ولي العهد السعودي يطلق اليوم مدينة الملك سلمان للطاقة «سبارك»

لتوطين سلسلة إمدادات واستثمارات صناعية تتجاوز 100 مليار دولار

صور تخيلية لمدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) («الشرق الأوسط»)
صور تخيلية لمدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) («الشرق الأوسط»)
TT

ولي العهد السعودي يطلق اليوم مدينة الملك سلمان للطاقة «سبارك»

صور تخيلية لمدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) («الشرق الأوسط»)
صور تخيلية لمدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) («الشرق الأوسط»)

يطلق اليوم الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك)، وهي استثمار سعودي صناعي ضخم. تعمل على تنفيذها وإدارتها شركة أرامكو السعودية، باستثمارات في البنية التحتية تقدر بـ1.6 مليار دولار (6 مليارات ريال) للتجهيز والإعداد للمرحلة الأولى من المدينة.
وتقوم فكرة «سبارك» على احتياجات السوق الخليجية من التقنيات والصناعة في 5 مجالات، هي التنقيب والإنتاج، والتكرير، والبتروكيماويات، والطاقة الكهربائية التقليدية، وإنتاج ومعالجة المياه التي تقدر حجم سوقها السنوية بـ100 مليار دولار (375 مليار ريال).
هذا التوجه لتوطين سلسلة الإمدادات في المجالات الخمسة الحيوية سيخلق عند اكتمال المشروعات 100 ألف فرصة عمل للشباب السعودي، كما سيضيف عوائد للاقتصاد المحلي، لا تقل عن 6 مليارات دولار (22.5 مليار ريال) سنوياً، وذلك عند اكتمال بناء المدينة في العام 2035.
ميدانياً، يجري تنفيذ المشروع الضخم على 3 مراحل؛ حيث تنفذ «أرامكو السعودية» في الوقت الراهن المرحلة الأولى من المدينة، التي تقام على 13 كيلومتراً مربعاً.
وستكون مساحة «سبارك» عند اكتمال جميع مرافقها 50 كيلومتراً مربعاً، وستكون على مقربة من مدينة بقيق التي تحتضن أكبر مجمع للنفط في العالم، كما تم اختيار موقع المدينة بالقرب من خطوط السكك الحديدية التي تربط المدن السعودية والخط الحديدي للقطار الخليجي الذي يربط دول مجلس التعاون، وذلك لربط المدينة داخلياً، مع دول مجلس التعاون؛ حيث تستهدف المدينة الأسواق المحلية والإقليمية والدولية.
الخطة التي تقوم عليها فكرة المدينة هي جذب الاستثمارات عبر توطين سلسلة الإمداد، وتوفير احتياجات السوق المحلية والسوق الخليجية من إنتاج مصانع المدينة، وتصدير 30 في المائة من الإنتاج إلى الأسواق العالمية.
وتستهدف مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) سلسلة التوريد والإمدادات لخمسة مجالات إنتاجية حيوية، وهي التنقيب والإنتاج والتكرير، والبتروكيميائيات، والطاقة الكهربائية التقليدية، وإنتاج ومعالجة المياه. ودور «أرامكو السعودية» هو تعزيز عملية التوطين، كأكثر مزودي الطاقة موثوقية في العالم، ومطور لأكبر المشروعات الضخمة والرائدة في العالم.
وتضم الأنشطة التصنيعية والخدمية بالمدينة؛ خدمات حفر الآبار، وأجهزة الحفر، ومعدات معالجة السوائل، وخدمات التنقيب والإنتاج، الأنابيب، والمعدات الكهربائية، والأوعية والخزانات، والصمامات والمضخات.
وستسهم «سبارك» بشكل كبير في تحقيق «رؤية المملكة 2030» التي تهدف إلى تنويع اقتصاد البلاد وتقليل اعتماده على النفط وخلق قطاع خاص مزدهر.
وتسعى «أرامكو السعودية» من خلال دورها المحوري إلى دفع عجلة تطوير قطاع خدمات الطاقة في السعودية، وذلك عبر وضع أسس منظومة اقتصادية تساعد على استقطاب وإنشاء وتشجيع صناعات محلية مرتبطة بقطاع الطاقة وقادرة على المنافسة في الساحة العالمية.
كما تحرص على دعم نمو وتطوّر الشركات المحلية التي تعمل على تصنيع المواد المتعلقة بقطاع توليد الطاقة، وتوفير الخدمات الهندسية وخدمات حقول النفط.
