الرئيس المصري يلغي إدراج «بنك الطعام» ضمن الجمعيات المجمدة التابعة للإخوان

مصادر مسؤولة: الحكومة تبحث طرقا بديلة لاستمرار الخدمات للمستفيدين

الرئيس المصري عدلي منصور (رويترز)
الرئيس المصري عدلي منصور (رويترز)
TT

الرئيس المصري يلغي إدراج «بنك الطعام» ضمن الجمعيات المجمدة التابعة للإخوان

الرئيس المصري عدلي منصور (رويترز)
الرئيس المصري عدلي منصور (رويترز)

قالت مصادر مسؤولة في مجلس الوزراء المصري إن «الحكومة تبحث - مع اللجنة الوزارية المشكلة لإدارة أموال وأملاك جمعيات الإسلاميين - طريقة التعامل مع الجمعيات الخدمية منها خلال الأيام القادمة، والتي جرى تجميد أرصدتها». وأضافت المصادر أمس أن «الحكومة قد تتجه إلى حل مجالس إدارتها أو تعيين مفوضين، حماية للمستفيدين من الإعانات أو الأدوية التي تقدمها هذه الجمعيات، أو نقل أنشطة المستفيدين من الجمعيات الأهلية المجمدة أرصدتها إلى جمعيات في ذات المناطق الجغرافية الموجود فيها الجمعيات، لمواصلة توصيل الخدمات والإعانات للأهالي».
يأتي هذا في وقت استثنى فيه الرئيس المصري عدلي منصور مؤسسة «بنك الطعام المصري» من قرار تجميد أرصدته بالبنوك، بعدما أدرجت على أنها ضمن «جمعيات الإسلاميين» التي تقرر مصادرة أرصدتها في البنوك لعلاقاتها بجماعة الإخوان المسلمين. وقال نيازي سلام رئيس مجلس إدارة بنك الطعام المصري، الرئيس أبلغني شخصيا بتصحيح الوضع ورفع اسم المؤسسة من قرار تجميد الأرصدة بالبنوك، وكذلك تقديره الشخصي وتقدير الدولة ومؤسسة الرئاسة لما يقوم به بنك الطعام.
وجمد البنك المركزي المصري أموال عدد من الجمعيات الأهلية المرتبطة بجماعة الإخوان تنفيذا للحكم الصادر بحظر نشاطها ومصادرة ممتلكاتها.. وخضع للقرار 1055 جمعية أهلية تابعة لجماعة الإخوان، وجماعة أنصار السنة المحمدية.. وأخطر البنك المركزي جميع المصارف التي يبلغ عددها أربعين مصرفا بالتحفظ على أموال تلك الجمعيات. وقال السفير هاني صلاح، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، إن القرار يأتي تنفيذا لحكم محكمة الأمور المستعجلة في 23 سبتمبر (أيلول) الماضي، بحظر نشاط جماعة الإخوان ووضع مقاراتها وممتلكاتها تحت تصرف الدولة.
وبينما قال الدكتور محمد مختار المهدي، رئيس الجمعية الشرعية الرئيسة، إنه تلقى اتصالا هاتفيا من مسؤول الجمعيات الأهلية بوزارة التضامن أمس، أبلغه بإلغاء قرار تجميد أموال الجمعية الشرعية. أكد وزير التضامن الاجتماعي الدكتور أحمد البرعي أنه لا صحة بشأن استثناء الجمعية الشرعية أو جمعيات أخرى من قرار تجميد الأرصدة الصادر عن الحكومة.
في السياق ذاته، أثار القرار جدلا في الشارع المصري، خاصة وأن هذه الجمعيات تقدم خدماتها للمرضى والفقراء على مستوى ربوع مصر، ورفضت جماعة الإخوان قرار تجميد أموال الجمعيات، قائلة في بيان لها أمس إن «القرار يضر بملايين الأفراد والأسر التي تعتمد في حياتها على أموال هذه الجمعيات». وقال مسؤولون في عدد من الجمعيات الأهلية لـ«الشرق الأوسط» إن «القرار تضمن جمعيات غير تابعة للإخوان، ومنها الجمعية الشرعية، مما يؤثر سلبا على دعم المواطنين الفقراء والمحتاجين الذين تعجز الدولة عن مساعدتهم».
لكن الدكتور طلعت عبد القوي، رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، أكد في تصريحات له أن «قرار تجميد أرصدة بعض الجمعيات يشمل بعض الفروع من الجمعية الشرعية وأنصار السنة، والتي ارتبطت بجماعة الإخوان وليس كلها»، موضحا أن هناك الكثير من فروع الجمعية الشرعية لم يصدر بحق أرصدتها قرار تجميد.
وقالت المصادر المسؤولة نفسها إن «قرار التجميد لا يعني ضم أموال الجمعية للحكومة، ولكن التحفظ عليها لحين انتهاء التحقيقات بشأن ما هو منسوب إليها، مع مراعاة استمرار الصرف على الأنشطة الخدمية التي تقدمها للمواطنين».
وأعلنت كل من الجمعية الشرعية وجمعية أنصار السنة أمس بيانات بعدد المستفيدين من خدماتهما، وأكدتا كفالة أكثر من نصف مليون يتيم على مستوى محافظات مصر من خلال تقديم مبالغ شهرية ومساعدات عينية وطبية وتعليمية.
من جانبه، أكد وزير التضامن الاجتماعي الدكتور أحمد البرعي أن الحكومة حريصة على عدم تضرر الأسر الفقيرة المستفيدة من أنشطة تلك الجمعيات، كما أن هذه الإجراءات لا تمت بصلة لإيمان الحكومة القوي بأهمية دور المجتمع المدني في مساعدتها في تقديم الخدمات للمواطنين، ولكنها متعلقة بإعمال القانون وإنفاذه على الجميع.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.