جبل طارق العقبة الوحيدة أمام اتفاق «بريكست»

إسبانيا تتهم الاتحاد الأوروبي بالخيانة وتهدد بإفساد المرحلة الأخيرة

جبل طارق
جبل طارق
TT

جبل طارق العقبة الوحيدة أمام اتفاق «بريكست»

جبل طارق
جبل طارق

لم تتمكن دول الاتحاد الأوروبي، أمس، من الاتفاق على مستقبل جبل طارق خلال محادثات عقدت أمس (الجمعة) في بروكسل لتسوية الوضع القانوني لقضية الصخرة بعد انسحاب بريطانيا (صاحبة السيادة على هذا الجيب الواقع في جنوب إسبانيا) من التكتل، والتي اعتبرت العقبة الأخرى في اتفاق «بريكست» إلى جانب حدود آيرلندا الشمالية. وستظل القضية معلقة قبل قمة قادة الاتحاد الأوروبي غداً (الأحد) للتصديق على اتفاق خروج بريطانيا من قبل قادة الاتحاد. وستلتقي ماي مساء اليوم (السبت) في بروكسل رئيس المفوضية الأوروبية جان - كلود يونكر، عشية قمة استثنائية يفترض أن تضع اللمسات الأخيرة على معاهدة انسحاب المملكة المتحدة وإطار علاقتها بعد «بريكست» مع الاتحاد الأوروبي.
واتهمت إسبانيا الاتحاد الأوروبي بالخيانة بسبب جبل طارق، وهددت بإفساد المرحلة الأخيرة من محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل انعقاد قمة التوقيع غداً. وذكر وزير الدولة الإسباني لشؤون الاتحاد الأوروبي، لويس ماركو أجويريانو، أنه تم تغيير نص خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «تحت جنح الليل وبطريقة غادرة» دون علم إسبانيا. وهدد رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، الذي يواجه انتخابات إقليمية في ديسمبر (كانون الأول)، «باستخدام النقض (الفيتو) ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي» إذا لم تحصل البلاد على حق السيطرة على جبل طارق، وهي منطقة متنازع عليها، حسبما أفادت وكالة أنباء «بلومبيرغ». يشار إلى أنه لا يحق لبلد واحد أن يمارس حق النقض ضد هذه العملية في أي مرحلة، لكن ما زالت هناك مخاطر من حدوث اضطرابات قليلة غداً. وجبل طارق يوحد الإسبان أكثر مما يوحد البريطانيين، ومن المنطقي أن يصر سانشيز على رأيه. ومع ذلك، فإن إسبانيا ليست الدولة الوحيدة التي تشعر بالانزعاج من الطريقة التي تم بها التعامل مع هذه العملية، حسبما ذكر الصحافي إيان ويشارت. وفوجئت الدول الأعضاء بمدى سرعة تحرك الأمور، الخميس. وتعجلت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، لإنجاز الأمور.
وجعل هذا عواصم الاتحاد الأوروبي مهمشة وحائرة، وفقاً لمصادر مطلعة على الوضع. وبدأت الدول الأعضاء في الإعراب عن مخاوفها، لكن آلية بروكسل تدخلت. وأعلن رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك، ورئيس المفوضية جان كلود يونكر، أنه «قد تم التوصل (إلى اتفاق) من حيث المبدأ على المستوى السياسي»، كما جاء تماماً في نص تداوله مفاوضو اللجنة، وسرعان ما تسرب (إلى وكالة «بلومبيرغ»). واعتقد سفراء أن الوثيقة لا تزال مسودة مفتوحة حينما التقوا في اجتماعات خلف الأبواب المغلقة في بروكسل.
واتهمت تيريزا ماي أعضاء في مجلس العموم (البرلمان) من المعارضين لاتفاقها الخاص بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، بمحاولة «بث مشاعر الإحباط» لعملية الرحيل أمس في وقت تروج فيه الاتفاق للشعب البريطاني.
وقالت ماي للمستمعين لراديو «فايف لايف» في مداخلة هاتفية: إن «هناك أعضاء في البرلمان... يريدون بث روح الإحباط في اتفاق الخروج، وأعتقد أن من المهم أن يعرف المواطنون ذلك».



«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم صدر بغالبية ساحقة وصوّتت ضدّه خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.

والقرار الذي صدر بغالبية 158 دولة مؤيدة في مقابل 9 دول صوّتت ضدّه و13 دولة امتنعت عن التصويت، يدعو إلى "وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط ودائم" وكذلك أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، وهي صيغة مشابهة لتلك التي وردت في مشروع قرار استخدمت ضدّه واشنطن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واستخدمت الولايات المتحدة يومها حق النقض لحماية إسرائيل التي تشن منذ أكثر من سنة هجوما عسكريا في قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية. وعطّل الأميركيون في حينها صدور قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق نار "فوري وغير مشروط ودائم" في غزة، مشترطين من أجل إقرار أي هدنة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس.

وقبيل التصويت على النصّ، قال نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتّحدة روبرت وود إنّه سيكون من "المخزي" تبنّي مشروع القرار لأنّه "قد يوجّه إلى حماس رسالة خطرة مفادها أنّ لا حاجة للتفاوض أو لإطلاق سراح الرهائن"، في وقت تحدّثت فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية عن "فرصة" لإبرام اتفاق لاستعادة الرهائن.

بدوره قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إنّ "تصويت اليوم ليس تصويت رحمة، بل هو تصويت تواطؤ" و"خيانة" و"تخلّ" عن الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني.