حول المقترحات المقدمة، وأن اللقاء الذي جرى بين وفد الحكومة مع الوساطة الأفريقية تطرق للمقترحات المقدمة من الآلية لجولة المفاوضات.
وأكد مصدر مقرب من المفاوضات في أديس أبابا أن الحركة الشعبية، بزعامة مالك عقار، ترفض تصريحات رئيس الوفد الحكومي فيصل حسن، التي قال فيها إن قضايا التفاوض ستنحصر حول قضيتي الدستور والانتخابات، وتهيئة البيئة الملائمة بهذا الخصوص. مشيرا إلى أن هناك ترتيبات لعقد لقاء لبعض المبعوثين الدوليين مع قيادات من تحالف نداء السودان. وقال في هذا السياق: «أتوقع أن يعكس قادة تحالف المعارضة رغبتهم الأكيدة في السلام والديمقراطية، والتعاون مع الوساطة والمجتمع الدولي إلى حين اكتمال وصول وفد التحالف وتقديم الموقف الرسمي للتحالف».
من جهة ثانية، نفت رئاسة جنوب السودان بشدة تقرير منظمة العفو الدولية، الذي صدر مؤخراً، والذي جاء فيه أن الحكومة أعدمت سبعة أشخاص، بينهم طفل خلال العام الحالي، وشددت جوبا على أنها لم تنفذ إعدامات منذ استقلال البلاد سنة 2011.
وكانت منظمة العفو الدولية قد ذكرت في تقرير أنها قلقة من تزايد عمليات الإعدام في جنوب السودان، وقالت إن ما لا يقل عن 342 شخصاً محكوم عليهم بالإعدام، وإن السلطات أعدمت في العام الماضي أربعة أشخاص، بينهم طفلان.
غير أن المتحدث باسم رئاسة جنوب السودان أتيني ويك أتيني قال إن بلاده لم تشهد إعدامات سنة 2011، وأوضح أن بلاده وقعت على المواثيق التي تحظر عقوبة الإعدام، مشددا على أنه «لا يمكن إعدام طفل في جنوب السودان لأن ثقافة البلاد لا يمكنها أن تقبل ذلك».
وقالت جوان نانيوكي، مديرة شؤون شرق أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إنه من المقلق للغاية أن الدولة الأصغر في العالم قد تبنت هذه الممارسة غير الإنسانية حتى في حق الأطفال، وطالبت الرئيس سلفا كير بعدم توقيع أوامر الإعدام، وإنهاء هذا الانتهاك الواضح للحق في الحياة.
«تحالف نداء السودان» يؤكد بدء المشاورات بين أطراف النزاع والوساطة الأفريقية
جوبا تنفي تقرير منظمة العفو الدولية بتنفيذ إعدامات في حق 7 أشخاص
«تحالف نداء السودان» يؤكد بدء المشاورات بين أطراف النزاع والوساطة الأفريقية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة