بدء المرحلة الثانية من «ثأر القائد محمد» في صحراء الأنبار ضد «داعش»

أمير عشائر الدليم: هذه العمليات تحظى بدعمنا

بدء المرحلة الثانية من «ثأر القائد محمد» في صحراء الأنبار ضد «داعش»
TT

بدء المرحلة الثانية من «ثأر القائد محمد» في صحراء الأنبار ضد «داعش»

بدء المرحلة الثانية من «ثأر القائد محمد» في صحراء الأنبار ضد «داعش»

في الوقت الذي تتواصل فيه العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات العراقية في وادي حوران غرب الرمادي في إطار ما سمي بعملية «ثأر القائد محمد» ضد «تنظيم دولة العراق الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، فإنه طبقا للمصادر العسكرية العراقية فإن المرحلة الثانية من هذه العمليات بدأت لتشمل المناطق المشتركة وإلى عمق أراضي محافظتي كربلاء وصلاح الدين ومنطقة حوض الثرثار في ملاحقة المطلوبين، وكشف أوكارهم مع التنسيق بين قوات الأنبار والمحافظات الأخرى.
وقال مصدر عسكري مسؤول في تصريح صحافي أمس (الخميس) إن محافظة الأنبار «لها امتداد كبير مع المحافظات الأخرى، ولا سيما محافظة كربلاء من منطقة النخيب، وصلاح الدين، من قضاء راوه وحديثة وحوض الثرثار، مع الاشتراك بحدود واسعة مع سامراء وصولا إلى حدود بابل والعاصمة بغداد». وأوضح المصدر أن «العملية العسكرية ما زالت مستمرة في عدد من مناطق من صحراء الأنبار والمناطق الحدودية».
من جهتها، أعلنت عشائر الأنبار دعمها للعمليات التي ينفذها الجيش العراقي في تلك المناطق الصحراوية الوعرة والتي كانت تمثل طوال السنوات الماضية حاضنة رئيسة لتنظيمات القاعدة.
وقال أمير عشائر الدليم الشيخ ماجد العلي السليمان في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه العمليات تحظى بدعم عشائرنا التي عانت من الإرهاب والتي سبق لها أن قاتلته وطردته من عموم محافظة الأنبار عام 2007»، مشيرا إلى أن «عودة تنظيم القاعدة بطريقة أربكت الأجهزة الحكومية بشكل عام ومثلت ولا تزال تحديا أمام الجميع، تعود إلى التطورات التي حصلت في الوضع السوري وحصول تنسيق بين (القاعدة) في العراق و(القاعدة) في سوريا، وهو ما جعلهم يعلنون عن توحيد التنظيم الذي وجد في المناطق الحدودية بين البلدين ملاذات آمنة له». وأضاف السليمان: «إننا سبق أن حذرنا من هذا الأمر وطالبنا أن يأخذ الجيش دوره عبر ترك المدن والتوجه إلى المناطق الصحراوية التي تمثل حواضن للمجاميع المسلحة». وأوضح السليمان أن «عشائر الأنبار تدعم هذا الجهد وتباركه لأنها ضد الإرهاب والميليشيات التي يتوجب على الحكومة محاربتها أيضا لأنهما وجهان لعملة واحدة ولا يمكن للبلد أن يستقر من دون أن يكون هناك حكم للقانون على الجميع»، مؤكدا أن «عشائرنا التي دافعت عن أمن العراق ووحدته في أحلك الظروف هي اليوم ضد كل من يسترخص الدم العراقي ويهدد أمن العراق ووحدته لأنها بالنسبة لنا خط أحمر». وردا على سؤال بشأن رؤيته لمسألة الاعتصامات وما إذا كانت تمثل تحديا هي الأخرى، قال السليمان إن «حل أزمة الاعتصامات ليس مستحيلا لأنها قضية داخلية عراقية - عراقية، وبالتالي فإن الحل الوحيد المتاح أمام الجميع هو الحوار». وأكد السليمان أن «الأفضل للمعتصمين أن يخرجوا من الساحة ويبدأوا حوارا جادا ومسؤولا مع الحكومة لأن مجرد الاعتصامات من دون أن تكون هناك أرضية سليمة للحوار لا يمكن بالنتيجة أن يوفر فرصة للحل». وتابع السليمان قائلا إن «الانسحاب من الساحة ورفع الخيم من شأنه أن ينزع كل الذرائع التي تتهم بها الساحة بكونها تأوي الإرهاب، حيث إنه في حال كان هناك إرهابيون يتحصنون في الساحة سوف يجري كشفهم وبالتالي تصبح عملية تنفيذ المطالب المشروعة أمرا واقعا».
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي أعلن في كلمته الأربعاء أنه لن يتفاوض مع أحد في حال بقيت الساحات والاعتصامات. وبينما انسحبت القوات العسكرية من محيط ساحة اعتصام الرمادي، فإنه طبقا للاتصالات التي أجراها رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي مع مختلف الأطراف ومنهم المالكي نفسه، فإنه حصل على ضمانات بعدم اجتياح الساحة.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».