مشروع قانون إسرائيلي يحظر تمويل معالجة الأسرى للفلسطينيين

TT

مشروع قانون إسرائيلي يحظر تمويل معالجة الأسرى للفلسطينيين

قرر الائتلاف الحكومي في إسرائيل طرح مشروع قانون جديد على الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، يقضي بالامتناع عن تمويل العلاج الطبي للأسرى الفلسطينيين في السجون.
والمشروع جاء بمبادرة من النائب عنات باركو، من حزب الليكود، التي ادعت في تفسيره بأن «حكومة إسرائيل تقوم منذ سنين طويلة بتقديم العلاج الطبي المجاني للسجناء الأمنيين الفلسطينيين، الذين أتوا لإسرائيل لكي يقتلوا مواطنيها من الرجال والنساء والأطفال».
وأضافت باركو أن «هذا العلاج يكلف الخزينة الإسرائيلية مبلغ 40 مليون شيكل (11 مليون دولار) في السنة». ورأت أن «المرضى في إسرائيل أحوج لهذا المبلغ من الإرهابيين الفلسطينيين».
وحظيت مواقفها بتأييد وزير الأمن الداخلي جلعاد اردان، الذي اعتبره رادعا لتنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين. وقام بتجنيد تأييد اللجنة الوزارية لشؤون التشريع.
وجاء الكشف عن هذا المشروع، في وقت نشرت «هيئة شؤون الأسرى والمحررين» في المناطق الفلسطينية، تقريراً يشكون فيه من أن «إدارة معتقلات الاحتلال تواصل سياستها بإهمال الأوضاع الصحية للأسرى والمعتقلين، خاصة ذوي الأمراض المزمنة، فهي تتعمد تجاهل أمراضهم وعدم التعامل معها بشكل جدي».
وكشفت الهيئة في تقريرها عن عدد من الحالات المرضية الصعبة القابعة في عدة سجون إسرائيلية، ومن بينها حالة الأسير باسم نعسان (24 عاماً) من قرية المغير شمال مدينة رام الله، والذي يشتكي من إصابة قبل اعتقاله برجله اليسرى ومن مشاكل بالقولون وعُلق له كيس خارجي (للإخراج)، وهو بحاجة ماسة لإجراء عملية جراحية بأسرع وقت ممكن، غير أن إدارة معتقل «عسقلان» تماطل في تحويله. كما يمر الأسير ياسر ربايعة (44 عاماً) من مدينة بيت لحم والقابع حالياً في معتقل عسقلان، بظروف صحية غاية في السوء، فهو مصاب بمرض السرطان منذ فترة طويلة، وقد تفاقم وضعه الصحي جراء مماطلة إدارة معتقلات الاحتلال في تقديم العلاج اللازم له، ومؤخراً بدأ الأسير الخضوع لجلسات العلاج الكيميائي، ويتناول 6 حبات دواء يومياً، لكنه بحاجة إلى متابعة طبية حثيثة.
ويشتكي الأسير مهدي حجير (27 عاماً) من مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله، من مشاكل حادة في الأعصاب، وفي كثير من الأحيان يُصاب بتشنجات، وتكتفي إدارة معتقل «عوفر» بإعطائه مهدئات لجعله ينام من دون تقديم أي علاج مناسب لوضعه الصحي.
ورصد تقرير الهيئة حالتين مرضيتين تقبعان في معتقل «النقب»، إحداهما حالة الأسير محمد مرداوي (39 عاماً) من بلدة عرابة قضاء جنين، والذي يعاني من مشاكل بالرئة قبل اعتقاله، حيث تم استئصال جزء منها، وهو بحاجة إلى عناية فائقة لوضعه الصحي، لكن منذ أن تم اعتقاله وزجه في معتقل «النقب»، لم يتلق أي علاج حقيقي لحالته الصحية.
كما أن الأسير محمود زغلول (36 عاماً) من محافظة طولكرم، يعاني من حساسية بالجلد حول عينيه وجبينه ويشتكي من مشكلة في الجيوب الأنفية، وهو بحاجة إلى إجراء فحوصات طبية عاجلة، غير أن إدارة المعتقل تماطل بتحويله، ولا تُقدم له أي علاج.



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».