موجز الحرب ضد الارهاب

TT

موجز الحرب ضد الارهاب

قمة ثلاثية في تشاد اليوم لمناقشة التصدي لـ«بوكو حرام»
نجامينا ـ «الشرق الأوسط»: أعلنت الرئاسة التشادية لوكالة الصحافة الفرنسية أمس (الأربعاء)، أن رؤساء ثلاثة بلدان أعضاء في لجنة حوض بحيرة تشاد، المكلفة بالتصدي لمتشددي جماعة «بوكو حرام» في المنطقة، سيلتقون اليوم في تشاد. وأضافت الرئاسة أن رئيسي نيجيريا محمد بخاري والنيجر محمد أيسوفو، سيصلان إلى نجامينا للقاء نظيرهما التشادي إدريس ديبي، في قمة مصغرة «مغلقة»، يفترض أن يصدر بيان في ختامها. وتنشط جيوش تشاد والنيجر ونيجيريا والكاميرون أيضا في منطقة بحيرة تشاد، في إطار القوة المشتركة المتعددة الجنسية، من أجل التصدي لجماعة «بوكو حرام» المتحدرة من نيجيريا.
وقال مصدر دبلوماسي تشادي إن «منطقة نشاط عناصر (بوكو حرام) في نيجيريا والنيجر في الأيام الأخيرة، تقلق رؤساء الدول الذين سيقررون القيام بعمل حازم».
ومنذ يوليو (تموز)، أحصت وكالة الصحافة الفرنسية 17 هجوماً على الأقل على قواعد عسكرية تقع كلها تقريباً في منطقة محيط بحيرة تشاد. وقتل ما لا يقل عن 44 جندياً منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) في ميتيلي شمال شرقي نيجيريا، كما ذكرت مصادر أمنية نيجيرية، نافية معلومات لسلطات أبوجا أفادت بأن مقاتلي «بوكو حرام» مهزومون. والفرع الذي بايع «داعش» في «بوكو حرام»، أعلن مسؤوليته عن قتل 118 جندياً خلال مجموعة من الهجمات بين 15 و21 نوفمبر في منطقة بحيرة تشاد؛ خصوصاً في نيجيريا، معقل التمرد.

تفجير انتحاري في شمال الكاميرون
ياوندي ـ «الشرق الأوسط»: جُرح 29 شخصاً على الأقل في اعتداء انتحاري، نفذته الأربعاء امرأة في بلدة أمشيدي في أقصى شمال الكاميرون التي تشهد بشكل منتظم هجمات ينفذها متشددو «بوكو حرام» من نيجيريا المجاورة، بحسب ما أفادت مصادر أمنية لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأكد مسؤول أمني محلي، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «انتحارية فجّرت نفسها هذا الصباح في أمشيدي»، و«سجّلنا (سقوط) 29 جريحاً، بعضهم أُجلي إلى مورا»، كبرى المدن في المنطقة. وأكد المصدر مقتل انتحارية ثانية قبل أن تتمكن من تنفيذ التفجير، على أيدي جنود نُشروا في المدينة لمحاربة «بوكو حرام»، بحسب المصدر ذاته. وشهدت أمشيدي، وهي نقطة تجارية مهمة، مواجهات بين جنود كاميرونيين ومقاتلي «بوكو حرام». وبعد معارك كثيفة، تمكن الجيش من تأمين المدينة وطرد «بوكو حرام». الأمر الذي سمح بعودة السكان تدريجياً بعد أن كانوا قد فرّوا منها.

أميركا تعلن قتل متشددين في الصومال
نيروبي ـ «الشرق الأوسط» قال الجيش الأميركي، أمس، إنه قتل ثلاثة متشددين في غارة جوية في محيط بلدة كوي كاد قرب ديباتسيلي في الصومال. وقالت القيادة الأميركية في أفريقيا إن الضربة نفذت يوم 27 نوفمبر (تشرين الثاني). وأضافت في بيان: «نقيّم حالياً إن كانت هذه الضربة أصابت أو قتلت أي مدنيين».

ألمانيا تدرس إعادة «دواعش» من سوريا
برلين ـ «الشرق الأوسط»: تدرس الحكومة الألمانية إعادة مواطنين ألمان منتمين إلى تنظيم داعش من سوريا بمساعدة «الصليب الأحمر» والأكراد السوريين، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية. وذكرت صحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية الصادرة أمس (الأربعاء)، استناداً إلى رد وزارة الخارجية الألمانية على طلب إحاطة من الكتلة البرلمانية لحزب «اليسار»، أن «الحكومة الألمانية تدرس بعناية جميع الخيارات فيما يتعلق بإعادة محتملة للمواطنين الألمان إلى ألمانيا». وبحسب الرد يجري الادعاء العام الألماني حالياً تحقيقاً ضد 14 ألمانيا، من بينهم امرأة، في سوريا بتهمة الانتماء إلى «داعش». ووفق التقرير، يوجد حاليا 35 ألمانياً يشتبه في انتمائهم إلى «داعش» في أسر الأكراد بسوريا، وهم 10 رجال و10 نساء و15 طفلاً.

مقتل متشدد متهم بقتل صحافي في كشمير
سرينغار (كشمير) ـ «الشرق الأوسط»: نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الشرطة الهندية، أن متشدداً أُلقي باللوم عليه في مقتل صحافي بارز كان من بين اثنين من المتمردين قُتلا في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن أمس (الأربعاء) في ولاية جامو وكشمير. وتزعم الشرطة أن نافيد جات، وهو قائد جماعة «العسكر الطيبة» المتشددة ومقرها باكستان، كان واحداً من اثنين من المتشددين قتلا شجعات بخاري، رئيس تحرير صحيفة «رايزينغ كشمير» اليومية المحلية واثنين من حراس الأمن في سرينغار في 14 يونيو (حزيران) الماضي.
وقُتل جات ومتشدد آخر في عملية مشتركة للشرطة والجيش في بلدة شاتيرجام، بمنطقة بودجام، طبقاً لما ذكره ديلباج سينغ، رئيس شرطة جامو وكشمير.

مصر وإسبانيا تنفّذان تدريباً بحرياً لمكافحة الإرهاب
القاهرة ـ وليد عبد الرحمن: نفّذت عناصر من القوات البحرية المصرية والإسبانية تدريباً بحرياً في نطاق عمل الأسطول الشمالي بالبحر المتوسط، وذلك باشتراك السفينة الحربية الإسبانية «RELAMPAGO» وعدد من القطع البحرية المصرية.
وقال العقيد تامر الرفاعي، المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية أمس، إن «التدريب يأتي في إطار خطة القيادة العامة للقوات المسلحة لتعزيز ودعم علاقات التعاون العسكري مع الدول الصديقة والشقيقة»، مضيفاً أن «التدريب تضمن تنفيذ سيناريو واقعي لمجابهة التهديدات التي تواجه الأمن البحري ومكافحة الإرهاب، ومواجهة التهديدات غير النمطية بالبحر، وتنفيذ تشكيلات إبحار وتمارين مواصلات إشارية، وصد هجوم جوي مُعاد، فضلاً عن التدريب على حماية سفينة ذات شحنة مهمة في أثناء عبورها إلى المناطق الخطرة، وممارسة حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها».
وأوضح الرفاعي أن «التدريب يهدف إلى توحيد المفاهيم العملياتية، ونقل وتبادل الخبرات، والتعرف على العقائد القتالية المختلفة، وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات والتهديدات، بما يدعم جهود تحقيق الاستقرار والأمن البحري بالمنطقة».
في غضون ذلك، شهد الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية أمس، تنفيذ المرحلة الرئيسية للمشروع التكتيكي، الذي نفّذته إحدى وحدات الجيش الثاني الميداني باستخدام مقلدات الرماية «المايلز».
يأتي ذلك استمراراً لتنفيذ خطة القوات المسلحة السنوية للتدريب القتالي للتشكيلات الميدانية والوحدات المقاتلة. وقد تضمنت المرحلة دفع العناصر المدرعة لتطوير الهجوم وتحقيق المهام المخططة بالتعاون مع العناصر الميكانيكية، وصد هجوم العدو المضاد، وتنفيذ المهام القتالية والنيرانية في الوقت والمكان المحددين للوصول إلى خط حيوي وتأمينه.



تشاد تنهي اتفاقية الدفاع مع فرنسا وروسيا تراقب الوضع

الرئيس التشادي محمد ديبي مع الرئيس ماكرون خلال لقاء للقمة الفرانكوفونية في فرنسا في أكتوبر الماضي (أ.ب)
الرئيس التشادي محمد ديبي مع الرئيس ماكرون خلال لقاء للقمة الفرانكوفونية في فرنسا في أكتوبر الماضي (أ.ب)
TT

تشاد تنهي اتفاقية الدفاع مع فرنسا وروسيا تراقب الوضع

الرئيس التشادي محمد ديبي مع الرئيس ماكرون خلال لقاء للقمة الفرانكوفونية في فرنسا في أكتوبر الماضي (أ.ب)
الرئيس التشادي محمد ديبي مع الرئيس ماكرون خلال لقاء للقمة الفرانكوفونية في فرنسا في أكتوبر الماضي (أ.ب)

أعلنت تشاد إنهاء اتفاق التعاون العسكري والأمني مع فرنسا، لتلتحق بركب دول الساحل؛ مالي والنيجر وبوركينا فاسو، التي دخلت في قطيعة مع فرنسا، وتوجّهت نحو شراكة مع روسيا، التي تواصل تعزيز نفوذها في القارة الأفريقية.

ولكن قرار تشاد، وإن كان يشبه في كثير من تفاصيله ما أقدمت عليه دول الساحل، فإنه لم يتضمن أي إشارة إلى التعاون مع روسيا، بل حاولَت حكومة تشاد نفي أن يقود إلى أي قطيعة مع فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة.

الرئيس التشادي محمد ديبي خلال حفل تنصيبه في نجامينا 23 مايو 2024 (أ.ب)

وبموجب هذه الاتفاقية، كانت فرنسا قد ساندت عائلة ديبي، التي تحكم تشاد منذ أكثر من 3 عقود، على البقاء في الحكم، وتدخلت أكثر من مرة عسكرياً لقصف المتمردين حين حاصروا العاصمة نجامينا، إبان حكم الرئيس السابق إدريس ديبي إيتنو، عامي 2008 و2019.

وحين قتل ديبي في معارك ضد المتمردين قبل 4 سنوات، ساندت فرنسا نجله الجنرال محمدي ديبي، ووقفت إلى جانبه في فترة انتقالية مضطربة، حتى جرى انتخابه رئيساً للبلاد شهر مايو (أيار) الماضي.

عناصر من الجيش النيجيري خلال إحدى العمليات التي استهدفت عناصر موالية لـ«داعش» (الشرق الأوسط)

البحث عن السيادة

تعود جذور اتفاقية التعاون العسكري والأمني بين فرنسا وتشاد إلى حقبة الاستعمار، ولكنها تعززت أكثر بعد الاستقلال، وجرى توقيع أول اتفاقية للتعاون العسكري والأمني بين البلدين عام 1976، وهي الاتفاقية التي تمت مراجعتها وتحديثها عام 2019، لتشمل تدريب القوات المسلحة التشادية، وتعزيز قدراتها اللوجستية، والتعاون الاستخباراتي العسكري والأمني.

وبموجب الاتفاقية، تنشر فرنسا قوات خاصة في قواعد عسكرية فوق أراضي تشاد، من أبرزها قاعدة جوية في العاصمة نجامينا، يوجد فيها اليوم أكثر من ألف جندي فرنسي، أغلبهم قادمون من النيجر بعد طردهم العام الماضي.

ميليشيا «فاغنر» تتحرك على أرض مالي ومنطقة الساحل (رويترز)

في غضون ذلك، قالت تشاد إن إنهاء الاتفاقية يمثلُ «نقطة تحول تاريخية»، مشيرة إلى أنه جاء «بعد تحليل عميق»، والهدف منه هو «تأكيد السيادة الكاملة وإعادة تحديد شراكاتها الاستراتيجية وفقاً للأولويات الوطنية».

مع ذلك، أوضحت تشاد أنها ستحترم «الشروط المنصوص عليها» لإنهاء الاتفاقية، وأنها ستتعاون مع الفرنسيين لضمان «انتقال توافقي»، مشيرة في السياق ذاته إلى أن القرار «لا يقوض بأي حال من الأحوال العلاقات التاريخية وروابط الصداقة بين البلدين».

وأكدت تشاد أنها «عازمة على الحفاظ على علاقات بناءة مع فرنسا في مجالات أخرى ذات اهتمام مشترك لصالح الشعبين»، وعبّرت تشاد عن «امتنانها» تجاه فرنسا على سنوات التعاون العسكري والأمني بين البلدين، وقالت إنها «ستظل منفتحة على أي حوار بناء لاستكشاف أشكال جديدة من الشراكة».

مظاهرة في باماكو بمالي تدعم روسيا وتدين فرنسا في ذكرى 60 سنة على استقلال مالي في 22 سبتمبر 2020 (أرشيفية - أ.ب)

تحولات عميقة

يأتي قرار إنهاء الاتفاقية بعد ساعات قليلة من زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى تشاد، التقى خلالها رئيس تشاد محمد إدريس ديبي، كما زار مخيمات اللاجئين السودانيين في تشاد، من أجل الوقوف على الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب في السودان، ووجّه انتقادات لروسيا واتهمها بالتورط في الحرب السودانية.

وفيما يحضر الصراع بين فرنسا وروسيا بقوة في المنطقة، يقول الخبير في الشأن الأفريقي محمد الأمين ولد الداه إن قرار تشاد «يمثل حلقة جديدة في سلسلة التحولات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة الساحل في الآونة الأخيرة، حيث تتسارع وتيرة الانفصال عن النفوذ الفرنسي التقليدي الذي هيمن على دول المنطقة لعقود طويلة».

الرئيس التشادي السابق إدريس ديبي مع نظيره الفرنسي في نجامينا 2018 (أ.ف.ب)

ومع ذلك، يؤكد الخبير في حديث مع «الشرق الأوسط» أن تشاد «لم تُظهر - حتى الآن - تقارباً صريحاً مع روسيا، على غرار مالي وبوركينا فاسو والنيجر، ولكن في ظل تراجع النفوذ الفرنسي، فإن الباب يبقى مفتوحاً أمام خيارات جديدة».

وأضاف ولد الداه أن «روسيا، عبر مجموعة (فاغنر)، تسعى بنشاط لتعزيز وجودها في أفريقيا، مستفيدة من الفراغ الذي تتركه فرنسا. ومع ذلك، تشاد قد تكون أكثر حذراً، نظراً لتعقيدات علاقاتها الإقليمية والدولية، ولحساسيتها تجاه الانتقال المفاجئ من شريك تقليدي إلى شريك جديد مثير للجدل».

خصوصية تشاد

قوات بقاعدة فرنسية في تشاد تعود لعام 2007 (أ.ف.ب)

ويوضح الخبير في الشأن الأفريقي أن «تشاد تمثل حالة خاصة بالنظر إلى موقعها الجغرافي الاستراتيجي في قلب الساحل الأفريقي، ودورها المحوري في مكافحة الإرهاب في المنطقة، وعلاقتها العميقة مع فرنسا الممتدة لعقود»، مشيراً إلى أن القرار الأخير «يعكسُ تحولاً في نظرة تشاد لطبيعة العلاقة، وربما السعي نحو تأكيد السيادة بعيداً عن الإملاءات الخارجية».

الخبير في الشأن الأفريقي وصف قرار تشاد بأنه «ضربة موجعة لاستراتيجية باريس في منطقة الساحل، لكنه لا يعني بالضرورة خسارة آخر موطئ قدم لها في المنطقة»، مشيراً إلى أن «فرنسا لا تزال تحتفظ بعلاقات مع دول أخرى في المنطقة مثل النيجر (رغم التوترات الأخيرة) وموريتانيا».

عناصر فرنسية وتشادية بصدد استقلال طائرة عسكرية في شمال تشاد 2022 (أ.ف.ب)

ويؤكد ولد الداه أن انسحاب القوات الفرنسية من تشاد «سيضع باريس أمام تحديات حقيقية لتأكيد وجودها في أفريقيا»، مشيراً إلى أن «تشاد، بحكم موقعها وأهميتها الاستراتيجية، كانت أحد الأعمدة الرئيسية للوجود العسكري الفرنسي، لذا فإن هذا القرار يكرّس انكماش النفوذ الفرنسي، ويُظهر أن باريس تفقد تدريجياً قدرتها على الحفاظ على علاقاتها العسكرية والأمنية التقليدية في أفريقيا».

أما بخصوص تداعيات القرار على تشاد، فيشير الخبير إلى أنه «على المدى القصير، قد تواجه تشاد تحديات في ضبط أمنها الداخلي ومواجهة المجموعات الإرهابية، خاصة حين تنسحب القوات الفرنسية بسرعة». أما على المدى البعيد فيعتقد الخبير في الشأن الأفريقي أن القرار «قد يفتح المجال أمام تشاد لتبني سياسات أكثر استقلالية، ولكن ذلك يعتمد على قدرة القيادة التشادية على إدارة المرحلة الانتقالية بفاعلية».