باريس تحث «الأوروبي» على الاستعداد لـ«بريكست» من دون اتفاق

يونكر: لن نعيد التفاوض على خروج بريطانيا لكن يمكننا تقديم إيضاحات

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي (أ.ف.ب)
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي (أ.ف.ب)
TT

باريس تحث «الأوروبي» على الاستعداد لـ«بريكست» من دون اتفاق

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي (أ.ف.ب)
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي (أ.ف.ب)

أكدت وزيرة الشؤون الأوروبية في فرنسا، ناتالي لوازو، من بروكسل، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع لندن لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو «الاتفاق الوحيد الممكن» والاتحاد يجب أن «يستعدّ لـ(بريكست) من دون اتفاق».
وحذّرت لوازو لدى وصولها إلى اجتماع مع نظرائها في الاتحاد غداة قرار رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، إرجاء تصويت البرلمان على هذا الاتفاق، من أن «اتفاق الانسحاب هو الاتفاق الوحيد الممكن».
وتقوم ماي بجولة على العواصم الأوروبية لمحاولة الحصول على تنازلات جديدة من الدول الـ27 الأعضاء، بهدف إقناع البرلمان البريطاني قبل القمة الأوروبية المرتقبة الخميس والجمعة في بروكسل بالموافقة على الاتفاق.
وقالت: «نحن قلقون جداً إزاء إرجاء التصويت»، مضيفة: «قدمنا الكثير من التنازلات للتوصل إلى هذا الاتفاق، ولسنا مسؤولين عن الوضع السياسي البريطاني».
وأكدت أن القادة الأوروبيين سيناقشون هذا الوضع أثناء القمة و«مسؤوليتنا هي الاستعداد لـ(بريكست) من دون اتفاق، لأنها فرضية غير مستبعدة».
وتابعت: «أنا قلقة جداً»، موضحة أن «(بريكست) من دون اتفاق هو خبر سيئ جداً للمملكة المتحدة، وستكون له تداعيات على فرنسا».
من جهته، قال جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية، في ستراسبورج، اليوم، إن الاتحاد مستعد لتقديم مزيد من التوضيحات لبريطانيا بشأن اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي، إلا أنه لن يعيد التفاوض على المعاهدة أو البروتوكول الخاص بها المتعلق بالحدود الآيرلندية.
وأضاف أمام البرلمان الأوروبي أنه «صُدم» لعدم قدرة (رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا) ماي على الحصول على الموافقة في البرلمان على الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي.
وتابع يونكر: «الاتفاق الذي توصلنا إليه هو أفضل اتفاق ممكن. إنه الاتفاق الوحيد الممكن. ليس هناك أي مجال لإعادة التفاوض». وأشار إلى أنه سيلتقي ماي في بروكسل مساء اليوم قبل قمة أوروبية تعقد يومي الخميس والجمعة.
وقال: «لكن بالطبع هناك مجال لتقديم المزيد من التوضيحات والتفسيرات دون فتح اتفاق الخروج... لن يعاد فتح اتفاق الخروج».
من ناحية أخرى، قالت أندريا ليدسوم رئيسة مجلس العموم البريطاني، إن الاتحاد الأوروبي معروف عنه التوصل لاتفاقات في آخر لحظة، في الوقت الذي تسعى فيه رئيسة الوزراء ماي لكسب دعم الزعماء الأوروبيين للتعديلات على اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقالت ليدسوم لراديو هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية (بي بي سي)، «دائما ما يكون الاتحاد الأوروبي في وضع من يتفاوض في اللحظة الأخيرة».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».