وفي ديسمبر (كانون الأول) من العام 2017، تم الإعلان عن أول مستثمر يضع حجر الأساس لمنشآته الجديدة في المدينة، وهي شركة شلمبرجير، وذلك من خلال إنشاء مركز لتصنيع منتجات خاصة بمنصات حفر آبار النفط الخام والغاز على اليابسة، إلى جانب منتجات مرتبطة بسلسلة إمداداتها.
ويجري في الوقت الحالي التفاوض مع عدد من المستثمرين في إطار خطة لجذب أكثر من 120 استثماراً صناعياً في نهاية المرحلة الأولى من المشروع.
وتستهدف «أرامكو السعودية» توطين الصناعة ودعم المحتوى المحلي على طريقة برنامج «اكتفاء» المخصص لدعم وتوطين سلسلة الإمدادات لزيادة المحتوى المحلي، الذي يستهدف توطين 70 في المائة من سلاسل الإمداد بحلول 2021.
ووفق خطة «أرامكو» لـ«سبارك»، ستكون المدينة في قلب مجلس التعاون، وستصمم على أحدث النظم العالمية، وستضم ضمن مرافقها ميناء جافاً لنقل البضائع من وإلى المدينة، كما ستكون على بعد 40 كيلومتراً من «أرامكو السعودية» وعلى بعد ساعة واحدة فقط من مطار الملك فهد الدولي بالدمام.
وستواكب المدينة أحدث التقنيات؛ حيث تعمل «أرامكو السعودية» لتهيئة «سبارك» مع جهات حكومية غير حكومية لتوفير جميع الخدمات، من إسكان وتسوق ومراكز خدمة ومرافق وخدمات لوجستية.
وقد بدأت أعمال الإنشاءات لإعداد موقع المشروع في سبتمبر (أيلول) 2017؛ حيث تم إنجاز أكثر من نصف أعمال التصميمات الهندسية لكامل المشروع، فيما يتم تخصيص الأراضي للمستثمرين في الربع الثالث من العام الحالي، على أن تنتهي الأعمال الإنشائية لكامل المرحلة الأولى في العام 2021.
وتم حجز 60 في المائة من المرحلة الأولى من المدينة، التي تقدر مساحتها بـ13 كيلومتراً مربعاً من قبل شركات عالمية كبرى، كما تخطط «أرامكو السعودية» لتخصيص ثلثي المدينة للمنطقة الصناعية، وستضم المدينة ميناء جافاً مخصصاً لاستقبال الحاويات، و10 مراكز تدريب على مستوى عالمي، ومنطقة خاصة بالشركات المتوسطة والصغيرة بعد تهيئتها للعمل في المدينة، إضافة إلى تخصيص مساحات جيدة للمرافق السكنية والفندقية، ومرافق تجارية توفر نحو 1000 فرصة وظيفية.
وتعمل «أرامكو السعودية» مع عدد من الشركات والمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية لتنفيذ المدينة، أبرزها شركات «سابك» و«هدف» و«مراسي» و«منشآت»، والهيئة العامة للاستثمار، والصندوق الصناعي، وهيئة المدن الصناعية «مدن».
ومن المتوقع أن تحقق مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك)، عند تطويرها بالكامل بحلول عام 2035، فوائد اقتصادية مستدامة لصالح السعودية، في دعم وزيادة أمن إمدادات الطاقة وتوفيرها بأسعار تنافسية، وخفض تكاليف المنتجات والخدمات التشغيلية المساندة والمرتبطة بقطاع الطاقة، وسرعة استجابة الصناعات والخدمات المساندة المحلية لاحتياجات الشركة التشغيلية والتطويرية الملحة.
وتتكون «سبارك» من 5 أجزاء رئيسية، هي المنطقة الصناعية، التي تسهم في تطوير منظومة القيم المتكاملة لمنتجات وخدمات الطاقة، وستركز على التصنيع العام، والكهربائيات والمعدات، والسوائل والكيميائيات، وتشكيل المعادن، والخدمات الصناعية.
أما الجزء الثاني فهو الميناء الجاف، وهو عبارة عن منطقة خدمات لوجستية حديثة تتميز بدرجة عالية من الأتمتة، مع منطقة للجمارك يمكن ربطها بسكة الحديد الخليجية، وستصل طاقة الميناء الاستيعابية إلى 8 ملايين طن متري من الشحن سنوياً.
بينما يختص الجزء الثالث بمنطقة الأعمال، ويضم مقر «أرامكو السعودية» الرئيس لأعمال الحفر وصيانة الآبار، وعقارات تجارية تحتوي على مساحات مكتبية، ومطاعم، ومحال تجارية.
فيما الجزء الرابع مخصص لمنطقة التدريب، التي صممت لتستوعب 10 مراكز تدريب متخصصة في قطاع الطاقة؛ لتدريب وتطوير الكوادر الوطنية، وتلبية احتياجات المستثمرين في المنطقة.
بينما تمثل المنطقة السكنية والتجارية ومنطقة الخدمات الجزء الخامس من «سبارك»، وتتكون من مجمعات سكنية، ووحدات فندقية، ومركز صحي، ومدارس، ومرافق ترفيهية.


