بحث الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين وسبل مواصلة تنميتها ودعمها في مختلف المجالات بما يلبي تطلعات البلدين وشعبيهما إلى جانب عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
جاء ذلك ضمن جلسة المباحثات التي عقدها الجانبان في العاصمة أبوظبي مساء أمس.
وكان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، استهل جولة خارجية يزور خلالها ثلاث دول عربية، هي الإمارات والبحرين ومصر.
فيما أعلن الديوان الملكي السعودي، في وقت سابق أمس، عن مغادرة ولي العهد، مؤكدا أن جولة الأمير محمد بن سلمان العربية، تأتي «بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز»، كما تأتي انطلاقاً من حرص الملك سلمان على تعزيز علاقات المملكة إقليمياً ودولياً، واستمراراً للتعاون والتواصل مع الدول الشقيقة في المجالات كافة، واستجابة للدعوات المقدمة من قادة تلك الدول.
ورحب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بزيارة الأمير محمد بن سلمان إلى بلده الثاني الإمارات، معربا عن اعتزازه بروابط العلاقات الأخوية التاريخية المتينة التي تجمع البلدين وقيادتيهما وشعبيهما.
واستعرض الجانبان، مسار تطور التعاون الاستراتيجي بين البلدين، الذي يرتكز على دعائم ومقومات متعددة من التفاهم والتعاون والعمل المشترك والمصالح المتبادلة.
كما تناولا مجمل القضايا والملفات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، إضافة إلى التحديات والتهديدات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط وتداعياتها على أمن شعوبها واستقرارها، إلى جانب بحث عدد من القضايا التي تهم البلدين، وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن علاقات بلاده بالسعودية «تمثل نموذجا استثنائيا يحتذى للعلاقات الأخوية بين بلدين تجمع بينهما وشائج الأخوة والتاريخ والجغرافيا، وفي ظل الاحترام المتبادل والإرادة المشتركة لترسيخ هذه العلاقات والارتقاء بها في المجالات كافة لتعبر عن طموحات شعبيهما في التنمية والرفاه والازدهار»، وقال الشيخ محمد بن زايد: «علاقات البلدين الشقيقين تمضي إلى الأمام بقوة وثقة بفضل حكمة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ورؤيتهما الثاقبة»، وأضاف أن «البلدين يمثلان نموذجا للتكامل والتوافق وتطابق الرؤى والمواقف إزاء مختلف المواضيع والقضايا ذات الاهتمام المشترك وهما يخطوان خطوات استراتيجية مهمة بأبعاد أكثر عمقا وقوة تهدف إلى إسعاد مواطنيهما ورفاهيتهم».
وأشار إلى أن مسار العلاقات الإماراتية - السعودية «شهد نقلة نوعية خلال السنوات الأخيرة ترجمت في تعزيز التعاون والتنسيق الثنائي المشترك في المجالات كافة سياسيا واقتصاديا وثقافيا ودفاعيا، فيما أضاف إنشاء مجلس التنسيق السعودي - الإماراتي خلال شهر مايو (أيار) من عام 2016 لبنة قوية إلى هذه العلاقات خاصة أن المجلس يستهدف توطيد العلاقات الثنائية عبر التشاور والتنسيق المستمر في مجالات كثيرة».
وأكد أن السعودية تقوم بدور محوري في مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة وتقود الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية لشعوبها إلى جانب مساعيها الحميدة المتواصلة لتحقيق السلام والأمان في مختلف مناطق العالم.
وتمنى للأمير محمد بن سلمان التوفيق والنجاح في إنجاز المشروعات الحضارية الطموحة التي تجسد آمال الشعب السعودي الشقيق في غد مشرق رخاء ورفاهية وازدهارا.
وأكد الجانبان في ختام لقائهما، حرصهما على تعزيز الشراكة الإماراتية - السعودية الاستراتيجية التي تتميز بالشمولية تنمويا واقتصاديا وثقافيا وسياسيا إلى جانب موروثها التاريخي والروابط المتجذرة بين شعبي البلدين ما يدفعها إلى المضي قدما نحو آفاق أوسع ويمنحها بعدا استراتيجيا في معالجة التحديات. مشددين على أهمية متابعة تنفيذ المشروعات والمبادرات المشتركة وصولا لتحقيق رؤية البلدين في تعزيز مكانتهما في المجالات كافة، الاقتصادية والتنمية البشرية والتكامل السياسي والأمني العسكري وتحقيق رفاه مجتمع البلدين.
وشدد الجانبان في ختام محادثاتهما على أن الشراكة القوية بين البلدين تمثل إضافة وركيزة رئيسية للأمن العربي المشترك، خاصة في ظل ما تتميز به سياسة البلدين على المستوى الإقليمي أو العالمي من توجهات ومواقف حازمة وواضحة في مواجهة التحديات والتهديدات التي تشهدها دول المنطقة سواء فيما يتعلق بخطر التطرف والإرهاب وضرورة التصدي للجماعات التخريبية التي تسعى لتقويض أسس الاستقرار في دول المنطقة أو بشأن جهودهما الهادفة إلى تنسيق المواقف العربية إزاء قضايا المنطقة المختلفة وكيفية التعامل الفاعل والبناء معها.
وكان ولي العهد السعودي في وقت لاحق من أمس قد توجه إلى العاصمة أبوظبي في زيارة رسمية في أولى محطات جولته الخارجية، وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في مقدمة مستقبليه لدى وصوله إلى مطار الرئاسة في أبوظبي.
وجرت لولي عهد السعودية مراسم استقبال رسمية حيث عزف السلام الوطني السعودي، فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة تحية لضيف البلاد. وصافح الأمير محمد بن سلمان كبار مستقبليه من الشيوخ والوزراء والمسؤولين الذين رحبوا بزيارته للدولة، فيما صافح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عددا من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين المرافقين ولي العهد السعودي.
من جانبه، رحب ولي عهد أبوظبي بضيف البلاد الكبير، وقال: «ببالغ سعادتنا نرحب بضيف الإمارات العزيز أخي الأمير محمد بن سلمان»، وأضاف في تصريح بهذه المناسبة: «نعتز بعلاقاتنا التاريخية المتجذرة... آفاق واسعة من التعاون والشراكة الوثيقة والمثمرة تنتظر بلدينا»، وقال: «ستظل الإمارات على الدوام وطناً محباً وسنداً وعوناً لأشقائنا في المملكة العربية السعودية».
مباحثات ولي عهد السعودية وولي عهد أبوظبي استعرضت علاقات البلدين والتطورات في المنطقة
مباحثات ولي عهد السعودية وولي عهد أبوظبي استعرضت علاقات البلدين والتطورات في المنطقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة