«تحالف نداء السودان» يؤكد بدء المشاورات بين أطراف النزاع والوساطة الأفريقية

جوبا تنفي تقرير منظمة العفو الدولية بتنفيذ إعدامات في حق 7 أشخاص

TT

«تحالف نداء السودان» يؤكد بدء المشاورات بين أطراف النزاع والوساطة الأفريقية

أكد «تحالف نداء السودان» المعارض أن الجلسة التشاورية مع الحكومة السودانية والآلية الأفريقية رفيعة المستوى ستنعقد اليوم في أديس أبابا، وذلك بعد تأجيلها ثلاث مرات نتيجة تعذر وصول عدد من قيادات التحالف، وعلى رأسهم رئيس التحالف الصادق المهدي، والذي يتوقع أن يصل خلال الساعات القادمة.
وقال مني اركو مناوي، الأمين العام لتحالف نداء السودان، أمس إن المحادثات ستبدأ اليوم بعد اكتمال وصول عدد من القيادات إلى أديس أبابا، مشيراً إلى أن المحادثات تأخرت بسبب تعذر وصول زملائه نتيجة خلل في الإجراءات والموضوعات اللوجيستية.
وأوضح مناوي أن وفد «نداء السودان» التقى برئيس الآلية الأفريقية الرفيعة ثامبو مبيكي أمس، وبحثا الإجراءات الخاصة بالمحادثات، مبرزا أن الوفد سيكتمل اليوم بوصول رئيسه الصادق المهدي وآخرين.
وأضاف مناوي أن السودان يشهد أوضاعاً اقتصادية صعبة للغاية، أصبح المواطنون يقفون بسببها في طوابير للحصول على الخبز والوقود وأمام الصرافات للحصول على أموالهم المودعة في البنوك، إلى جانب قضايا أخرى مهمة مثل الحروب في أطراف البلاد، والتحول الديمقراطي والحريات الأساسية والموضوعات التي تهم المواطن. وقال بهذا الخصوص: «لقد جاء وفدنا هنا لحل هذه المشاكل، وحسم الأزمة السودانية إلى الأبد، والدخول إلى مرحلة جديدة... مرحلة التحول الديمقراطي الحقيقي».
من جهة أخرى، نقل موقع «سودان تربيون» عن مصدر حكومي، لم يكشف عن اسمه، أن الهدف من وصول الوفد الذي يقوده مساعد الرئيس السوداني فيصل حسن إبراهيم إلى أديس أبابا، هو البحث عن تعديل لخريطة الطريق التي قدمتها الوساطة الأفريقية لتستوعب النقاش حول الدستور الدائم وانتخابات 2020، مبرزا أن الوفد سيجري حوارا مع رئيس الآلية وأطراف نداء السودان، بزعامة الصادق المهدي، حول الدستور وقانون الانتخابات. وأضاف موضحا أن مهمة فيصل إبراهيم ووفد التفاوض في هذه الجولة «لا تستهدف أجندة المفاوضات المتعلقة بالترتيبات الأمنية والمساعدات الإنسانية».
وكانت آلية الوساطة، بقيادة ثابو أمبيكي، قد اقترحت على الحكومة وقوى (نداء السودان) في وقت سابق إجراء تعديلات على خارطة الطريق، تضمن مشاركة المعارضة في صياغة الدستور، وخوض الانتخابات المزمعة في 2020.
من جانبه، قال وزير الإعلام والاتصالات السوداني بشارة جمعة أرور للصحافيين إن الوفد الحكومي أجرى لقاء ثانياً مع الآلية الأفريقية، مشيراً إلى أن الأطراف ستجري اجتماعاً تشاورياً حول المقترحات المقدمة، وأن اللقاء الذي جرى بين وفد الحكومة مع الوساطة الأفريقية تطرق للمقترحات المقدمة من الآلية لجولة المفاوضات.
وأكد مصدر مقرب من المفاوضات في أديس أبابا أن الحركة الشعبية، بزعامة مالك عقار، ترفض تصريحات رئيس الوفد الحكومي فيصل حسن، التي قال فيها إن قضايا التفاوض ستنحصر حول قضيتي الدستور والانتخابات، وتهيئة البيئة الملائمة بهذا الخصوص. مشيرا إلى أن هناك ترتيبات لعقد لقاء لبعض المبعوثين الدوليين مع قيادات من تحالف نداء السودان. وقال في هذا السياق: «أتوقع أن يعكس قادة تحالف المعارضة رغبتهم الأكيدة في السلام والديمقراطية، والتعاون مع الوساطة والمجتمع الدولي إلى حين اكتمال وصول وفد التحالف وتقديم الموقف الرسمي للتحالف».
من جهة ثانية، نفت رئاسة جنوب السودان بشدة تقرير منظمة العفو الدولية، الذي صدر مؤخراً، والذي جاء فيه أن الحكومة أعدمت سبعة أشخاص، بينهم طفل خلال العام الحالي، وشددت جوبا على أنها لم تنفذ إعدامات منذ استقلال البلاد سنة 2011.
وكانت منظمة العفو الدولية قد ذكرت في تقرير أنها قلقة من تزايد عمليات الإعدام في جنوب السودان، وقالت إن ما لا يقل عن 342 شخصاً محكوم عليهم بالإعدام، وإن السلطات أعدمت في العام الماضي أربعة أشخاص، بينهم طفلان.
غير أن المتحدث باسم رئاسة جنوب السودان أتيني ويك أتيني قال إن بلاده لم تشهد إعدامات سنة 2011، وأوضح أن بلاده وقعت على المواثيق التي تحظر عقوبة الإعدام، مشددا على أنه «لا يمكن إعدام طفل في جنوب السودان لأن ثقافة البلاد لا يمكنها أن تقبل ذلك».
وقالت جوان نانيوكي، مديرة شؤون شرق أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إنه من المقلق للغاية أن الدولة الأصغر في العالم قد تبنت هذه الممارسة غير الإنسانية حتى في حق الأطفال، وطالبت الرئيس سلفا كير بعدم توقيع أوامر الإعدام، وإنهاء هذا الانتهاك الواضح للحق في الحياة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.