مقالات ذات صلة

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)

تمديد مهلة ماسك للرد على عرض تسوية التحقيق في «تويتر»

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
TT

تمديد مهلة ماسك للرد على عرض تسوية التحقيق في «تويتر»

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)

قال مصدر لوكالة «رويترز» للأنباء إن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية مددت مهلة حتى يوم الاثنين المقبل، أمام إيلون ماسك، للرد على عرضها لحسم تحقيق في استحواذ الملياردير على «تويتر»، مقابل 44 مليار دولار في عام 2022.

وغرد ماسك، أمس (الخميس)، بنسخة من رسالة أرسلها محاموه إلى رئيس الهيئة، جاء فيها أن موظفي الهيئة منحوه 48 ساعة للموافقة على دفع غرامة أو مواجهة اتهامات.

وقال المصدر إن الهيئة أرسلت إلى ماسك عرض تسوية، يوم الثلاثاء، سعياً للحصول على رد في 48 ساعة، لكنها مددت العرض إلى يوم الاثنين بعد طلب مزيد من الوقت.

وانخرطت الهيئة وهي أعلى سلطة في تنظيم الأسواق الأميركية وماسك في معركة قضائية، معلنة عن التحقيق الذي أجرته الوكالة في استحواذه على منصة التواصل الاجتماعي التي غيّر ماسك اسمها منذ ذلك الحين إلى «إكس».

ورفض متحدث باسم مكتب الشؤون العامة في هيئة الأوراق المالية والبورصات التعليق، ولم يرد محامي ماسك بعد على طلبات التعليق.

وكانت الهيئة تحقق فيما إذا كان ماسك قد انتهك قوانين الأوراق المالية في عام 2022 حين اشترى أسهماً في «تويتر»، بالإضافة إلى البيانات والملفات التي قدمها فيما يتعلق بالصفقة. وقد سعت إلى إنفاذ أمر استدعاء قضائي لإجبار ماسك على الإدلاء بشهادته بشأن هذه المسألة.

ويتعلق التحقيق بالملف الذي قدمه ماسك في الآونة الأخيرة إلى الهيئة بشأن مشترياته من أسهم «تويتر»، وما إذا كان أراد التربح أم لا.