ليبيا: مساع للتخلص من 600 طن من وقود الصواريخ السائل

مجلس الدولة يعارض خطة مفوضية الانتخابات للتصويت على الدستور

TT

ليبيا: مساع للتخلص من 600 طن من وقود الصواريخ السائل

أبدى المجلس الأعلى للدولة في ليبيا معارضته العلنية لإعلان المفوضية الوطنية العليا للانتخابات استعدادها لتنظيم التصويت على الدستور الجديد للبلاد في فبراير (شباط) المقبل، فيما ناقش مسؤولون في حكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراج مع فريق أممي برنامجاً للتخلص من مئات الأطنان من وقود الصواريخ السائل والمواد المؤكسدة بموقعين غرب ليبيا.
وقال المجلس الأعلى للدولة، الذي يتخذ من العاصمة الليبية طرابلس مقراً له، في أول تعليق رسمي له على إعلان عماد السائح رئيس مفوضية الانتخابات اعتزامه إجراء الاستفتاء على الدستور الجديد للبلاد بحلول العام المقبل، إن الدستور لا يزال تحت التداول، وإن قبول الاستفتاء عليه يجعله عرضة للطعون الدستورية.
وأعرب المجلس في بيان نشره مكتبه الإعلامي، مساء أول من أمس، عن استغرابه إعلان السائح قبول قانون الاستفتاء على الدستور، وهو لا يزال تحت التداول، الأمر الذي يعرّض الإجراءات المترتبة عليه «للطعون الدستورية»، مشيراً إلى عدم تطبيق مجلس النواب (البرلمان) المادة 12 من الاتفاق السياسي، في إقرار قانون الاستفتاء على الدستور، وعدم تقيد البرلمان بنص المادة 23 من الاتفاق، التي تؤكد ضرورة التوافق مع المجلس الأعلى للدولة في إصدار القوانين.
وجاء البيان في وقت التقى فيه مساء أول من أمس في القاهرة، وفد من مجلس الدولة برئاسة النائب الأول ناجي مختار، مع اللجنة الوطنية المصرية المعنية بليبيا، حيث أكد الطرفان، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية، أن حل الأزمة الليبية لن يأتي إلا من خلال جهود وطنية مخلصة تنأى عن أي تجاذبات سياسية أو آيديولوجية، لأن أي حل يأتي من الخارج لن يكون قابلاً للحياة والاستمرار.
وكان رئيس المفوضية الليبية للانتخابات عماد السائح اعتبر، أول من أمس، أن إجراء عملية الاستفتاء على الدستور الدائم ممكنة قبل نهاية شهر فبراير المقبل، موضحاً أن المفوضية وبعد تسلمها قانون الاستفتاء من البرلمان نهاية الشهر الماضي، صارت ملزمة تنفيذ عملية الاستفتاء على الدستور الدائم، فور توافر الأمن والموازنة المالية.
وتريد الأمم المتحدة أيضاً عقد مؤتمر وطني أوائل العام المقبل للتغلب على الخلافات واتخاذ قرار بشأن إجراء انتخابات رئاسية أو برلمانية، بينما تأمل قوى غربية والأمم المتحدة في أن تجري ليبيا انتخابات عامة بحلول يونيو (حزيران) المقبل بعد استفتاء على إطار عمل دستوري لإنهاء صراع على السلطة نشب بعد الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.
إلى ذلك، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة عودة 193 مهاجراً من ليبيا إلى نيجيريا، ضمن برنامج العودة الطوعية، بينما نقلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 133 لاجئاً من ليبيا إلى نيجريا بعد استضافتهم في مركز التجمع والمغادرة الجديد بطرابلس.
وقالت بعثة الأمم المتحدة، أول من أمس، إن عملية نقل اللاجئين جرت بالتنسيق مع جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بوزارة الداخلية الليبية، مشيرة إلى أن معظم هؤلاء اللاجئين تم تحويلهم من خمسة مراكز إيواء في مناطق مختلفة من ليبيا، إلى مركز التجمع والمغادرة تلبية لطلب المفوضية، حيث تمت استضافتهم إلى حين الانتهاء من إجراءات نقلهم خارج ليبيا.
إلى ذلك، ناقش مسؤولون في حكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراج مع فريق أممي برنامجاً للتخلص من مئات الأطنان من وقود الصواريخ السائل والمواد المؤكسدة بموقعين غرب ليبيا. وقالت وكالة الأنباء الموالية لحكومة السراج، أول من أمس، إن مسؤولين ليبيين، من بينهم رئيس أركان قوات الدفاع الجوي بوزارة الدفاع اللواء عبد الباسط جريد، اجتمعوا مع الفريق الاستشاري المعني بالأسلحة ومخلفات الحروب ببعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بمقر المجلس البلدي في غريان غرب ليبيا «لمتابعة برنامج التخلص من الوقود السائل والمواد المؤكسدة بموقعي (العربان) و(غوط الريح) جنوب مدينة غريان».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».